د. محمد يوسف قباني يكتب: القراءة اليومية للطفــل لها أهمية بالغة في نمو ذكاءه الوظيفيFunctional Intelligence(14)
د. محمد يوسف قباني يكتب: القراءة اليومية للطفــل لها أهمية بالغة في نمو ذكاءه الوظيفيFunctional Intelligence(14)
تعتبر القراءة اليومية من المهارات الحياتية الأساسية للطفل. هي مهارة تعمل في سن مبكرة للطفل لغرس حب التعلم والقراءة بشغف ودافعية عالية. إذ تعد مرحلة
الطفولة المبكرة من أهم مراحل النمو اللغوي لدى الطفــل، وقد أذهلت قدرة الطفل على تعلم اللغة في هذه المرحلة الكثير من العلماء والمهتمين وخصوصاً المربين والدارسين والآباء والأمهات، حتى عُرفت هذه المرحلة بـ “العصر
الذهبي للغة”. لذا يجب أن نستغل هذا العصر الذهبي بصورة كبيرة لمصلحة الطفل. وتتطور لغة الطفل في سني حياته الأولى بمعدلات أسرع مقارنة بما يستطيع الطفل تحقيقه في سنوات عمره اللاحقة، لذلك فإن تكوين المهارات والاستعدادات الفطرية اللغوية innate
facultiesالمبكرة لدى الطفل في هذه المرحلة يساعده في بناء كفاءته اللغوية والأكاديمية في المراحل اللاحقة من التعليم. ومن هنا تأتي أهمية تنمية مهارات الأطفال اللغوية وخاصة مهارتي القراءة والكتابة في مرحلة
الطفولة المبكرة، حيث يعد الأطفال مشاركين نشطين في تعلم اللغة في تلك المرحلة المبكرة من حياتهم.
فنحن نعلم أطفالنا القراءة بهدف تنمية مهارات معينة لديهم فبالقراءة (مهارة ادخالية استقبالية ReceptiveS kill) تتسع معارف الأطفال وتنمو ويتكون لديهم حب
الاستطلاع للمعرفة بألوانها المختلفة ويستطيعون معرفة الكون وما يحدث فيه من ظواهر وغرائب. وبالقراءة
يتخطون حاجز الزمان فيقرؤون عن خبرات الماضي وتنبؤات المستقبل. والقراءة تزود الطفــل بالمقدرة على التوافق الشخصي والاجتماعي حيث تزودهم باتجاهات إيجابية وخبرات تفيدهم في التغلب على مشكلاتهم
الشخصية وتنمي لديهم الشعور بالذات وفهمها الفهم الأمثل. والقراءة ضرورة أساسية لإعداد الطفل الإعداد العلمي السليم فمن خلالها يكتسب ويتعرف على صنوف المعرفة التي يرغب الوالدين في تعليمها ونقلها له، أو التي
ينبغي عليه أن يتعلمها. ومن خلال القراءة تتاح للطفــل أسباب التسلية والترفيه والاستمتاع من خلال القصص وقصص الخيال والفضاء والكون الفسيح أو الكتب
الجيدة. تلك الكتب غير المعقدة، سهلة الأسلوب، جميلة السرد، تصور شخصياتها بدقة وأمانة شديدة. فيجب على الآباء والأمهات تشجيع وتحفيز الطفل على حب التعلم والقراءة، وأن لا يقتصر ذلك على الكتب المدرسية
والمذاكرة (الأكاديميات فقط)، فالحياة مليئة بالدروس لذلك يجب أن يكون منفتحاً على جميع الاحتمالات والتعلم من الآخرين مما يجعله أكثر ذكاءً وحكمةً.
فالقراءة يومياً – ولا نقصد بكلمة القراءة هنا المذاكرة – تمثل القراءة للطفــل أهمية بالغة لأنها تعمل على نموه ذكاءه الوظيفي (ويمكن تسميته أيضا الذكاء المهني؛ وهو ذلك النوع من الذكاء الذي يركز على كيفية النجاح في
الحياة العمل والوصول إلى أفضل النتائج)، فيجب على الآبـاء والأمهات تنمية مهارات القراءة للطفــل فهي تمده بالمعلومات اللازمة لتنمية مهاراته المعرفية، كما أنها تعمل على تعزيز خلايا المخ وتغذيتها، وتنمية الذكاء لديه،
والمساعدة على التفكير الأيجابي السليم. واستدل هنا بمقولة رئيس مراكز دندرة الثقافية – الأمير هاشم الدندراوي “ويجدر التنبُّه إلى أن الطفل عندما يبدأ بتلقي هذه المعتقدات والتصورات لن يبقى عقله وعاءً قابلاً
فقط. بل سوف يتفاعل مع ما يستقبله من مفاهيم، وينشأ عن هذا التفاعل العديد من الأسئلة. وهذه الأسئلة هي التي تنمي عقل الطفل وتفتحه على التفكير الشخصي والإبداع”.