د. عبدالفتاح سليمان يكتب : الفنان زيدان ابراهيم فى ذكراه الثالثة عشر
د. عبدالفتاح سليمان يكتب : الفنان زيدان ابراهيم فى ذكراه الثالثة عشر
استمعنا له صغارا وتابعناه شبابا ومازلنا نحبه.
عرفه أهل الفن منذ أن قدم محاولات جادة على المسرح المدرسي في بيت الامانة وام درمان الأهلية فأدى شغفه بالفن إلى ترك مقاعد الدراسة لصالح الموهبة وهو الطالب النجيب النابه إجبارا لا اختيارا ، فمضى في مشوار
النجومية بعد أن قدم بطاقته الفنية تحت عنوان ( بالي مشغول ) للجنرال عوض احمد خليفة والحان ودالحاوي ، ومن يبدأ من القمة يصعب نزوله إلى السفح إن كان بين جنبيه أجنحة تحلق وأشرعة تسير ، فحافظ بعقله
وبحواسه وبروحه على مسيرة بناها على مدى ثمان وثلاثين سنة محسوبة من البدايات السعيدة في 1963 ومختومة بالنهايات الحزينة في 2011 . قدم خلالها أعمالا جمعت بين جمالية الشعر وحلاوة اللحن والأداء الراقي .
فنان جاء ليصنع الفن وحسب فحافظ على المستوى الراقي للأغنية كصوت له شخصية واسلوب حول أحلامه إلى موسيقى وأفكاره إلى أغنيات أجبرت السميعة على الانصات .
هكذا هو زيدان عندليب السودان المطوق بالحب والإعجاب والانبهار . فنان يشدو بكل العمق الانساني وبكل ماله من طاقة أداء وتطريبا فأرتقى بالفن إلى اسمى
تعابيره الجميلة رغم شعوره بغربة الروح والأحزان التي انطبعت على أدائه وآهاته المسموعة ، ولولا تلك الصفات النبيلة لما انطبعت ألحانه في أذهان الناس وغاصت في وجدانهم .
لم ينزل من على القمة منذ أن غنى ل مهدي محمد سعيد و ابراهيم ناجي ومحمد سعد دياب ونزار قباني والعقاد.
جميل ماسألناه
ولكنا هويناه
بديع في تثنيه
وديع حين تلقاه
عجيب في معانيه
إذا أدركت معناه
مليح الدل فتان
ملاك قد عرفناه
فريد في محاسنه
فريد في سجاياه
غزال في تلفته
صباح ما احيلاه
جمال فيه إشراق
تريح النفس رؤاياه
سكارى عند رؤيته
حيارى عند ذكراه
وتأتي أغانيه أحيانا راقصة منساقة منسابة كنسمة عطر دفاق.
ويعيد ليالي
في خيالي ديمة
ونعيش حياتنا
هانية ونعيمة
وردة في خميلة
زاهية وجميلة
كالفل عبيره
ومالى بديلة
دايما اشوفك
بين الأزاهر
تتهادى تايه
وأنا طرفي ساهر
فيك ياملاكي
قبلان هلاكي
ثم تأتي متراخية متكاسلة وواثقة ، خاصة عندما يوقعها بالعود على طريقة شيخه الكابلي
لمتين بتهجر
وانت القايلنك حنين
ياريتك تعرف
حنينا ليك
الزايد حنين
كنا قايلنك حنين
كنا قايلنك ملاك
وفي حبك ياظالم
كم لاقينا الهلاك
… قدم أغان مفعمة بمعاني الحب والانسانية والرومانسية مليئة بالسمو العاطفي مفعمة بالجمال والاحاسيس النبيلة
تلقى مشاعري ديمة
تشتاق ليك دوام
تطرب من كلامك
وتذوب في هواك
تسكر من كلامك
ومن قطرات نداك
بس بتخاف تصارحك
إمكن تحرم رؤاك
أنت أحن شاعر
وعارفك أرق زول
فيك حسن الدنيا
زاهي ومابزول
فيك الطهر كلو
وفيك بس آيه أقول
غير أنت ملاك
في جنة
وعاشقك كل زول
كان حين ينكسر يغني وحين يطرب يشدو وحين يتأوه تموت حروف وتنبت أخرى . وخلف طيف هذه الأنغام يتوه جمهوره ومحبي فنه بين معذب ومنتش ؛ فمنهم من يبكيه حرف ويحيه نغم ويشجيه لحن ويطربه إيقاع ، أغان تحفظ كلماتها والحانها دون أن تسأل متى كانت ومن أين جاءت وكيف حصل ذلك كله.
في ذكرى رحيله الثالثة عشرة نترحم على الاغنيات والانغام الشجية والأداء المقنع والموهبة الفذة التي ينسرب شذاها كالزهرة وكما العطر .
فنان إزدادت قيمته بعد رحيله كما كانت قبل مماته ، فهناك من رحلو وهم أحياء بين الناس تبقى ذكراهم عزيزة باقية وعطرة .
الرحمة والمغفرة ل محمد إبراهيم زيدان ( العندليب الأسمر).
وتتمدد تطول ياليل
وتتعب في
قليب مسكين
بتوجع وماهماك.