مقالات

د. مصطفى محمد محمد صالح يكتب : من أخطر آفات المجتمعات الظلم والفساد اولا المفاهيم

خواطر فكريه (47)

بقلم .د. مصطفى محمد محمد صالح من أخطر آفات المجتمعات الظلم والفساد اولا المفاهيم

1 / آفات: مفردها آفة ويقصد بها : كل مايصيب شيئا فيفسده ،فينتج عنه عاهه، أو مرض ،أو قحط فيقال : مثلا آفة العلم النسيان ، أي مصيبة العلم ،أو آفة زراعيه : مايفسد الزراعة أو يصيبها من ضرر . 2 / المجتمع : هو مجموعه من ناس ، تربطهم علاقات ، تتصف بأنها دائمه. أما إذا وجدت علاقات بين الناس ، دون أن تتصف بأنها دائمة ففي هذه الحالة فإن الواقع لن يكون مجتمعا، إنما يوصف بأنه :جماعه لذلك فإن ركاب الطائرة، أو القطار لا يكونون مجتمعا، لأن طبيعه العلاقات بينهم مؤقته ،إنما هم يكونون جماعه، والذي يجعل العلاقات تتصف بأنها دائمه هو استقرار وثبات تلك العلاقات والتي ترتكز على نظره الناس لطبيعة المصالحه والمفسده فإذا كانت أفكارهم واحده نحوهما، وأيضا مشاعرهم من حيث الفرح والسرور والحزن والغضب واحده ،وان نظام معالجات المشاكل التي قد تنتج بين الناس واحده ، ففي هذه الحالة يمكن القول ان هذه الواقع يكون مجتمع بلون خاص . عليه فالمجتمع في حقيقته التفصليه يتكون من اناس وأفكار ومشاعر وأنظمة. ويكون إصلاحه بإصلاح الأفكار والمشاعر والأنظمة المطبقة، ويكون التمييز بين المجتمعات حسب طبيعه الأفكار والمشاعر والأنظمة السائدة ، فإذا كانت اسلاميه، يكون مجتمعا إسلاميا ،واذا كانت ديمقراطية فيقال مجتمع ديمقراطيا . 3 / آفات المجتمع :يقصد به كل مايؤدي الي أفساد أو ،خلخلت ، أو تهديد التركيبه البنيوية للمجتمع من قيم ومعتقدات وأفكار ومشاعر وأنظمة عن صلاحها ، ولعل من أبرزها الظلم والفساد . 4 / الظلم :هو الاعتداء علي حقوق الغير سواء أكان فردا أو جماعه بأي وسيلة من الوسائل غير المشروعة و دون وجه حق ، مما يسبب ضرر ماديا ومعنويا للغير . 5 / الفساد: بصفه عامه هو إخراج الشيء عن صلاحه ، أما الفساد من منظور إداري : إستغلال للسلطه عامه في تحقيق أغراض ومنافع شخصيه . ثانيا : كيفيه التعامل مع الظلم والفساد : جاء مبدأ الإسلام العظيم بقواعد ثابته واركان راسخه لمواجهة كل انواع الظلم و أشكال الفساد و محاربتهما حربا، شعواء لاهواده فيها ، بل إنه جاء في الأساس بقيم راسخة لإقامة العداله في أرض الواقع دون محاباه أو مجاملة ، وفي هذا المقام يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله عليه :بأن الإسلام لم يطلب من المسلمين بعدم الظلم والفساد فقط ،بل انتقل بهم بصوره قويه إلى مطالبتهم بمجابهة كل مظاهر الظلم والفساد في الأرض ،في المجتمع وفي الدوله ،وفي كل مناحي الحياة ، ومنع الظالم والفاسد من ذلك ، بل نبذهما حتي يشعرا أنهما منيوذين، محتقرين من كل أفراد المجتمع، حيث قال تعالى في محكم التنزيل في سوره هود “ولا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ” صدق الله العظيم . خامسا :مفهوم الركون : هو الميل والقبول وينظر الي طبيعه الشيء محل الميل والقبول حسب مقاييس الإسلام فإن كان ظلما أو فسادا فهو حرام شرعا وان عله التحريم أن الميل الي الظالم يترتب عليه أمر في غاية الخطورة علي المجتمع وعلى سلامته واستقراره ،بل أنهما يشكلان خطرا عظيما من ناحيه اجتماعيه، ،ومهدا علي الموارد الاقتصاديه للبلاد. بل أنهما اذا تغلغلا في جسم المجتمع يكونا مثل الداء العضال -السرطان -الذي يصيب الكائن الحي فيؤدي الي دماره وهلاكه. ويدخل الميل والقبول من قبل الناس في نفس الظالم أو الفاسد أن لقوته شأنا وان هناك رضي وقبول عام لمايصنع و تشجيع له ،أيضا بصوره قويه ، وعلي التمادي في غيه ويحفز غيره أن يكون مثله ،ويتاسيء به، مما يؤدي إلى زيادة انتشار الظالم والفساد في المجتمع . سادسا درجات الركون : ويعتبر بلا شك أن أعلي درجات الركون الي الظلم هو الاعتراف والإقرار بظلمه وتزيينه له وللناس أما أدني مستويات الركون الي الظلم الا تمنعه من ظلم غيره كما أن الركون الي الظالم هو وقوع في عداء مباشر وصريح مع منهج رب العالمين الذي يأمر بالعدل والإحسان ومحاربة الظلم و الفساد بكل صورة واشكله وقد طلب الإسلام من كل المسلمين بصوره واضحه ومحددة أن يعملوا بكل جد وعزم في مكافحة الظلم والفساد في المجتمع بكل الوسائل المتاحةحتي لا يترتب على ذلك دماره وخرابه ويترتب علي القصور في القيام بهذا الواجب و الأمر الرباني أن يصيبهم عذب من رب العباد قال تعالى في محكم التنزيل “فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ” صدق الله وقال تعالي أيضا ” فإذا أردنا أن نهلك قريه أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ” صدق الله العظيم . سابعا أسباب ظاهرتي الظلم والفساد عديده لكن نجملها في ضعف الوازع الديني ، وغياب الضمير الحي ، عدم تطبيق نظام وأحكام الإسلام، ضعف قيم ومبادئ العداله ، ضعف وهشاشة المنظومة القانونيه والإدارية والتعليمية ، غياب مبدأ المراقبة والمحاسبة، وغياب الشفافية، وانتشار المحسوبية ، ضعف دور الإعلام . ثامنا : مكافحة الظلم والفساد : بعد تحليل وتشخيص آفات المجتمع عن الظلم والفساد يجب وضع استراتيجية علمية وعملية لمكافحتهما ترتكز على أساس تطبيق منهج رب العالمين للعوده الكامله الأحكام الإسلام العظيم لواقع حياتنا في المجتمع وفي الدوله وفي كل مناحي الحياة . نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الظالمين والفاسدين ويعز الإسلام والمسلمين الثلاثاء 22 / 2 / 1438 هج الموافق 22 / 11 / 2016م.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى