رحمة عبدالمنعم يكتب:.. للحقيقة لسان..إشادة البرهان.. (كمّل كمّل يا مزمل)

رحمة عبدالمنعم يكتب:.. للحقيقة لسان..إشادة البرهان.. (كمّل كمّل يا مزمل)
ليس كثيراً على رجل بحجم الدكتور مزمل أبو القاسم أن يحظى بإشادة صادقة جاءت اليوم الأحد على لسان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، خلال تدشين مبادرة دعم أسر الشهداء والنازحين والمتضررين من الحرب…
لم تكن كلمات البرهان مجرد بروتوكول عابر، بل كانت شهادة تاريخية تسجل للرجل موقفه المشهود في زمن عزّ فيه الناصر وندر فيه الأنصار،فمزمل الصحفي الذي اختار أن يكون في خندق الوطن، ظل منذ اللحظة الأولى لحرب الكرامة صادق الانحياز للأرض وللشرف العسكري، مؤمناً بأن الكلمة المسنودة بالصدق لا تقل مضاءً عن السلاح في ساحات الوغى…
عرفت الصحافة السودانية مزمل أبو القاسم قامةً وطنيةً فارعة، وقلماً جماهيرياً مدهشاً، يكتب السياسة فيرتدي لها وقار المفكر، ويخوض غمار الرياضة فيلهب بها المدرجات، ويدخل ميدان الفن فيضفي عليه مسحة النقد الرفيع ،هو حالة استثنائية نادرة، تجسدت في أن يردد الآلاف اسمه من مدرجات الملاعب هاتفين بحب: “كمّل كمّل يا مزمل”، في سابقة لم يعرفها تاريخ الصحافة السودانية.
حين أطلق مبادرته الإنسانية “عافية بلد” لدعم أسر الشهداء، لم يكن ذلك امتداداً لمقال أو شعارات، بل كان دليلاً على أن مزمل لا يكتب فقط، بل يعيش ما يكتب، ويؤمن أن الكلمة بلا فعل تصبح هباء،فجعل من مبادرته جسراً ممتداً بين نبض الشعب وأمل المقاتلين، جاعلاً من الإعلام رسالة وفاء وعطاء لا ينقطع.
إن وقوف البرهان بنفسه ليحيي صاحب الفكرة ويثني على عطائه، إنما هو تكريم للإعلام الوطني برمته، في وقت تتطلب فيه المرحلة رجالاً من طراز مزمل؛ أقلامًا لا تساوم، وضمائر لا تكلّ، ووطنيين لا تغريهم زينة المقاعد أو رنين الشعارات.
مزمل أبو القاسم — بما عرف عنه من جسارة في الموقف، وأصالة في الانتماء — يثبت كل يوم أن للكلمة الحرة جنديتها الخاصة، وأن الذين يقاتلون بالكلمة قد يضاهون من يقاتلون بالسلاح حين تكون المعركة معركة مصير.
في زمن تتشظى فيه المبادئ، تظل قامات مثل مزمل
علامات مضيئة تهدي الطريق، وتؤكد أن السودان، مهما اشتدت عليه الخطوب، لن يعدم أبناءه البررة، والتحية للحبيب مزمل ابوالقاسم الذي لم يخذل وطنه، ولم يتأخر عن نداء الكرامة، ولا عن تلبية استحقاق الإنسانية.