د. محمد يوسف قباني يكتب: مهارة الإيجابية .. لماذا من المُحَتَّم تطوير موقف إيجابي عند الطفــل؟ (16)
نلتقي اليوم لنتناول مهارة الإيجابية في حياة أطفالنا. فالتربية الإيجابية للطفــل تجعل مستقبلهم ناجحاً. كآباء ونقصد الأم والأب في المقام الأول، المعلمين والمربيين في المقام الثاني نسعى كلنا دائما أن يتفوق أطفالنا في
جميع مجالات الحياة، ولتحقيق النجاح في هذه الفترة، لا بد من إتخاذ مواقف/موقف إيجابي. إذا كان الطفل واثقاً ويفكر بشكل إيجابي، فيمكنه تحقيق أي شيء يريده في هذه الحياة. هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام
بها لتشجيع السلوكه الإيجابي لديه. عندما يكتسب الطفل مهارة التركيز على الجانب الإيجابي سيساعده ذلك عندما يكبر في التغلب على الشعور بالألم، أو الحقد أو الدونية، أو الضغط الذي قد يتولد داخله عند مروره بتجارب حياتية سيئة.
من المسؤول من تطوير مواقف إيجابية عند الطفــل ولما ذلك؟ إن وجود موقف إيجابي في الحياة يمكن أن يساعد الطفــل على التغلب على أي تحدي أو مشكلة تقابله في هذه الحياة. إذا كان الطفل يفكر بإيجابية، فسيكون قادراً على تذليل التحديات وحل المشكلات بسرعة، وسيتعلم
النظر إلى الجوانب المختلفة للحياة بإيجابية ومن زوايا مختلفة وابعاد جديدة منفتحة. يمكن أن تؤثر النكسة الصغيرة (الإخفاق) على الطفــل بشكل سلبي، وهذا شيء غير مزعج أيضاً، ولكن يجب أن نعمل على أن يفهم
الأطفال أنها ليست نهاية كل شيء. إذا صاروا إيجابيين في المواقف الصعبة، فسيتمكنون من الخروج بسرعة ومرونه وتكيف مناسب. الإيجابية يمكن أن تجعل الأطفال الطفــل أكثر مرونة وأكثر تقبل وأكثر تكيف.
يجب أن لا تجبر أطفالك على استبعاد التفكير السلبي أو العواطف ولكن ساعدهم على التعامل مع هذه المشاعر وتقبلها والمضي قدماً بها لصالح صحته وتوافقه النفسي ولصالح لُحمة نسيج مجتمعه الذي يعيش فيه متماسكاً
وإنساناً مفيداً لمن حوله. فالمسؤولية الأكبر في رعاية وتنمية الموافق الإيجابية عند الأطفال هم الآباء والأمهات والأهل – مسؤولية جماعية collective responsibility أيضاً، وتحتاج إلى يقظة ووعي كبير لأنهم يستحقون أفضل وأجمل ما عندنا من خبرات وتجارب.
ما الذي يجعل الطفل يتطور بموقف سلبي ومن المسؤول عن ذلك؟
إذا لاحظت أن طفلك يظهر سلوكاً سلبياً، فهناك احتمال أن يقوم بذلك بسبب الظواهر التالية:
1) فرض الكثير من القيود والتعليمات والأوامر التعسفية على طفلك وتكبيله بحجج غير معقوله.
2) الوالدين أو أحدهم أو الأهل: هم مصدر لكثير من السلبية، ودائمي التذمر والشكوى.
3) ببساطة الوالدين دائماً يعبرون عن عدم الرضا بشكل شفهي مسموع للأطفال.
4) الوالدين أو أحدهم أو الأهل يرون أن واقعهم واقع مليئ بالسلبيات، وأن ظروفهم السيئة لا حصر لها، وهي دائما مؤلمة، وأنها خارجة عن سيطرتهم. والمؤسف أنهم صنعوا واقعاً متطابقا مع أفكارهم ونسوا وأغفلوا انعكاس
ذلك الواقع (الذي لم يحسنوا فيه استقبال الأقدار) على أطفالم.
5) الإفراط في الحماية الزائدة.
6) معاناة الطفل من مشاكل نفسية.
7) بيئة البيت مضطربة، ليست به محفزة على الاطلاق.
8) الانتقاد المتواصل على الطفل واطلاق الكلمات والتعابير الهدامة والسلبية.
وإن شاء الله نلتقي مجدداً وعلى خير في المقالة رقم (17) عن بعض الوقفات المفيدة لتعزيز مهارة التفكير الإيجابي عند أطفالكم…