د.عوض كلموب يكتب : ما بين معركة الكرامة و مشروع علمنة السودان و تقسيمه
د.عوض كلموب يكتب : ما بين معركة الكرامة و مشروع علمنة السودان و تقسيمه
عملياً على ارض المعركة بدأت مليشيا الدعم السريع في السقوط و التهاوي و التلاشي و الهروب و التصدع الداخلي ، و ما تبقى منها يقاتل بحمية و عقيدة جهويه صرفه او يتجول ناهباً و سارقاً للمنازل و الاحياء و لن
يصمد كثيرا فخياراتهم اصبحت محدودة و هي اما السرقة و الهروب او الاستسلام او الموت المحقق … قابل المواطن هذه الحرب بصبر شديد و جلد بكل تبعاتها و التف حول جيشه حرصاً على ان تنتهي و بدرجة وعي عاليه لم تتأثر بالالة الاعلاميه و الاعلام و النشاط الاسفيري الذي تديره الامارات و الفضائيات الموجهه
لخدمة التمرد و بدعم مالي كبير … سؤال يطرح نفسه .. هل يحارب الجيش مليشيات متمردة ادعت انها تقاتل من اجل حكم مدني و ديمقراطيه ؟؟؟ و هل الحكم المدني يأتي بالسرقة و النهب و احتلال المستشفيات و تدمير بنية البلاد من مؤسسات و هيئات و آثار و مقرات دولة
؟؟؟ هل الرعاية الدولية و التجهيز الذي تم خلال اربع اعوام للدعم السريع لانجاز الحكم المدني و الديمقراطية ؟؟… فالاجابة على هذه الاسئلة تشير الى ان الامر ببساطة هو مشروع استراتيجي صهيوني اسرائيلي قديم … تحيّن فرصة سقوط البشير فالمشرفين عليه من مراكز بحوث و دولة الامارات و دول اخرى استفادوا من بيئة الثورة و الغضب على الانقاذ و ساهموا في هندسة هذه
الثورة و مكوناتها (قحت+دعم سريع)…. و بدأ التحضير الجاد لانجاز مشروعهم و توظيف هذه المليشيا .. هذا المشروع الذي يعمل على هندسة و اعداد الخطط التنفيذية هو مركز التقدم العربي في بريطانيا احد مراكز البحوث الصهيونيه و الذي كلف به المدعو محمد مشارقة
باشراف مباشر من محمد دحلان ( الاماراتي المشهور ) و اوكل بمشروع السودان الجديد المدعو علي الهندي ( من اب يمني و ام ارتريه ) … يرتكز مشروع السودان الجديد على – علمنة الدوله السودانيه و بصورة كامله و برعاية
دوليه ابتداء من الدستور و القوانين و نظام الحكم و المجتمع و علاقات الاسرة و انهاء البعد الديني و الاسلامي و الصوفي و الاسلام السياسي بشكل نهائي و تجفيفه و احياء اللهجات المحلية مقابل قبر اللغة العربيه . و لإنجاز ذلك اتت البعثة الدولية او الاممية (فولكر)
كمسهل و راعي تنفيذي لإنجاز هذا المشروع الاستراتيجي و الذي سينتهي الى تقسيم السودان الى خمس دول ، و حددت الجهة صاحبة الفكره ضرورة تفكيك الجيش الوطني و تكوين جيش جهوي يسرع لاحقاً عملية
التقسيم .. عليه لا استغراب في حجم التحضيرات التي وجدت لدى الدعم السريع من اموال و مستشاريين اجانب و تسليح … و الغطاء السياسي الذي صنع من احزاب اليسار و الموافقة حول قضية الاتفاق الاطاري
مقطوع الطاري و الحكم المدني الديمقراطي و جيوش العملاء المرتشين من الاحزاب المختلفة و فزاعة الاسلاميين … و لأن كل شئ كان مرسوم بدقة و محسوب و هنالك شخص مكلف بالمتابعة و التنفيذ ..
ضربت دار الوثائق القومية و المتحف القومي السوداني و مراكز البحوث المهمه و الاثار بامدرمان و الجامعات و منزل مولانا المرغني و منزل الصادق المهدي و منزل الزعيم الازهري و منزل عبد الله خليل ، و جاءت الوساطات و المبادرات و رعت الهدنات واحدة تلو الاخرى و على رأسها وساطة السعودية و امريكا و نثرت
المقترحات لاحتواء الازمة و الصحيح ليس لاحتواء الازمة و لكن لانقاذ ما يمكن انقاذه و معالجة ما يمكن معالجته فامرهم كان يسير بهدوء و ترتيب و بضمانات نجاح ١٠٠٪ الى ان تفاجأ الجميع عند ساعة الصفر و بداية
المعركة ان الجيش السوداني بذات القدر جاهز بنسبة ١٠٠٪ لكل الاحداث و بكل التحضيرات و الوعي و الادراك و ادارة المعركة و الشعب السوداني ملتف حول جيشه لأنه
مستوعب و كل الشعب السوداني سياسيين مهرة … عليه فإن هذه المعركة على وشك النهاية و ستتكسر كل الادوات المتمثلة في :-
مليشيا الدعم السريع / مجموعة قحط المأجورة / الاتفاق الاطاري ..
و ستتعلم الامارات درساً لن تنساه من السودان و كل المتآمرين معها و عملاء بلادي … و بذا سيكون السودان عموماً برهن بانه قادر على تجفيف و تبديد كل المآمرات ضده ، اختم بسؤال هل سيقلع الصهاينة و مراكزهم و
حلفاءهم و عملاءهم و واجهاتهم و الامارات عن فكرة تقسيم السودان و مشروع العلمنة ام ستتغير الادوات و الطرق و المشروعات المؤدية لذلك ؟؟؟ نقول ان الناس
في بلدي موقنين ان الله خير حافظ و خير معين ، اللهم احفظ السودان و اهله و جيشه
و الى ان نلتقي في خاطرة قادمه …..
د.عوض كلموب
*الجمعه ٢٠٢٣/٦/٩*