مقالات

د.محمد يوسف قباني يكتب: مفهوم المهارات الحياتية للأطفال .. بين الواقع المعاش والتنظير(3)

د. محمد يوسف قباني يكتب: مفهوم المهارات الحياتية للأطفال .. بين الواقع المعاش والتنظير(3)

 

المهارة: القدرة على أداء فعل ببراعة واتقان، وهي أيضاً مجموعة من المعارف والخبرات والقدرات الشخصية التي يجب توفرها عند الطفل لكي يتمكن من إنجاز عمل معين. ونأتي الآن لمفهوم المهارات الحياتية. وهي اللبنات

الأساسية التي تصقل شخصية الطفل وتساعد في إعداده لمواجهة تحديات الحياة اليومية والتكيف مع التغير المستمر في الحياة والمجتمع، وذلك بتطوير قدراته على التفكير المستقل، والتواصل الاجتماعي، وتكوين صداقات مع الآخرين، وكيفية التفاعل مع المواقف المختلفة

كالتعامل مع طفل متنمر أو مع مخاوفه الشخصية عندما يكون بمفرده، وغيرها من المهارات الحياتية التي تساعد في تمرين الطفل على العادات والسلوكيات الجيدة مما يحقق الاستقرار والنجاح له مدى الحياة.

وعلى سبيل المثال، هي المهارات التي تساعد الأطفال على التكيّف مع المجتمع الذي يعيشون فيه، وتركز على النمو اللغوي، وآداب الطعام، ارتداء الملابس، القدرة على تحمل المسؤولية، التوجيه الذاتي، المهارات المنزلية،

الأنشطة الاقتصادية، والتفاعل الاجتماعي في محيطه.
عرّفت منظمة الصحة العالمية المهارات الحياتية بأنها القدرات التي تمكن الأفراد القيام بسلوك تكيفي وإيجابي يجعلهم قادرين على التعامل مع الحياة اليومية وتحدياتها.

عرّفت منظمة الأمم المتّحدة للطفولة المهارات الحياتية بأنها مجموعة من المهارات النفسية والشخصية التي تُساعد الأشخاص على اتخاذ قراراتٍ مدروسةٍ بعنايةٍ، والتواصل بفعالية مع الآخرين، وتنمية مهارات التأقلم مع الظروف المحيطة، وإدارة الذات التي تؤدي إلى التقدم والنجاح.

ما هي السن الأنسب لتعليم الأطفال المهارات الحياتية
منذ اليوم الأول لولادة الطفل.
العوامل المساعدة في تعزيز المهارات الحياتية لدى الأطفال
تتمثل العوامل المساعدة لتحفيز الأطفال على تعزيز المهارات بصفة خاصة في أولياء الأمور (الأمهات والآباء) والأهل والقائمين على التدريس بمركز دندرة.

 يعتبر الآبـاء والأمهـات هم حجر الأساس الذي يعتمد عليه أطفالهم في تعلم المهارات الحياتية واليومية. للآباء والأمهـات دور كبير جداً في نقل كل الصفات الجيدة والمهارات الإيجابية المفيدة لأطفالهم.

 الأصدقاء يعتبروا مصدر صدق وثقة لجيــل الطفــل بعضهم لبعض. حيث أن الطفل يستمد مهاراته من أصدقائه في البيئة التي يعيش فيها. فإن قاموا

(الأصدقاء) بفعل شيء صائب نقله الطفل عنهم وإن فعلوا (الأصدقاء) شيء سيء وسلبي نقله الطفل أيضاً عنهم.
 المدرسة ومركز دندرة: المدرسة ومركز دندرة هما بيت

الطفل الثاني والمحيط الأوسع الذي يكتسب منهما الطفل مهاراته الحياتية. حيث أن لهما دور في تحفيز الطفل على تعلم المهارات الحياتية في جميع مراحل حياته واتجاهاتها.

