د. محمد خير حسن محمد خير يكتب : الجنيه السوداني بين التعويم المدار والتحرير التام
*رهاب……….. رهاب*
*
*بقلم / د. محمد خير حسن محمد خير**
*الجنيه السوداني بين التعويم المدار والتحرير التام*
اخي دكتور محمد خير حسن اتفق معك في معظم ما ذهبت اليه في هذا المقال والذى في تقديري يمثل ورقة علمية قيمة .. من الواضح أن الانفلات الاخير لسعر الصرف جاء نتيجة لتدخل الحكومة التي أرادت تجفيف السوق من العملات الحرة وتلت ذلك بالتحرير الكامل لأسعار الصرف بدلا عن نظام سعر الصرف المدار (تحليل ورأي وليس معلومة) .. اتفق معك في أن الإجراءات الأمنية غير مفيدة اطلاقا وقد أثبتت التجارب ذلك فقد يكون لديها أثر آني محدود ولكن سرعان ما تعود الأمور أسوأ من ذي قبل .. اتفق معك ان مراجعة سياسات الصادر امر مهم للغاية لمنع تهريب موارد البلاد وتسهيل دخولها في القطاع المصرفي وهذا لا يتحقق الا بالتحرير الكامل لحصائل الصادر داخل المصارف وإزالة كل القيود المفروضة عليها والتى تجعل التصدير عملية غير مرغوب فيها .. اتفق معك في أن سياسات البنك المركزي في الفترة الماضية قد حققت نجاحا” نسبيا” في استقرار سعر الصرف من خلال إجراءات إدارية ولكن في المقابل ابطأت من حركة الاقتصاد الذي انكمش بنسب مرتفعة في كل القطاعات الإنتاجية والتي أصيبت بالشلل حيث تم تقييد عمليات الاستيراد ولم تسلم من ذلك مدخلات الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي ولذلك كان من الطبيعي ان تتدهور الأحوال الاقتصادية وبالتالى لم نرى زيادة في الصادرات او في موارد البلاد من العملات الأجنبية .. والسؤال الذي يفرض نفسه المزادات التي كان ينظمها بنك السودان في معظمها لم تتجاوز المبالغ المخصصة فيها 25٪ من المبلغ الكلى (60 مليون دولار) وهذا لا يدل على وفرة العملات الحرة وإنما يعود ذلك الي القيود التي كان يفرضها بنك السودان على الاستيراد .. فعلي الرغم من أن مزادات بنك السودان كانت تعكس أمرا مفاده ان هناك وفرة في العملات الأجنبية الا ان السوق الموازي كان نشطا” ويتم التداول فيه بمعدلات عالية .. اؤمن بضرورة تطبيق سياسية توسعية تعمل على تحريك جمود الاقتصاد وان تم ذلك من خلال التمويل بالعجز وتم توجيهه لتحريك عمليات الإنتاج وتوسيع فرص التوظيف فسيكون للأمر ما بعده… ولا ينبغي انتظار الدعم الخارجي الذي أصبح وسيلة للابتزاز والذى يشترط مانحوه جملة اشتراطات تقلل من الفوائد المتوقعة منه وذلك على نحو ماتم في بدايات التسعينات من القرن الماضي .. ولكم كل الشكر والتقدير.
*بقلم / دكتور الرشيد شمس الدين*
