د. محمد يوسف قباني يكتب: تعليم الأطفال المهارات الصحية منذ سن مبكرة

د. محمد يوسف قباني يكتب: تعليم الأطفال المهارات الصحية منذ سن مبكرة

المهارات الصحية للأطفال
هي أحد أهم المهارات الحياتية التي تقوم على تعليم الطفل كيفية الاهتمام بنظافته الشخصية ونظافة غرفته ومنزله ومدرسته ومحيطه الجغرافي وحتى البيئي والبعد

عن كل الملوثات، إضافة إلى ما جاد به قلم الأستاذة الدكتورة سعاد الحكيم في صياغ تعلم “المبدأ السلوكي الأول: حرصه صلوات الله عليه على نظافة المساحات

المشتركة بين الناس” بحيث يتم إلزام الطفل بالمحافظة عليها ومسؤوليته عنها. ومن أهم أدوار المهارات الصحية أنها تعزز بداخل الطفل الوعي الصحي والوعي البيئي في سن مبكرة. ولقد ذكرت منظمة اليونسيف

https://www.unicef.org ما يتماشى مع هذا الصياغ “عندما يحصل الأطفال على المياه الصالحة للشرب ويتعلمون السلوكيات الجيدة المرتبطة بالنظافة الشخصية والتغذية، تتحسن صحتهم العامة. في المقابل، يمكن أن

تكون للمارسات غير الصحية عواقب وخيمة تشمل الالتهابات المتكررة أو حتى الوفاة”.
كطبيعة فطرية عند الأطفال فهم يتأثرون بآبائهم وأمهـاتهم والأهل كثيراً، ويقوموا بتقليدهم في معظم

الأوقات والمواقف، لذا تعد مرحلة الطفولة المبكرة من أهم المراحل التي يتم فيها تدريب الطفل على بعض السلوكيات والعادات الصحية التي تساعده ليكون بعافية تامة.

النظافة الشخصية ونظافة المكان والمشاركة في أنشطة النظافة في البيت من السلوكيات التي تجعل طفلك سعيداً دائماً لأنها سلوكيات حركية والطفل بفطرته يحب الحركة الــ motor skills لذا وجب على الآباء مكافأته

أدبياً وليس مادياً على أي سلوك جيد أو مشاركة في أنشطة نظافة البيت قام بها فيما يتعلق بنظافته الشخصية أو الجماعية وحياته الصحية بشكل خاص كأن يغسل يديه: غسل اليدين قبل وبعد الأكل، واستخدام

الصابون والماء لغسل الجسم بانتظام، ويستاك الصباح وقبل النوم ويأكل طعاماً صحياً، أو ينظف غرفته، أو ينظف أسنانه من بقايا الطعام، أو يمارس الرياضة بانتظام وغيرها من الممارسات الصحية التي تُمكنه من الاهتمام بصحته ونظافته الشخصية.

وإليكم بعض الارشادات المفيدة لتعويده وتعليمه ثقافة الصحة العامة والوعي بها
1. تحديد ساعات محددة لمشاهدة التلفاز وساعات محددة للموبايل: ليس فقط أن تكون مسألة تحديد

الساعات كأمر إجباري أو واقع مفروض عليه مسبقاً، لذا يجب مشاركته في تحديد الساعات لتشجيعه على التفاكر والحوار والاقناع وحتى يحترم ما تم التوصل إليه بصورة جماعية محفزة شارك هو في مخرجاتها. ويمكن مخاطبته

باسلوب مبسط عن أضرار مشاهدة التلفاز أكثر من ساعتين وهكذا. فالدراسات في هذا الشأن اثبتت أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز أكثر من ساعتين يومياً هم أكثر عرضة للكثير من المشاكل الصحية، ومن أهمها

السمنة المُفرطة، قلة التركيز، التوتر، العدائية، الانزواء، وضعف الإداءه الدراسي، إضافة إلى تشتيت الانتباه، وقلة النوم، والشعور بالأرق، ولا سيما تقصيره في أداء مهام البيت الخاصة به قبل العائلة.

2. التعرف على المخاطر والوقاية منها: تعليم الطفل على تجنب المخاطر المحتملة في المنزل أو المدرسة، مثل التعامل الآمن مع المواد الكيميائية، واستخدام الأدوات الحادة بحذر، وتجنب التعرض للشمس المباشرة لفترات طويلة.

