مقالات

د. محمد خير حسن محمد خير يكتب : مساحات ومساحات

رهاب……………… رهاب
هكذا تولد الأفكار العظيمة
8 أكتوبر 2022
===================
بقلم / د. محمد خير حسن محمد خير

مساحات ومساحات

المساحات التي يمكن أن يتحرك فيها السيد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي دكتور جبريل إبراهيم لتحسين الأداء الاقتصادي وتجاوز الأزمات الراهنة ضيقة جدا ” وخياراته محدودة ( بالفعل السياسي ) الخارجي والداخلي….
وقد أعلن بعض ملامح هذه المحدودية والانغلاق في تصريحاته الأخيرة حول ملامح موازنة 2023 والذي أكد فيها أن الموازنة القادمة موازنة (صفرية) ويعني بها موازنة غير معتمدة ولا متوقعة اي قروض خارجية وذلك نتاج التراجع في مواقف الدول والمؤسسات المالية الإقليمية والعالمية والتي استجابت إبان حكومة دكتور عبد الله حمدوك وهو الامر الوحيد الذي ( آسف عليه ) فيما يتعلق بذهاب حكومته … وأخشى أن يمتد هذا الإغلاق إلى تعثر تسوية ديون السودان عبر مبادرة الهيبك للدول المثقلة بالديون…. عليه لا أتوقع أن يحدث أي انفراج خارجي يوسع خيارات السلطات الاقتصادية ما لم يحدث تحول سياسي إيجابي يحقق إجماع وطني … ولعل ضعف مستوى الوازع الوطني ولربما الأخلاقي في بلادنا تجعلني غير متفائل حول إمكانية تحقيق قفزة في المتحصلات الضريبية فالقطاع غير الرسمي في تمدد والذي يأتي خصما” على الوعاء الضريبي والقطاع غير الرسمي في إنمكاش ذلك أن وزارة المالية بدلا عن حفز عمليات توسعة الوعاء الضريبي تعتمد علي الدوام على خياراتها السهلة وذات المردود السريع وهي زيادة الفئات الضريبية على المكلفين الملتزمين وكأنها تعاقبهم ( على التزامهم ).. عليه المساحة المبشرة جدا والتي يمكن أن يتحرك فيها السيد وزير المالية ويمكن أن تحقق له تحول في الإيرادات هي استكمال مشروع التحول الرقمي… فإن تحقق هذا المشروع فسيتيح مساحات أخرى رحبة يمكن أن تتحرك فيها السلطات الاقتصادية لمعالجة الراهن الاقتصادي.. فإن تحسنت الإيرادات تستطيع وزارة المالية زيادة حجم التمويل التنموي للقطاعات الإنتاجية ذات الأولوية خاصة قطاع الصادر ولربما تستطيع أحداث ( وثبة) في مساحة إنتاج النفط وقفزة في جانب التعدين الرسمي خاصة لو تمكنت السلطات من تفعيل الشراكة مع الصين في هذا المجال .. فلو تحقق ذلك سيحدث تحول في عائدات الصادر وزيادة تدفق متحصلات البلاد من النقد الأجنبي والذي سيكون له أثره على الميزان التجاري وسعر الصرف وقيمة العملة الوطنية… كذلك واحدة من المساحات التي يمكن أن يتحرك فيها وزير المالية هي مساحة خفض الإنفاق الحكومي المترهل نتاج ترهل الحكم الفدرالي ( وأشياء أخرى ) تدخل في. مساحة المسكوت عنه حرصا” الاستقرار الأمني في البلاد … لابد من ترشيد الإنفاق الحكومي لدرجة ( التقشف) أن أردنا أن نخرج من ازمتنا الاقتصادية ( الطاحنة )….
لاب من تفعيل وتعظيم الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص وهي واحدة من أهم تحديات السلطات الاقتصادية وان تحققت ستكون مساهمتها مميزة في أحداث اختراق إيجابي في ازمتنا الاقتصادية، عليه اعتبرها واحدة من المساحات الواعدة امام السيد وزير المالية ( إن أخذها بحقها) …
واحدة من المساحات الرحبة التي يمكن أن تتحرك فيها السلطات الاقتصادية تحريك جمود القطاع الصناعي بحفز الصناعات التحويلية وبانتهاج سياسات تقلل من التكاليف الإنتاجية في هذا القطاع …
لماذا تكون ذهنية السلطات الاقتصادية منغلقة دوما ” في مساحات زيادة الإيرادات بزيادة الفئات الضريبية والرسوم على القطاعات الانتاجية؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!! … ألا يمكن أن ( نراهن ) على زيادة المتحصلات الجمركية ( على سبيل المثال) بخفض التعرفة الجمركية والدولار الجمركي بدلا” عن تحريره…
في ظني لم تفلح السلطات الاقتصادية إلى يومنا هذا من إبتداع حزمة جاذبة للمغتربين لتحويل مدخراتهم عبر النظام المصرفي رغم استقرار سعر صرف العملة الوطنية .. وقد افلحت في ذلك كثير من الدول التي حولنا….. هي مساحة مميزة يمكن التحرك فيها…
كسرة :
قبل نحو شهرين … قصدت عدد من البنوك الحكومية للحصول على تمويل ( متناهي الصغر ) جميع البنوك التي مررت عليها ذكرت أن التمويل موقوف بمنشور من بنك السودان وذلك لضعف مستوي السيولة المصرفية في معظم البنوك الحكومية… والحال كذلك كيف يرجى من النظام المصرفي حفز مشاريع التمويل الأصغر وغيره .. ان عجزت عن التمويل متناهي الصغر فعلى غيره ( أعجز )… لماذا لا يلزم بنك السودان المصارف بزيادة حجم رساميلها بالادماج أو غيره….

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى