رحمة عبدالمنعم يكتب:..للحقيقة لسان..المؤسسة التعاونية..انحراف عن الهدف
رحمة عبدالمنعم يكتب:..للحقيقة لسان..المؤسسة التعاونية..انحراف عن الهدف
في ظل الحرب الدائرة التي تمزق أوصال البلاد، تتجه الأنظار نحو المؤسسات الوطنية التي يُفترض أن تكون سنداً للشعب والجيش في هذه المرحلة العصيبة، ولكن يبدو أن المؤسسة التعاونية للجيش قد انحرفت عن
رسالتها الجوهرية، متجاهلة دورها الأساسي في دعم الجنود المرابطين على الجبهات وأسرهم التي تعاني شظف العيش، لتنشغل برفع صور الفنانين والإعلاميين في شوارع أم درمان وبعض المدن الآمنة
إن الاحتفاء بمن ساند ودعم الجيش في معركة الكرامة أمر مفهوم ومقدر، ولكنه يجب أن يأتي في الوقت المناسب، أما أن تتحول المؤسسة التعاونية إلى جهة تُقيم الكرنفالات والاحتفالات الوهمية، في ظل ظروف البلاد الحرجة، فهذا يعد ترفاً غير مبرر وإهداراً للموارد والجهود
من المثير للدهشة أن يتم تعليق صور لشخصيات سيادية في شوارع أم درمان ومدن أخرى آمنة، وكأن المؤسسة قد أغفلت أن الحرب تدور في ميادين القتال، حيث يقف
الجنود والضباط بشجاعة في مواجهة المليشيا، يعانون من نقص الإمدادات، بينما أسرهم تكابد صعوبة الحياة اليومية، هل من المعقول أن تتحول الأولويات إلى مظاهر احتفالية في وقتٍ يحتاج فيه الجيش إلى كل دعم ممكن؟
لقد سبقني الزميل الصحفي المتميز أيمن كبوش في زاويته “أفياء” بتسليط الضوء على هذا الانحراف الواضح، وهاجم المؤسسة التعاونية بجرأة، مطالباً بوقف هذه الفارغة، وأيده الكثيرون في دعوته إلى التركيز على دعم الجنود في الخنادق، الذين لا يجدون أحياناً إلا “العيش والعدس” كوجبة يومية، رغم تضحياتهم الجسيمة
إن ما تقوم به المؤسسة التعاونية يمثل انحرافاً عن دورها الذي أنشئت من أجله، وإذا كان الهدف من هذه الأنشطة تعزيز الروح المعنوية، فإن ذلك لن يتحقق بالكرنفالات، بل بتقديم الدعم الحقيقي للجنود وعائلاتهم، هؤلاء الأبطال هم من يدفعون الثمن الأغلى دفاعاً عن الوطن، وهم الأولى بكل دعم مادي ومعنوي
لذلك، نقول للمؤسسة التعاونية: عودوا إلى رسالتكم الأصلية، وضعوا أولوية لدعم الجنود والضباط في ميادين القتال وأسرهم، واتركوا الاحتفالات والكرنفالات إلى ما بعد النصر، فالجيش لا يحتاج إلى مظاهر دعائية، بل إلى دعم عملي وفعلي يوازي تضحياته العظيمة.