د. محمد خير حسن محمد خير يكتب : اسمعوا كلامي وادوهو البحر
رهاب………… رهاب
بقلم / د. محمد خير حسن محمد خير
اسمعوا كلامي وادوهو البحر
قدمت في مدخل هذا الأسبوع ورقة توصيات حلقة نقاش أعدها المركز الأفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والنمو بالتعاون مع الإدارة العامة للسياسات الكلية بوزارة المالية.. قدمت حزمة التوصيات بجلسة مجلس الوزراء قبل ثلاثة أيام… اشتملت الحزمة على 28 توصية تعكس معالجات على مستوى الأجل القصير والاجل المتوسط… وعندما ختمت التوصيات خاطبت الأخوة الوزراء بقولي اني تعودت اختتام عدد من مقالاتي المنشورة في بعض الصحف الالكترونية ( بكسرة) وقلت لهم انو الكسرة عادة بتكون حاجة ما عندها علاقة مباشرة مع موضوع المقال… فقلت لهم انا الآن ساختم قولي لكم بكسرة… انتو اسمعوها وادوها البحر ( فضحكوا ) .. قلت لهم ان الاقتصاد السوداني يعاني من عجز دائم في الميزان التجاري وضعف كبير في احتياطي البلاد من النقد الأجنبي وتدهور مريع في قيمة العملة الوطنية وتنمر دائم للدولار على الجنيه السوداني وعجز مزعج ودائم في الموازنة يمول عادة ” من موارد غير حقيقية اوصل معدل التضخم في البلاد إلى مستوى التضخم الانفجاري .. قطاعات إنتاجية جامدة … قلت لهم انا ادعوكم في ظل هذه الظروف الضاغطة إلى إغلاق البلاد تماما” أمام الواردات لمدة عشر سنوات … عدا واردات السلع الاستراتجية التي تستخدم كمدخلات إنتاج للقطاعات الانتاجية خاصة قطاع الصادر… قلت لهم انكم لا تنقصكم الجرأة فقد رفعتم الدعم عن كثير من السلع والتي تخشى الحكومات على الدوام رفعها خشية الثورات الجامحة التي تتسبب في الإطاحة بالأنظمة السياسية… فقلت لهم لن تنقصكم الجرأة في إغلاق البلاد… فلنترك الرفاهية لمدة عشر سنوات ولنغير نمطتنا الاستهلاكي وليكن – قسرا” – مائلا” تجاه السلع المنتجة في البلاد… من ملبس ومأكل ومشرب ووسيلة حركة… بهذه الصورة سينخفض جدا” الضغط على احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي وستفلح جهود إحلال الواردات وحماية المنشآت الوطنية وستتحسن قيمة الجنيه السوداني وينخفض معدل التضخم وينخفض المستوى العام للأسعار وتتحسن وضعية الميزان التجاري… نجحت سياسات الإغلاق في عدد من الدول على المستوى الإقليمي والدولي وانطلقت تلك الأمم ونمت عبر هذه الجراحات المؤلمة على مستوى الأجل القصير والمثمر جدا” على مستوى الأجل الطويل..