د. محمد خير حسن محمد خير يكتب: المسارات السهلة ومعاش الناس
*رهاب…………………. رهاب*
*هكذا تولد الأفكار العظيمة*
*5 يناير 2023*
===================
د. محمد خير حسن محمد خير يكتب: المسارات السهلة ومعاش الناس
صرح الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في الورشة التي عقدتها الإدارة العامة للتخطيط والسياسات بالوزارة بالتعاون مع المركز
الأفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول في سبتمبر 2022 أن موازنة العام 2023 ستكون موازنة ( صفرية ) وذلك في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد…. وموازنة صفرية يعني بها أن مصادر تمويل الموازنة ستكون مصادر داخلية فقط دون توقع اي قروض أو معونات خارجية ….
ورغم ذلك أودعت وزارة المالية موازنة 2023 بربط إيرادات عامة يعادل 6.7 ترليون مقارنة 2.2 ترليون في موازنة 2022 اي بمعدل زيادة يساوي 245٪ وعجز موازنة يعادل 800 مليون دولار… فمن أين ستمول وزارة المالية هذا الحجم من العجز و كيف ستحدث هذه النقلة
الضخمة في الإيرادات العامة ومشروع التحول الرقمي ما زال حلم يراود وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي… تعودت وزارة المالية على الدوام اختيار المسارات السهلة لتمويل عجز الموازنة فهي لا تموله من موارد حقيقية ناتجة عن تحسن في اداء قطاع الصادر ولا نتاج كسر
لجمود أداء بقية القطاعات الإنتاجية.. إنما ايسرها واقصرها واسرعها في جانب تمويل عجز الموازنة… ََإما بطباعة كميات إضافية من النقود بآثارها التضخمية أو رفع الدعم السلعي غير أن منابع الدعم السلعي قد جفت ونضبت مواردها ولم يتبقى منها ما يرفع والذي يمكن أن
يمول هذه ( الوثبة) .. يصبح الخيار الأيسر هو ما اتجهت إليه موازنة 2023 وهو زيادة رسوم الخدمات على نحو لم يسبق له مثيل … وهو ما سيؤدي إلى فرض مزيد من الضغوط على معاش الناس .. ولعل المتوقع أن يوجه حجم مقدر من هذه الإيرادات المحشودة لتمويل زيادات الأجور الناتجة عن ضغوط عدد من قوى العمل والذي
سيكون خصما” على الإنفاق التنموي المطلوب… ولعل هذا ما حدث في موازنة العام الماضي .. مما سيؤدي إلى مزيد من الاختلالات الإقتصادية ومزيد من الركود في النشاط الإنتاجي والاستهلاكي وتتواصل سلسلة الآثار السالبة لتضخ في مزيد من التدهور في معاش الناس…
*كسرة :*
بشرنا الجهاز المركزي للإحصاء أن معدل التضخم لشهر نوفمبر قد وصل إلى. 88.8٪ وهو إنجاز في فترة وجيزة نسبيا” والذي تحول بموجبه معدل التضخم من ( Three Digit ) حيث سجل أقصى معدلاته 422.78 في يوليو 2021 وتناقص حتى بلغ ال ( Tow Digit ) وهي مسألة
في ( ظاهرها ) يحتفي بها … وسنوقد الشموع في ميدان ابو جنزيز إذا ما استمررنا في اتجاهنا ووصلنا الي ال(One Digit)… ولكن هل انخفاض معدل التضخم ناتج عن تحسن في المؤشرات الاقتصادية
الكلية؟؟؟؟؟!!!!! ام ناتج عن الركود الاقتصادي الضارب باطنابه في قطاعاتنا الإنتاجية والتجارية؟؟؟!!!!! .. أم هي مشكلة في القياس؟؟؟؟؟؟!!! …