د.محمد يوسف قباني يكتب : مهارة التكيف والمرونة – قدرات الأطفال على التكيف متفاوته. (10)
د. محمد يوسف قباني يكتب : مهارة التكيف والمرونة – قدرات الأطفال على التكيف متفاوته. (10)
قد تكون من المهارات التي يصعب حتى على البالغين تعلمها لذا يجب أن تبدأ مع طفلك منذ صغره، وتذكر أن الطفل يتابعك ويراقبك ويلاحظك بدقة متناهية ويشاهدك دائماً فتحلى بالصبر والإيجابية والروح الجميلة والتقبل العالي والمرونة حتى يكتسب ذلك منك، مما
يدفعه إلى المثابرة وعدم الشعور باليأس في الأوقات الصعبة التي يمر وسيمر بها في المستقبل، لأن اكتساب المهارات المباشر من الأم والاب والأهل، بالإضافة إلى القدرة على التكيف مع التغيرات اليومية يساعد الطفل
عندما يكبر على أن يكون مرناً وقادراً على التعامل مع التحديات والمشكلات التي يواجهها بشكل مناسب.
يكون الطفل قادراً على التكيف مع التغيير في الظروف التي تحدث بشكل مفأجي، وخاصة عندما يكون التغيير
غير متوقع، وعندما يكون قادر على توظيف مهارات مثل: المرونة والثقة والمثابرة والمخاطرة المحمودة والتحدث الإيجابي عن النفس فسيكون تكيفه تكيفاً سليماً.
وهنا يظهر سؤال موجه للأمهات والمدرسات والآبـاء
والمدرسين: كيف يمكنك أن تساعده على التكيف بشكل استباقي مع المواقف المختلفة والشدائد، بحيث يخرج أقوى وأكثر قدرة؟ لأن القدرة على التكيف والانتقال بسهولة بين البيئات والظروف المختلفة تعتبر من أهم المهارات الحياتية عند طفلك الغالي وطفلتك العزيزة.
كذلك حل المشكلات وإيجاد الاقتراحات المختلفة لموضوع محدد وإن كان بسيطاً في وجهة نظر الآبـاء والأمهـات.
قدرة الطفل على التكيف: قد يكون التعامل مع التغيير غير المرغوب فيه أمراً صعباً للطفــل، خاصة إذا كان تغييراً كبيراً مثل الابتعاد من مكان السكن أو تغيير المدارس أو فقدان صديق أو سفر مفأجي أو بيئة
اجتماعية جديدة، لذا عليك مساعدة الطفــل على التكيف، خاصة الذين يقاومون ويرفضون تغيير روتين يومهم أو يصرون على إبقاء الأمور على ما هي عليه في السابق. مما يجعل كل طفل فريد من نوعه، هو أنه يولد في هذا
العالم بأسلوبه الخاص أو مزاجه المتنوع، الذي يحدد كيفية تفاعله مع الآخرين، ويتكون مزاج الطفل من عدة صفات، بعضها قابل للتكيف، وستظل ثابتة طوال الحياة، حيث يمكن أن يساعدك فهم هذه الصفات على تربية
الأطفال بأبسط وأجمل وأمتع الطرق الممكنة، وتلبية احتياجات كل طفل على حدة إن كان لديكم أكثر من طفل في البيت.
فالقدرة على التكيف هي إذاً إحدى الصفات المزاجية الفطرية للطفــل، والتي تجعل كل طفل فريد، وتشير إلى مدى سهولة أو سرعة أطفالك في التكيف مع التغيرات في بيئتهم بعد حدوث الاستجابة الأولية، حيث يتمتع بعض الأطفال بمرونة كبيرة، وتمكنهم التقدم بيسر
وسرعة بعد أن يواجهوا تغييراً في الجدول المحدد أو الروتين، كما يمكنهم قبول آراء أو أفكار جديدة بسهولة ودون أي ضجة أو رفض، مع ذلك تجد أن أطفالاً آخرين يحتاجون المزيد من الوقت والجهد للانتقال والتكيف. تتعلق هذه السمة المزاجية تعلقاً وثيقاً بأسلوب استجابة
الطفــل الأولية، أو بمعني ثاني رد فعلهم على الأشياء والأفكار والأماكن والأشخاص الجدد، فمعظم الأطفال البطيئين في التكيف، هم أكثر عرضة للانسحاب عندما يواجهون أفكار جديدة، وأولئك الذين يسارعون في
التكيف منذ البداية يميلون إلى أن يكونوا أكثر مرونة.
