مقالات

د محمد خير حسن محمد خير يكتب : لا نقبل الدنية في صادراتنا

*رهاب…………… رهاب*

*بقلم /. د محمد خير حسن محمد خير*

*لا نقبل الدنية في صادراتنا*

ظل الخبراء والاقتصاديون وبعض الساسة ( المستنيرين ) ينادون ولامد طويل إلى ضرورة حفز وتنمية الصناعات التحويلية وذلك لتحقيق قيمة مضافة لكثير من المنتجات السودانية والتي تصدر كمواد خام الي بعض الدول فتستفيد منها وتعيد تصنيعها وتخرجها بثوب قشيب يسر الناظرين وتوضع فيها ديباجة الدولة المصدرة ( صنع في……. ام الدنيا )… وتحقق لتلك الدول المصدرة متحصلات مقدرة من العملات الحرة وقد تفاخر ( بعضهم ) أن توفقوا بالوصول إلى احتياطي من النقد الأجنبي يعادل 45 مليار دولار …. هم يستحقون ذلك لأنهم شعب يعشق العمل والإنتاج.. وساستهم يستحقون ذلك لأنهم يعلون مصلحة الوطن فوق كل مصلحة… بل صرحوا أكثر من مرة أنهم مستعدون للتحالف مع ( الشيطان ) لمصلحة بلدهم … نحن لا ندعو للتحالف مع الشيطان غير أننا ندعو لإعلاء مصلحة الوطن فوق كل مصلحة شخصية أو حزبية أو جهوية أو عرقية … نود إعلاء القيم الوطنية والأخلاقية وإعلاء قيمة العمل والإنتاج والإنتاجية …
في الوقت الذي يسعى فيه جيراننا هنا وهناك في تنمية بلادهم وتحسين معاش مواطنيهم … يسعى معظم ساستنا إلى الحصول علي مناصب ومكتسبات رخيصة حتى لو كان الثمن دماء شهداء وانعدام أمن وانهيار اقتصاد وتمزق مجتمع … لا يهمهم الثمن ولا التكلفة بقدر اهتمامهم بمكتسباتهم ومكتسبات حزبهم أو منطقتهم أو قبيلتهم ….
علاقتنا مع مصر علاقة ممتدة عبر التاريخ ولو يعلمون ( هنا) و( هناك) الا سبيل لفصم عرى هذه العلاقة مهما حدثت من تقلبات سياسية أو مهاترات إعلامية فيربطنا نيل واحد وحدود مشتركة وتداخل قبائل ومصالح اقتصادية مشتركة .. وتجمعنا كثير من المصالح المكاسب التي تنفع شعبي البلدين … ولذلك ليس من مصلحة الشعبين ولا البلدين التهاتر وإطلاق الشائعات والاتهامات إنما ينبغي الحرص على ما يفضي إلى الاتفاق وتبادل المصالح … وعلى نحو (عادل ) …
لا نستطيع بأي حال من الأحوال التقليل من شأن حجم الصادرات السودانية إلى مصر ودورها في تحسين وضعية الميزان التجاري في السودان في وقت تعاني فيه البلاد من شح في العملات الحرة ووضع اقتصادي متهالك وعجز دائم في الميزان التجاري ومعدلات عالية من التضخم ومعدلات نمو سالبة …. كما أن السودانيون يستفيدون جدا من خدمات القطاع الطبي المصري في ظل قطاع طبي سوداني منهار … فضلا” عن المكتسبات المنظورة لقطاع النقل في البلدين نتاج تزايد عمليات الصادر هنا وهناك….
غير أنني قد أشرت عاليه إلى أن عملية التبادل ينبغي أن تكون عادلة بين البلدين ولا ينبغي أن يشوبها اي شكل من أشكال الاستغلال … ينبغي أن يستفيد السودان من حصائل صادره إلى مصر وعليه لابد من التشديد على دفع قيمة الصادر بالعملات الأجنبية لتحسين احتياطي النقد الأجنبي بالبلاد كما فعلت مصر … ينبغي أن يتم تبادل الصادرات وفق معدل سعر الصرف السائد ….
وفوق هذا وذاك ينبغي أن نحدث نقلة نوعية في صناعتنا التحويلية لنضع ديباجة ( صنع في السودان) لتحقق قيمة مضافة لصادراتنا مما سيكون له أثر كبير على متحصلات البلاد من العملات الحرة … ينبغي أن تكون علاقتنا مع مصر اساسها Win – Win ….
عليه، إغلاق شريان الشمال يؤثر على البلدين وميزانهم التجاري غير أن الأثر على السودان أكبر باعتبار أن الوضع الاقتصادي في السودان في وفق كل المؤشرات الاقتصادية يختلف تماما عن الوضع الاقتصادي المصري وان البلاد ما زالت تعاني من كثير من العقبات والقيود الخارجية من لدن حكومة الانقاذ والي يومنا هذا وقد تحققت بعض الاختراقات الإيجابية والتي تراجعت بعد قرارات 25 أكتوبر …. كما أن التأثير على الميزان التجاري المصري كبير ولا يمكن الاستهانة به والدليل على ذلك تصايح بعض السياسيين المصرين بعد الإغلاق الذي حدث وتصريح احد وزرائهم أن تدفق الواردات من السودان إلى مصر خط أحمر وعامل مؤثر على الأمن المصري ولا يمكن المجاملة فيه … هي تصريحات فجة لا يقبلها السودانيون إن قبلها واستساغها بعض ( ساسة ) اليوم.. لكنها كذلك دلالة قاطعة علي ان ما يجده المصريون من السودان لا يمكن توفره من أي دولة أخرى… فكل المنتجات متاحة في كثير من الدول …. فسوق الخليج على سبيل المثال يستورد لحومه من الهند ومن البرازيل وخضرواته من أوكرانيا ودول اخري…
عليه يجد المصريون ميزة نسبية من حيث الأسعار ومن حيث تكلفة النقل إلى آخره… عليه لابد أن تكون العلاقة التبادلية عادلة وتحفظ حقوق ومكتسبات البلدين…. لا أود الحديث عن عمليات تزييف العملة والتي راجت أخبارها عبر وسائط الSocial Media فهي أخبار لا أثق في مصادرها ولا ابني عليها حكما” حول مدي صحتها من عدمه إذ أن ذاك يخص مؤسسات راسخة لها قدراتها التقنية التي تمكنها من تقصي الأمر وبصورة علمية موثوقة والتأكد من صحته.. وهو كذلك قضية إن صحت غاية في الخطورة على الأمن السوداني … ارجو ان ننأي بالعاطفة أو العصبية الحزبية عن مثل هذه المقامات فمصلحة بلادنا تقتضي انسياب الصادرات السودانية لنتمكن من أحداث التنمية الاقتصادية المنشودة وإخراج البلاد من وهدتها… ينبغي أن نرتقي باسلوبنا التعبيري والاحتجاجي وان لا يكون خصما” على مقدرات الأمة وبنياتها الأساسية وان نبتغي من ذلك مصلحة البلاد والعباد

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى