د عبدالكريم محي الدين يكتب : الديمقراطية و الجِزَم
د عبدالكريم محي الدين يكتب : الديمقراطية و الجِزَم
الذي يختلف معك الرأي يحترمك ، و الذي يختلف معك في صحة المعلومة و صوابها يمهلك ، و الذي يختلف معك في مغايرة الخبر يبسط لك الدليل أو يقنع منك بالوثائق ، أما الذي يختلف معك أجل الاختلاف فسيعاديك و يبغضك و يحقد عليك و يحسدك …
و إن كنتُ أنا لست َ أنت فحتما سنكون على اختلاف في الطبائع و العواطف و الميول و الاتجاهات و حتما سنكون في اختلاف بكيفيات التفكير و طرائقه و أزمنته . ورغم ذلك سنكون أنا و أنت معا في العمل و البيت وفي الإنسانية و في الوطن …
ولو كنا أنا و أنت على شخصية واحدة في كيفها و مادتها فذلك سيكون عكس الفطرة و عكس حكمة الله في الخلافة و ذلك ايضا يخالف القانون الكوني و الناموس الأعظم …
فالاختلاف سنة متبعة في خلائف الأرض و أصل من أصول استمرار الحياة و معالجة قضاياها . فلولا اختلاف الألوان ما ظهر الجمال ولو لا اختلاف التفكير و السلوك ما سعى الإنسان للكمال …
و إذا سبب الاختلاف نزاعا أو قبحا فتأكد أن ذلك النزاع و ذلك القبح لم ينشأ نتيجة اختلاف و إنما هنالك مسببات اخر يجب البحث عنها و النظر فيها و الحكم عليها …
و التي قذفت رجلا في سن ابيها بحذائها ارتكبت بذلك جرما مركبا لا يضعها إلا في موضع الجنون أو الطيش و مكانة السفه و الضيق …
و لكن تلك المرأة لم تكن عاقلا أبداً إذ رمت بحذائها رجلا لم يكن محاورها حتى يفقدها الصواب ، ولم يكن مغاضبها حتى ينزع منها ثوب الحياء ، و لم يكن مجادلها حتى يحشرها في نار الطيش ، و لم يجهل عليها حتى يعطيها حق الجهل . و العجب أنها تعمدت الحذف بالحذاء لا بما تحمله في يدها أو تلبسه في عينيها ؛ لتبدي غضبا تملكها و غيرةً أحرقتها …
و سبق الإصرار و الترصد على تلك الفعلة و بهذه الكيفية يكشف عمق الجهل و سوء الخلق و سوء النية و سوء الأدب و سوء التربية و المربي و سوء الانتماء و سوء الحياء …
و الجدير بالملاحظة أن هذه المرأة صاحبة تبرج و تفسخ و لكنها عندما ارادت فعلتها تحشمت و ( تكوزنت ) لتنال الاحترام و التبجيل أولا ثم تقوم بما قامت به ليقال قامت بذلك امرأة عاقل و كوزة صاحبة موز و لوز فتسيئ للعاقلات المحتشمات …
لكنها لم تسيء إلا لنفسها و لحزبها الحزب الشيوعي إذ أن ما فعلته يخالف الديمقراطية و حرية الراي و يخالف الكرامة و حقوق الإنسان و يخالف القانون و الأعراف و الآداب …
و الحزب الذي يسمح لعضويته بتشويه جدرانه و التغوط على الممارسة الديمقراطية انما هو عصابة و ليس بحزب يسعى الى السلطة السعي الشريف …
و اذا أراد ان يثبت انه حزب ذو أخلاق و قيم سودانية رفيعة فعليه محاسبة عضوته و إظهار ذلك للعلن ، و عليه ان ينكر تلك الجريمة و يظهر انكاره للعلن ، و عليه الاعتذار للشعب السوداني كافة و بكافة وسائل الاعلام …
فإن لم يقم بتلك الخطوات فعليه تحمل المسئولية و قبول الجريمة مع سبق التخطيط لها . و عليه ان يقبل الدكتاتورية له صفة متلازمة . و يقبل الدموية له نعت عضوي . و عليه الاعتراف بالجرائم البشعة وسط التظاهرات و في خارجها …