أنواع المهارات الحياتية لجيل الطفل
المهارات الاجتماعية: تعد المهارات الاجتماعية مهارات تُكسب الطفل ثقة بنفسه وكفاءة التعامل مع الآخرين. كما أنها تساعد الطفل على التكيف مع ظروف مجتمعه الذي يعيش بـه. تلك المهارة تعلم الطفل كيفية الاختيار في حياته فيما بعد.

مهارة الاتصال والتواصل: تعلم الطفل كيفية التعامل مع العالم الخارجي. تعلم الطفل كيفية إقامة العلاقات بين الأشخاص الذين يقابلهم في حياته.

مهارة التواصل اللفظي: كيفية التحدث بأدب مع الآخرين سواء كبار كانوا أم صغار.

مهارة التواصل الجسدي: هي مهارة تعلم الطفل كيفية التعامل بالتواصل البصري وبوجهه وبأيديه ليوصل المعلومة عند التخاطب.

مهارة الإصغاء الجيد: هي مهارة تعلم الطفل الاستماع والأنصات للأحاديث التي تدور أمامه.
مهارة تقييم الذات: هي مهارة تعلم الطفل مراقبة نفسه وتصرفاته الصحيحة والخاطئة.

مهارة التفاوض: هي مهارة تعلم الطفل كيفية فض النزاع بين زملائه إذا تعرضوا لخلاف.
مهارة الرفض والنهي: وهذه المهارة تعلم الطفل كيفية إبداء رأيه بالنهي أو النفي فيما لا ينال إعجابه.

مهارة العاطفة: ويكتسب الطفل من هذه المهارة كيفية تفاهم مشاعر الآخرين واحترامها. كما أنها مهارة تساعده على فهم ظروف الآخرين واحتياجاتهم وتجعل الطفل يحزن لحزن الآخرين ويفرح لفرحهم.

مهارة العمل الجماعي: يتعلم من هذه المهارة حب العمل في فريق العمل. كما أنه يقدر إسهامات الآخرين داخل العمل الجماعي. فمهارة العمل الجماعي تحفز الطفل على إخراج أفضل ما لديه حتى يكون دائماً مشاركاً ومتفاعلاً.

مهارة حل المشاكل: تعتبر هذه المهارة مفيدة لأنها تعلم الطفل الاعتماد على نفسه وأخذ القرارات.
مهارة الإبداع في التفكير: هي مهارة تكسب الطفل عقلًا راجحاً لمواجهة ما يتعرض له من صدمات وضغوطات

وتحديات حياتية. كما أنها تبعد الطفل عن التقليد الأعمى لأصدقائه أو من حوله وتعلمه التفكير في حلول للمشاكل التي يصادفها.

مهارة النقد البناء: تلك المهارة تعلم الطفل نقد الأساليب الخاطئة وإن كانت من أشخاص كبار، ولكن بذوق وأدب واسلوب حوار منفتح ومرن. كما تعلمه تحليل المشكلات والتصرفات التي تواجهه.

مهارة إقناع الآخرين: تجعله هذه المهارة ذو لسان طيب وحسن مما يكسبه محبة الأطفال والأشخاص الكبار. وتجعله ذو تأثير حسن على من حوله من الأطفال.

مهارة إدارة الحوار: تعلمه كيفية التحدث مع من يكبرونه سناً أو في سنة أو يصغروه في السن.
فإن كانت تلك المهارات جيدة تصنع من ذلك الطفل إنسان يافع وقيم في سلوكياته الخاصة ببيته وأسرته والعامة

التي تتمثل في مجتمعه. أما أن كانت المهارات التي يتعلمها الطفل غير جيدة فإنها تجعل منه في الكبر شخصاً غير مفيد يضر نفسه ومجتمعه. المهارات التي يتعلمها الطفل تساعده على تحقيق أهدافه ونجاحاته. تجعل

الطفل قادراً على التصرف بمفرده في حالة عدم وجود الرقيب الذي يتمثل في الوالدين أو المعلمين. تجعله يحمي نفسه من الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها وتزيد من حبه للتعلم الذاتي والتجريب المستمر المنفتح.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى