د. مصطفى محمد محمد صالح يكتب : بالعفو والتسامح تبنى الامم العظيمة

خواطر فكرية
بقلم د/ مصطفى محمد محمد صالح
بالعفو والتسامح تبنى الامم العظيمة
أولا تمهيد : الأصل فى شكل الحياة البشرية، ونمط العلاقات الإنسانية،أن يعم وينتشر نور الخير و السلام فى أرجاء المعمورة ، من أجل عماره الكون وفق منهج الخالق المدبر للكون والإنسان والحياة، والاستثناء معلوم بداهتا الحروب والنزاعات، إلا أنه على مر العصور وفى كثير من الأحيان، تنشب الصراعات والنزاعات و الحروب المدمرةلاسباب متعددة، منها ماهو مبرر ومعقولة، وكثير منها غير ذلك، مما تؤدى إلى نتائج كارثية، على واقع الحياه البشرية والموارد المادية، وآثارها المزلزله والمؤلمه على الجوانب النفسية على وجه الخصوص ، لذلك نشأت الحاجة الملحه، الاهميه وضرورة وجود منظومه اخلاقيه ، لتداوى مصدر تلك النزاعات والخلافات من جذورها،و وتعالج لتلك النتائج والافرازات من أساسها، وترتقى بمستوى جودة الحياة البشرية، إلى مراتب عليا من السمو الإنسانى الرفيع، ولعل خلقى العفو والتسامح يتصدران منظومة القيم الأخلاقية الحميدة، والتى لا غنى للبشرية عنهما اثناء سيرها فى معترك الحياة ، لتتخلص من آثار الأمراض النفسية المستعصية- الضغائن والاحقاد و الشوائب التى قد تتعلق بالنفوس النقيه والقلب الزكيه، ومن كل الأذى والضرر الذى يصيبهما من جراء تلك النزاعات والحروب ولعل الأسئله الاطاريه محل البحث والفكر والدراسة مامفهوم العفو والتسامح؟ وما حكم مبدأ الإسلام العظيم فيهما؟ ومادورهما فى معالجة الآثار المترتبة على الحروب والنزاعات ؟ . ثانيا المفاهيم الأساسية:
١) فى اللغه العربيه: أ) العفو: يقصد به خيار كل شىء واجوده، او الأرض الغفل التى لم تؤطأ ،وليس بها آثار. ب) التسامح: يقصد به التساهل. ٢) اصطلاحا: أ)يقصد بالعفو قيمه اخلاقيه، تعمل على تشجيع المقدرات المعرفيه وتوظيف المهارات السلوكية للإنسان علي صفاء القلوب وطهارتها
ورفع مستوى جوده النفوس ومنعها من الانزلاق الذى تحركه الضعائن والمرارات وبواعث التشفى إلى مراتب تتسم بالسمو الذى يلايق بالقيم الأخلاقية الرفيعه لقيام مجتمع متعافى من الإنتقام والغل للأستقرار والنمو. ب)يقصد بالتسامح القدرة الإدراكية والنفسية التى ترتكز على قواعد الحكمه و مبادئ المرونة والتساهل للتكيف الايجابى البناء مع الظروف المتقلبة والأحداث المتبدلة لتحسين درجة التواصل الفعال مع الآخرين . ثالثا نظر الإسلام للعفو والتسامح : حيث جاء فى سيرة ان أعظم نبى عرفته البشرية،سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عند فتح مكة المكرمة، قال: للمشتركين الذين أذوه ،وقتلوا أصحابه، ماذا تظنون أنى فاعلا بكم؟ فقالوا: أخا كريم وابن أخا كريم ،فقال لهم: قولته المشهورة اذهبوا فأنتم الطلقاء، وبهذا الموقف الكريم، أسس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، للبشرية قواعد ثابتة ومنهج راسخ، لمنظومه القيم الأخلاقية الحميدة القائمة على مبدئي: العفو و التسامح ،تمشيا مع المفهوم العظيم، العفو عند المقدرة. رابعاالنتائج المترتبة على تطبيق العفو والتسامح: ١) تعمل على اشاعة أجواء المحبه والاحترام المتبادل بين الناس. ٢) تساعد على تعافى المجتمع وتقوية تماسكه. ٣)تشجع على نشر ثقافه المحبه والاحترام الآخرين. ٤)ترتقى بمستوى جودة الحياة البشرية إلى مراتب عليا. ٥) تعمل على تعافى المجتمع من الأمراض النفسية لتجنب اثارها المدمرة. ٦) تعزز من مفاهيم التعاون البناء بين أفراد المجتمع. وفى الختام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرحم والدينا كما ربياني صغيرا ويجعلهم من أهل الجنة ويحفظ بلادنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .