مقالات

د محمد خير حسن محمد خير يكتب : إزدراء الآخر والضحك علي الدقون

د محمد خير حسن محمد خير يكتب : إزدراء الآخر والضحك علي الدقون

*رهاب…………………..رهاب*
*هكذا تولد الأفكار العظيمة*
*1 بريل 2023

اخي العزيز الدكتور محمد خير حسن محمد خير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني ان اشارككم من خلال عمودكم المقروء ( رهاب…… رهاب) بعض هموم بلادي ذات الصلة بالقطاع

الزراعي.. ولعل واقع الحال الراهن الذي يتزامن مع حصاد محصول القمح لموسم 2023م يشهد تدني مريع في أسعار القمح، والذي يوجب علينا قراءة المشهد بموضوعية لتدارك المخاطر المترتبة علي خروج المزارع

عن دورته الإنتاجية وعدم العودة الي حقول الزراعة في الموسم القادم. يٌعرف السودان بأنه بلد زراعي إنطلاقاً من ما يتوفر لديه من الموارد والمقومات الطبيعية المتاحة والمعلومة لدي الجميع.

 

لا يختلف إثنان من العقلاء بأن إستقرار ونهضة الإقتصاد السوداني وخروجه من الأزمات الحالية لا تتم إلا من خلال إهتمام الدولة وتحقيق نهضة حقيقية للقطاع الزراعي بشقيه ( النباتي والحيواني)، وبالتالي يأخذ

السودان مكانته المتقدمة في الاسهام في حل مشكلة الأمن الغذائي علي مستوى دول الإقليم ، والتي مازالت تتصدر المشهد في المحافل واللقاءات العالمية.

مشروع الجزيرة يعتبر بشهادة الخبراء والمراقبين واحد من أهم ممسكات تطور ونهضة السودان منذ ما يقارب القرن من الزمان. مضابط البحوث العلمية داخل السودان وخارجه وإرشيف دار الوثائق السودانية خير شاهد علي ذلك.

إن عدم إحسان ترتيب أولويات الانفاق الحكومي بصورة موضوعية وإهمال الانفاق الاستثماري والتطويري المطور للحزم التقنية لفترة طويلة وضع المشروع علي حافة الانهيار. والتي ينتظر اعلانها في القريب العاجل إذا

إمتلكت الدولة الشجاعة في مواجهة القضايا القومية والنأي عن سياسة إطفاء الحرائق ورزق اليوم باليوم في تأكيد صريح علي غياب المنظور الاستراتيجي للكثير من قضايا ومشكلات الوطن. ودوننا في ذلك المشهد نموذج

مواجهة الحقائق بلا مواربة والمتمثل فى إعلان إفلاس مصرف سيلوكون فالي الامريكي علي الرغم من حجم الخسارة لدي المودعين والتاثير علي الملاءة المالية والثقة في الجهاز المصرفي.

ما دعاني لتلك المقدمة إشادة الدكتور أبوبكر عمر البشري وزير الزراعة بالحكومة الاتحادية بإنتاجية أحد مزارعى محصول القمح لموسم 2023م بقسم التحاميد – تفتيش الشويرف – نمرة رقم (5) والتي إطلعت عليها عبر

الأسافير . وأحسب أن هذه الاشادة قد جانبها الصواب لدرجة انها تستحق وصفها بإزدراء الآخر والضحك علي الدقون. أقول ذلك والكل علي علم بإنهيار اسعار القمح في السوق السوداني في قراءة مع تكلفة مدخلات زراعة القمح لهذا الموسم في ظل الإرتفاع في المستوي العام للاسعار.

نقدر ونثمن الجهد الذي بذله هذا المزارع خلال العروة الشتوية التي إمتدت لأربعة شهور، كابد فيها متغيرات الواقع وقسوة الاسعار منذ التحضير المبكر و انجاز

عمليات الزراعة في وقتها حتي موسم الحصاد برصيد وخبرة جيدة لحزم التقنية والتقانة والتي مكنته من تحقيق إنتاج 30 جوال للفدان.

الواقع أعلاه ساهمت فيه سياسات الدولة العرجاء تجاه القطاع الزراعي المروي في ظل غياب دور إدارة مشروع الجزيرة التي حاولت الظفر بجهد المقل بالمطالبة بمبلغ 35,000 جنيه كسعر للجوال بأقل من سعر الموسم

الماضي بنسبة 19%. وهذا السعر الذى إقترحته إدارة مشروع الجزيرة ليس له علاقة بمستوي أسعار السوق التي تشهد زيادة مستمرة بمعدلات كبيرة في مقاربة مع أسعار المدخلات الزراعية علي وجه الخصوص.

هذا بالاضافة إلى إختفاء دور المنبر الذي يمثل المزارعين للدفاع عن قضاياهم وتسجيل مواقف إيجابية لحماية الانتاج الذي يضمن المحافظة علي المخزون الاستراتيجي من القمح عند مستويات الأمان، ومؤازرة المزارع في حلبة المواجهة مع غول السوق بمفرده.

في ظل الواقع الماثل الان حتى لو بلغ متوسط إنتاج الفدان 30 جوال والتي أشاد بها السيد وزير الزراعة الاتحادية وفي ظل سعر السوق والبلع قدره ٢٠،٠٠٠ ج للجوال فإن المزارع يخسر نحو 545 الف جنيه في ظل

تكلفة مدخلات كبيرة جداً، وان وصوله لنقطة التعادل حيث لا ربح ولا خسارة تتطلب ان يصل بانتاح الحواشة (٣ فدان) الي 117.5 جوال وهذا لعله ( ثامن ) المستحيلات ( السبعة )….

هذا الواقع اذا لم يتم تداركه من قبل الحكومة بتدخل عاجل سوف يصاب القطاع الزراعي في مقتل وغداً سوف نتسول الدول لسد لقمة العيش ونرجع بوفاض خالي من

موارد العملة الحرة نتاج إستيراد القمح من السوق العالمي ويقع الوطن تحت طائلة الابتزاز الذي يصيب السيادة وكرامة الإنسان في مقتل وحينها لا يجدي العض علي أنامل الندم.

*د. صالح حسب الرسول البدوي*
*كلية العلوم الادارية*
*جامعة أم درمان الإسلامية*

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى