مقالات

د. عبد العظيم حسن يكتب :نقابة المحامين (9)

دولة القانون
نقابة المحامين (9)
لأداء لجنة تسيير نقابة المحامين البعيد عن قامة الثورة المجيدة، اضطرت المحامية الشابة دعاء خالد للدفع باستقالتها بينما رأى آخرون الاكتفاء بتجميد نشاطهم. ثوالث تركوا الحبل على القارب، فمضوا وكأن الأمر لا يعنيهم. قبل أن تُقدم على الخطوة لم تأل الأستاذة دعاء جهداً في دعوة نقابة المحامين لتتبنى خطة عمل وتعرضها على قواعد المحامين لمشاركتهم في تطويرها ومن ثم إجازتها والشروع في تنفيذها. أشهد للأستاذة دعاء خالد، وقبل الدفع باستقالتها أن شرفتني بمراجعة مقترح خطة عمل متكاملة قدمتها بالفعل للجنة تسيير نقابة المحامين. الخطة المذكورة إذا نسبتها لنفسي أو نُسبت لي بأي محفل، فحقيقة ليس لي فيها أي دور سوى المرور العابر وأجر التدقيق اللغوي. مثال المحامية الثائرة والكنداكة دعاء خالد يكشف أن الثورة العظيمة تذخر بمواهب المحامين والمحاميات الذين اجتهدوا في أعمال تفصيلية لكافة أدوار نقابة المحامين بجميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية. هذه الدماء كانت وما زالت بحاجة لقيادة تفجّر طاقاتها وتضعها في مسار العمل النقابي.
صحيح أن منظومتنا السياسية فشلت في تسمية لجنة تسيير بقامة الثورة فظهرت ومبكراً المؤمرات والدسائس والتخوين وزرع الجواسيس وغواصات التصنت بداخلها وحتى بغير المنتمين حزبياً. كذا لا جدال في أن خلافات المجلس المركزي للحرية والتغيير وتجمع المهنيين ألقت بظلالها على نقابة المحامين وغيرها من النقابات الأمر الذي خلق واقعاً غاية في الإحباط. مهما يكن من أمر، فإن الأزمات تظل مساحة الفرص لبروز القيادات الشبابية القادرة على النجاح ولو بعد حين. الأمل معقود ليس على الشباب وحدهم وإنما بجيل الوسط وشيوخ المهنة للتفاعل مع واجب وقف نزيف الثورة وسيرها من غير الهيكل العظمي المتمثل بنظري في الملف العدلي. بالطبع، غياب دور المحامين، سواء انتظموا في نقابة أو بدونها، يجعل الثورة فاقدة للبوصلة وبالتالي الضياع.
حتى إن لم يكن للمحامين نقابة أو لجنة تسيير فأوضاعهم والمواطنين بلغت من السوء حالة لا تهدد الثورة وحدها وإنما مهنة المحاماة وبقائها. أي محامي، ولو بمدخل المهنة، يجزم بأنه وما لم تتضافر جهود القانونيين فلن يستطيع أي محامي بالسودان، مهما كانت إمكانياته وخبراته وعلاقاته، أن يقدم استشارة أو خدمة أو حتى يتنبأ بمصير أي قضية لا من حيث النتيجة أو الوقت الذي ستستغرقه الإجراءات. حتى لا نعلق الفشل بشماعة نقابة المحامين البائدة أو لجنة التسيير القائمة، يجب أن يسأل كل محامي نفسه عن دوره ليس تجاه نقابته وإنما مهنته التي باتت في مهب الريح.
د. عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
30 يوليو 2021

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى