مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : مهرجان الثقافة وعالمية الطيب صالح مرا من هنا!

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : مهرجان الثقافة وعالمية الطيب صالح مرا من هنا!

الأجواء مربكة تهيئ الناس ليفرحوا بأية نسمة(تجديد) عابرة..يبدو أن الأولويات إعتراها مزاج مختلف جعل الثقافة تتصدر الأحداث!..تلفزة خارجية في الوقت المحدد للنشرة الرئيسة!..الأمر أوحي بحالة طوارىء!..ظهر وزير الثقافة بشكل تلقائي محبب فتذكرنا أيام كان مذيعا،مقدما لبرنامج(تراثيات)فهدأت الأنفس-الثقافة طمأنينة..ليلة باهرة بقاعة الصداقة كأنها إنسلخت من تراث ليالي الخرطوم الإبداعية تلك التى لا تنسي..مهرجان ثقافي(مفاجىء)..يبدو إنه إستحي من التروج لنفسه تخوفا من حكاية(الناس في شنو)؟!.

*- شعار المهرجان معبر ومبتكر(خلو الفات)..الباقي معلوم للجميع(تعالوا نتوافق)كما كنا- إنتهي العرض..إنهالت الذكريات كأنها موضوع المهرجان!..إبتدرها قائد يبدو أنه وضع السلاح وهو قادم للقاعة..خرج عن البروتوكول!..بتلقائية باذخه قال إنه سعيد بهذا الحضور لكنه حزين!..تنقلت ملامحه الصارمة بين البشاشة والحزن ليفجرها مدوية بلا سلاح(إني أنظر حولي فلا

أجد كابلي بين الحضور)!..تلفت القوم كأنهم لا يعرفونه!..إنه السيد مالك عقار عضو مجلس السيادة وحاكم إقليم النيل الأزرق الخصيب..إسترسل يذكر الناس بنجوم كانوا هنا يوما،عليهم رحمة الله،ثم عاد إلى(الكابلي)يردد(لاقيته هنا فى المرة السابقة)!..طلة الحضور إختلفت،فإنهمك يحدثهم فى الوضع السياسي والتدخل الأجنبي(بلا مدسة)كما قال-(هم قاعدين هنا وسامعيني)!.

*- حكاية(لا أجد كابلي)أهاجت الشجون..(قائد)يسال عن(مبدع)-أي شىء هو (السلام)؟!..ربما أرادها مبادرة لتفقد رموز البلد،صناع الوئام بالثقافة..جعل(الكبار)محورا لخطابه،وإتجه للشباب يداعبهم  بمودة الأب(أنتم تحكمون غدا)!..الأمر أثار جدلا،فالشباب من فجروا الثورة وفيهم من ضرب مثلا بين(رجال الدولة)وهم رأس الرمح فى سائر المهن..يتضح لدى كل جدل من هذا القبيل أن الأغلبية عينهم على(تواصل الأجيال)كحل،ودليل للتراضي.

*- الناس كأنهم كانوا على الهبشة،تذكروا كابلي وجيل الكبار،أهل البصمة،من قالوا كلمتهم ومضوا ليبقي إثرهم مؤججا لأجواء تناهض الحرب وخطاب الكراهية ورتابة الحوار،وتدعو إلى(قبول الآخر وتوحيد الكلمة لمعالجة الأزمة)..يكررها الساسة وإلفناها(كابليا) توافقا يعلي من شأن الوطن ويعينه على أمره (القومة ليك يا وطني).

* -(كابلي كان هنا)!..الإشارة بليغة ملهمة للخواطر.. كانت رسائله مدخلا(للتراضي)..ذات فحوى خطاب وزير الثقافة والإعلام،دكتور جراهام عبدالقادر(خدمة قضايا السلام من خلال التنوع الذي يندرج تحت لوائه كل أبناء وبنات السودان)-كما ورد فى نصر خبر(منصة الناطق الرسمي)..الجذور الثقافية لرجل الدولة غلابة،فوق البروتوكولات..ليت كل رجال الدولة(مثقفون)..(يفشون الغبينة)..فوق إنهم مهنيون أكفاء،لا يؤجلون عمل اليوم إلى الغد..أو لإنتظار غائب.

