د. محمد يوسف قباني يكتب: هل إكساب الطفل مهارة الاستقلالية يعني إبعاده عن عائلته أو عزله عن محيطه الاجتماعي (7)
د. محمد يوسف قباني يكتب: هل إكساب الطفل مهارة الاستقلالية يعني إبعاده عن عائلته أو عزله عن محيطه الاجتماعي (7)
هل إكساب الطفل مهارة الاستقلالية يعني إبعاده عن عائلته أو عزله عن محيطه الاجتماعي؟ بالطبع لا..
من الطبيعي أن تتقلص حاجة الطفل إلى أهله كلما نما وتقدمت به سنين عمره، ولكن يجب على الوالدين والأهل
أن لا يتركوه بعيداً لأنه ليست بالضرورة ممارسات وتطبيقات نهائية وكاملة لتعليم الطفل الاستقلال عن أهله، وقد لا تنطبق على كل الأطفال في العائلة الواحدة بشكل متساوي، لذا على الوالدين الانتباه والوعي أثناء
تنمية مهارة الاسقلالية عند أطفالهم وبحكم خبرتهم وتجاربهم اليومية مع الأطفال سيتمكنون من معرفة طبيعة أطفالهم ومدى استجابة كل طفل نحو تنمية مهارة
الاستقلالية داخله، مع الوضع في الاعتبار التوازن في تعزيز مهارة الاستقلاية عند أطفالنا فلذات الأكباد ومستقبل الأيام المشرقات.
وإليكم بعض المعينات المحفزة للتنمية المتوازنة لمهارة الاستقلالية لدى الأطفال:
1. تشجيع الاستقلالية: القيام بتشجيع الطفل على أداء بعض المهام والواجبات البسيطة بمفرده، مثل ترتيب ألعابه أو تنظيف مكان طعامه أو تنظيم دولابه أو غرفته. قد يحتاج الطفل إلى مساعدة في البداية مثل تحديد المهام مهمة تلو الأخرى، توجيه كلامي واضح له حسب
فهمه، جمل تحفيزية إيجابية يُختم بها التوجيه عند أداء المهام البسيطة، وتدريجياً سيتمكن من القيام بهذه المهام كاملة بمفرده خلال فترة من الوقت والصبر من الآباء والأهل.
2. تعزيز المسؤولية: إعطاء الطفل مسؤولية صغيرة، مثل رعاية نبته صغيرة في البيت ومتابعتها يومياً أو الاهتمام بحيوان أليف أو مساعدة أمه في إعداد وجبة بسيطة. هذا سيساعده على تطوير الثقة في قدراته والشعور بالمسؤولية.
3. تقديم الدعم والتشجيع: التشجيع المستمر للطفل عندما يحقق نجاحاً في تنفيذ مهمة بمفرده وشكره على جهوده التي بذلها.
4. تعليم المهارات الحياتية: تعليم الطفل بعض المهارات الحياتية الأساسية، مثل إدارة الوقت وادخار المال من مصروفه الخاص حتى يتعلم ترشيد الاستهلاك وحل المشكلات. هذه المهارات ستساعده على أن يكون أكثر استقلالية في اتخاذ القرارات.
5. تشجيع التجارب والاستكشاف: تقديم الفرص للطفل للاستكشاف والتجارب في بيئة آمنة بعيداً عن الكهرباء وكل الأخطار مع الوضع في الاعتبار سلامته أولاً. وتوفير البيئة الداعمة حتى يجرب ويكتشف أشياء جديدة بنفسه، حتى يتعلم كيفية التعامل مع التحديات والمواقف المختلفة.
6. تطوير مهارات التواصل: القيام بتعزيز مهارات التواصل لدى الطفل، بحيث يتمكن من التعبير عن احتياجاته ومشاعره بطريقة سليمة وفعالة. هذا سيساعده على الاعتماد على نفسه والتواصل مع الآخرين بثقة.
وما الغاية من الأمثلة التالية إلا تعويد الطفل حتى يقوم بالمهام دون الاستعانة أو تقديم المساعدة من الوالدين والأهل:
1. إعداد الحقائب المدرسية بأنفسهم .
2. أن يستطيع تناول الطعام دون مساعدة من أحد.
3. قضاء الحاجة والنظافة الشخصية دون مساعدة .
4. المقدرة على ارتداء وخلع الملابس والأحذية دون مساعدة .
5. المقدرة على ملء أكواب المياه وشربها دون مساعدة .
ويجب الوضع في الاعتبار أن تنمية مهارة الاستقلالية والاعتماد على النفس لدى الأطفال سيستغرق الوقت
والصبر ويتطلب الوعي باهمية تنمية المهارات الذاتية، لذا لزم على الوالدين والأهل دعمهم وتشجيعهم في رحلتهم الشيقة لتطوير هذه المهارات الحيوية.
سؤال للأمهات .. لماذا يرفض الطفل طلب أمه بترتيب اللعب وإعادتها إلى الدولاب؟ والجواب لأنها لم تعوده على ذلك منذ سن مبكرة وكانت تؤدي له المهام بكل اهتمام وحب وهي لا تدري أنها السبب في ذلك الرفض لأنه لم
يعتد القيام بذلك من قبل، لذا سيرفض وسيكرر الرفض وسيكون رفضه عنيفاً أحياناً كردة فعل طبيعية لعدم تعويده في سن مبكرة.
لذا يجب على الأم وكخطوة أوليه مهمة جداً أن تبدأ في سن مبكرة لتربية طفل مستقل ليتعود على الاستقلالية منذ نعومة أظافره. وأن تكون هي له قدوة وأن تحرص على إعطائه واجبات منزليه تناسب سنه وتمدحه وتثني
عليه مع تركيز الثناء والشكر على الواجب الذي قام به وأن تقبل إخفاقه وتمنحه عدد من الفرص ليجرب ويخفق حتى يتعلم ولا تلزمه بخيارات محددة ومقيدة على أن تكون خياراته ضمن احترام الذوق العام، وذلك لا يتم إلا
عبر ترسيم حدود عامة للتعامل في البيت وفق نطاق حرية لحركته يكون مقبولاً له. وحتى بشكل عام، على الأمهات والأهل التفكير والتفاكر في المهارات الحياتية وأنها لا تأتي بشكل متساوي حتى للأطفال داخل البيت الواحد نسبة للطبائع الإنسانية.