كيف يمكنك تحديد قابلية أطفالك للتكيف؟ استخدمي الأسئلة التالية لمساعدتك في تحديد مدى قابلية أطفالك للتكيف، وتتبعي إجاباتك بين نعم ولا لمعرفة قابلية تكيف طفلك..
أ. هل يبكي أطفالك وينزعجون عندما تطلب منهم إنهاء نشاط ما والانتقال إلى شيء آخر؟
ب. هل تزعج المفاجآت أطفالك؟
ت. هل يجد أطفالك صعوبة في تغيير الأفكار أو الروتين؟
ث. هل تشعر أن عليك أن تقنع أطفالك أو تستجديهم لعدة أيام؛ لإشراكهم في أنشطة جديدة؟
ج. هل من الصعب على أطفالك اتخاذ القرارات، وعندما يفعلون ذلك، هل يعانوا نتيجة خياراتهم؟
إن كانت أغلب إجاباتك نعم؛ فعندئذ يكون لديك أطفال أبطأ في التكيف بطبيعتهم، هذا يعني أن أطفالك
يواجهون وقتاً أكثر صعوبة في التعامل مع التغييرات فيما يخص الإجراءات والجداول الزمنية بحيث:
يميل الطفل إلى أن يكون أكثر صلابة عندما يتعلق الأمر بإجراء تعديلات في حياته اليومية، وغالبا ما يعبر عن
مشاعر الرفض والتمرد بنوبة غضب أو صراخ عندما تطلب منه الامتثال، وذلك قبل أن يكون جاهزاً أو لديه فرصة للتعود على التغيير.
1) قد يكون هؤلاء الأطفال أكثر مقاومة وغير مرتاحين لإدخال أنشطة أو أفكار أو نزهات أو فُسح جديدة إلى روتين حياتهم، وقد يكون ذلك مخيبا للآمال لهم. إذا كنت أنت متحمس لشيء ما، لكن أطفالك البطيئين في التكيف ليسوا كذلك.
2) من المفيد أن نضع في اعتبارنا أن الأطفال البطيئين في التكيف في النهاية يستعدون لأفكار جديدة، لكنهم فقط بحاجة إلى مزيد من الوقت، ليشعروا بالراحة أكثر من أقرانهم سريعي التكيف.
3) الأطفال البطيئين في التكيف أقل راحة فيما يخص الأشخاص الجدد والأفكار والعناصر الجديدة، مثل الجار الجديد الذي انتقل إلى المنزل المجاور، أو الملابس الجديدة التي حصلوا عليها كهدية في عيد ميلادهم.
الشيء الجميل هنا والجميل جداً حول الطفل بطيء التكيف، هو أنه يزدهر بسبب إمكانية التنبؤ بالروتين، هو كذلك أقل عرضة للتسرع في المواقف الخطرة وأقل تأثراً بضغط الأقران والاصدقاء.
أما إذا كانت معظم إجاباتك على المقياس “لا”، فعندئذ يكون لديك أطفال أكثر قدرة على التكيف، بل ولديهم سرعة على التكيف بحيث:
1) يميل إلى الانتقال بسلاسة ويسر وسهولة من نشاط إلى آخر، والتكيف بسرعة أكبر مع التغييرات خارج الجداول الزمنية والروتين اليومي.
2) هؤلاء الأبناء أسهل للوالدين، لأنهم أكثر مرونة ويمضون مع التيار.
3) هم أكثر عرضة للاستمتاع الفعلي، من خلال جداول الأنشطة الجديدة والأفكار.
4) لأن هؤلاء الأطفال سريعون جداً في الاستجابة، فقد يكونوا مندفعين وقد يحتاجون إلى التشجيع للإبطاء والتفكير قبل أن يتصرفوا.