3. تعزيز وعيه باهمية ممارسة الرياضة البدنية بصورة شبه يومية: إعطائه المعلومات وشرحها باسلوب شيق ومبسط عن اهمية ممارسة الرياضة البدنية وفائدتها على صحته. يجب مساعدة طفلك على القيام بالتمرينات

الرياضية البسيطة (حسب عمره وجسمه ووضعه الصحي العام) منذ الصباح الباكر في البيت أو توفير فرصة تدريب في نادي رياضي لتمنحة الثقة بالنفس وتنمي عنده

مهارات التواصل الاجتماعي والتمرين الجماعي، فالرياضة تساعد على تقوية وبناء عضلات الجسم وحمايته من الأمراض، ومن أهم الأنشطة البدنية كرة القدم، السباحة، والرماية، والجمباز، رياضة الدفاع عن النفس، والجري،

تمارين المرونة وغيرها بحيث يمكن تشجيعة لأقامة جزء كبير منها بالبيت أو حتى مع اشقائه واخواته.
4. التوعية بأهمية النوم الجيد: توعية الطفل وتعليمه

أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد لصحته ونشاطه وأن السهر غير صحي إطلاقاً. يجب تحديد ساعات نوم منتظمة وتوفير بيئة هادئة ومريحة للنوم.

5. الحرص شرب الماء بقدر وافر: لابد أن يتعلم ويدرك الطفل ضرورة وحيوية الماء لجسمه، ومخاطبة طفلك عن أهمية الماء في تكوين خلايا الجسم سيجعله واعياً بفوائد

شرب الماء، وتشجيعه وتعويده على شرب كميات وافرة من الماء يومياً، مع الحرص على تجنيبه المشروبات الغازية لما تمثلة من أضرار ومخاطر على صحته.

6. فوائد تناول الخضروات والفواكه: مخاطبة الأطفال بصورة مبسطة عن أهمية القيمة الغذائية للخضروات الورقية وغير الورقية، والفواكه الطازجة والمجففة وما

تحمله من فوائد كثيرة لبناء الجسم وتنوعها وتنوع بدائلها ومواسمها الزمانية لوفرتها، ومن جانب المقارنة، ومثل ما ذكرت له فوائد تناول الخضروات والفاكهة، أذكر له أيضاً

الأضرار الصحية الناجمة من الإفراط في تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.
7. القيمة الصحية في وجبة الإفطار: لابد من جعل وجبة الإفطار من العادات الروتينة المفيدة التي لا غنى منها

يومياً، حتى يحرص الأطفال على هذه العادة طوال حياتهم، ومخاطبتهم عن أهمية وجبة الإفطار لتحسين القوة البدنية وتنشيط الطاقة والمخ على التركيز وضبط

مستوى السكر في الدم، والمحافظة على الحماية من الإصابة بالأمراض المزمنة، موضحاً لهم أن تكون وجبة الإفطار غنية بالألياف والحبوب لأن الدراسات أثبتت أن المواد الغنية بالألياف تساعد على التقليل من خطر

الإصابة بداء السكري، وأمراض القلب.
8. الوعي بالتغذية السليمة: تنمية الوعي الغذائي والبدائل الغذائية للطفــل بأهم الأطعمة الغذائية التي يحتاجها بدنه ضروري له، فالوعي يعتمد كمية المعلومات التي

توفرها وتعطيها له عن طعامه اليومي مثل معرفة السعرات الحرارية مع التركيز على عدد قليل من السعرات، ومقادير الكميات المحدودة التي يجب الحصول عليها من النشويات والبقوليات والدهون المشبعة وغير

المشبعة، وتحديد نسبة السكريات التي يحتاجها جسمه، وهكذا لأن وعيه وادراكه لهذه المعلومات الغذائية سينعكس على صحته طوال عمره.
ونلخص في الختام بعض المهارات الحياتية الصحية

للطفل تشمل:
1) مهارات النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين وتنظيف الجسم والأسنان بشكل منتظم.
2) مهارات النوم الصحي، مثل تحديد ساعات النوم المناسبة وتهيئة بيئة هادئة للنوم.

3) مهارات التغذية الصحية، مثل اتباع نظام غذائي متوازن وتناول الفواكه والخضروات وشرب الماء بانتظام.
4) مهارات التحصين، مثل تلقي اللقاحات الموصى بها للوقاية من الأمراض المعدية.

5) مهارات التعامل مع المخاطر، مثل التعرف على المخاطر المحتملة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنبها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز الوعي الصحي لدى الطفل من خلال:

1) توفير المعلومات الصحية المناسبة لعمره وفهمه.
2) تشجيع النقاش والحوار حول المواضيع الصحية المهمة.
3) تقديم نماذج صحية إيجابية، مثل ممارسة النظافة الشخصية وتناول الطعام الصحي وممارسة النشاط البدني.

4) تشجيع المشاركة في أنشطة صحية، مثل الرياضة والألعاب البدنية.
5) توفير بيئة صحية وآمنة للطفل في المنزل والمدرسة.