* – إحتفالية ثقافية تبشر بدور جديد للمثقفين تجاه الوطن بينما الدولة يعتريها ما يعتريها ..يتراءى فعل ثقافي مؤثر مع إطلالة دورة جديدة لإتحاد الفنانين ولقد عهد الناس فيه التاثير وطنيا منذ عصر النقيب أحمد المصطفى ذاك الذى قالها صداحة فتلقفتها الأجيال(عشت يا سوداني) عنوانا لسلام يحسه اهل البلد.

*- لمسة(من كانوا هنا) بقيت فى الخاطر..رمزية الأديب الطيب صالح تلوح إلهاماتها بفندق كورنثيا..خلدته أعماله ليوالي الحضور سنويا عبر مشروع ثقافي دولي(جائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي)..الفائز بجائزة شخصية الدورة 13 بروفيسور أحمد إبراهيم أبو شوك،سيرة ثقافية باهرة..الأمرجدير بالتهنئة،وبالإعلام فالراعي كصانع للتميز يتميز بالإعلام أيضا(زين)..دعوا عطر التميز يفوح.

*- سيرة وإنفتحت..فتذكرت رقما ثقافيا باهرا هو الباحث الطيب محمد الطيب(صور شعبية)و(المسيد)وإرث ثقافي مجيد يشهد له..كنت أبحث في مسالة ثقافية مرجعية فتذكرته..المؤمل فى هذه المناسبات الإحتفال برواد الثقافة وتكريمهم فى ختام المهرجان الثقافي،والمهرجان الآخر عالمي المقام،سخي التكريم.

* – لا يذكر الأستاذ الطيب محمد الطيب إلا وتذكرنا مكتبة الشيخ البشير الطيب بأم درمان،أين هي؟!..كم من حداتها كانوا هنا أيضا..ليلة ثقافية واحدة جمعت يوما فطاحل الثقافة فى البلد بمناسبة تدشين موسوعة الأنساب للبروفسور عون الشريف..علي المنصة الأستاذ سرالختم الخليفة،رئيس وزراء أكتوبر،وعلى يمينه بروفسورأبو سليم – ذاك المرجع،وإلى يساره الطيب محمد الطيب- رحمهم الله،ويا للسيرة.

*- سيرة وانفتحت(كابلي كان هنا يوما)!.. وآخرون..لم أنتظر الإعلام عن حدث ثقافي في أجواء سياسية تلهب المنصات،فبحثت عن من(يحلل) مشهد مسؤول يتفقد المبدعين فى ليلة تحتفي بالسلام..هاتفت بروف عبد اللطيف البوني،من غير ليه!..كان خبر إعادة إصدار(الرأي العام)بين تسريبات ترد الروح-على شحها..صحيفة مدرسة،ليتها

تعود،قلتهالأحد أوفيائها،الأستاذ سنهوري عيسى..فيها عرفنا(بوني)هذا، عميدا لكتاب أعمدة تخرجوا فيها رؤساء تحرير..سبقتهم أجيال لأقلام جهيرة،دكتور سيد أحمد نقد الله،الأستاذ محمد سعيد محمد الحسن،وقائمة زاهية تطول،يتصدرهم المؤسسون،آل العتباني،وجيل من عيار الأستاذ حسن نجيلة..(الرأي العام) أيضا كانت هنا يوما،ليتها تعود(أهراما) سودانية لا تتزعزع والأحداث تتوالى.

*- مناسبتان محضورتان مرتا من هنا والناس مشغولة بالغائب..مهرجان للثقافة يدعو للسلام ويناهض الإنقسام وخطاب الكراهية ويتفقد الرموز،ومهرجان لجائزة الطيب صالح العالمية..هل إنتهي كل شىء؟!..على الوزارة أن تبادر و(تتم الجميل)،ترعي السلام بخطاب إعلامي مستبشر ومنتج،تتبني إنتاج المبدعين،وتتفقد الرواد بل تكرمهم- ثلاثة مشروعات منجية مما يحيط بالبلاد ويربك خطاها على أرضها الخصيبة.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى