مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : قطر والسعودية وآخرون.. رسائل ما بعد المنديال

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : قطر والسعودية وآخرون.. رسائل ما بعد المنديال

هات من الآخر، قطر تتأهل للقادم!..الإفتتاح رشحها بطلا لمنديال 2022 فما المنتظر غير المراهنة على موقع جديد من العالم؟!..هذا هو الموضوع الذى يختمر فى الأذهان تلقاء ردود أفعال متواترة بمختلف

اللغات..مشاهد باذخة وأهداف مثيرة وأزياء ناطقة وأقوال مأثورة وراء هذا السؤال الإستباقي،الحتمي..أمير قطر أعلنها صراحة لدى الإفتتاح:(أردناها مبهرة)..فكانت!..النتائج خارج الشباك لا تقل إبهارا..منها مفاهيم ملهمة للأداء،أن(تلعب دورك،وتتقنه)..ولي العهد السعودي جعلها(وصية)فبشر فريقهم بمفاجأة عالمية

تاريخية:(ركزوا على الأداء،خليكم مرتاحين،إعملوا للقادم،نحن معكم متابعين،دعواتنا معكم،موفقين إن شاء الله)..هكذا..دعم معنوي من قيادة نظرتها أصلا وتأصيلا نحو(القادم)ووفق إستراتيجية طرحت للتنفيذ كما خطط لها..فى الأمر(رسالة)..الكل فهم حين بادر الفريق برد التحية

فجعلها(تاريخية)..أصبحت(الرسالة) و(ردها)من جوائز مونديال قطر الإستثنائية..رسالة ملهمة تعلي من شأن رعاية الدولة لكل شأن عالمي وتطمئن كل من رتب لإحراز نصر بينما الخصم يتعالى عن سوء تقدير موروث أو سوء ظن بالراهن..وللرسائل بقية.

إنه أولمبياد الأهداف المخططة،والأقوال المأثورة،والرسائل الملهمة للإبتكار والإضافة..لقد راجت مفاهيم جديدة تتعلق بالأداء العام،لا الكروي فقط..دولة قطر ضربت المثل منذ الإفتتاح،والسعودية جعلت رسالة(حسن الأداء)مدوية فى مشهد عالمي..تونس والمغرب ونيجريا مثال لبلدان كسبت الإعجاب

بالأداء..البعض يصنف كل البلدان العربية والأفريقية التى وصلت قطر فائزة..التساؤلات تتلاحق،من قبيل السودان متى؟!..التعليقات تترى،منديال(غير مسبوق)..(عالمية العرب)..الإفتتاح مثالي..(مفاجأة السعودية)..منديال عزز التفكير استراتيجيا بريادة قطر لمسيرة(رسالية)محورها(القادم)فى عالم يتسابق برؤى المستقبل وتحدياته وإلهاماته.. نظرة العالم للعرب والمسلمين تتغير..قطر تتعهد بذلك، عن ثقة وتواضع.

عن ثقة وتواضع يمضي القطريون،كأنهم لم يفعلوا شيئا، وهم من أبهروا الدنيا وعينهم على مآلات الرشد- غاية الإستقامة..بين أيديهم يتراءى عالم آخر يتشكل لصالح الدعوة(بالتي هي أحسن)..إنه منديال الأهداف التى تهز الشباك،و(الدواخل)- معا..أهداف ملهمة للإبتكار والبهجة وحسن التنظيم

وتحسين النوايا..إن اللجنة المنظمة أحرجت من قبلها وأتعبت من بعدها- كما ورد..التعليقات تترى،فقطر رحبت بالعالم بلا حذر وفاجأته بما أبهره..الكل يتبسم،يضع نفسه وفقما يروقه مراعيا ثقافة صاحب الدار متمتعا بحرية التلاقي..التلقائية طابع اللقاءات(بس أنا سعودي..يا ميسي)!..قالها وهو يخلع أمام الكاميرا صورة نجمه العالمي المفضل- سابقا!.

تتزاحم المنصات تفتح صدرها لجمهور هو البطل،الكل يخطب وده- دولا وهدافون وشبكات وأشهر شركات الإعلانات الذكية..تتسابق الكاميرات،الكل يريد أن يتفرد بصور للذكرى والتاريخ وإبهار الغير-عل نزعة صناع الإبهار تكتسح الأداء العام عندنا وفى كل الدول العربية..تتبارى الصحف إبهارا هي

الأخري..عناوين متفردة لتجذب القارىء وقد إختطفته وسائل التواصل:(السعودية تكتب التاريخ وتسقط ميسي والأرجنتين)- هكذا جذبتني(أخبار اليوم)لأبقى بصفحتها الرياضية الباهرة بسيرة المنديال..إن احتفالية قطر غير ما اشاعت من روح رياضية قوامها(حسن الأداء)و(التهديف)و(العالمية) تحفز علماء

الإدارة ليأتوا بنظرية جديدة تخلف نظرية(هندسة العمليات الإدارية)التى جعلت الإدارة تقتدي بالهندسة- زيادة فى  الدقة وضبطا للزمن وجودة للناتج- فماذا فعل منديال قطر غير ذلك،وأضاف(هيبة الدولة)؟!.. لقد جاء مثالا..تصدح بذلك تعليقات تنافس(الأهداف)فيما فعلت من تأثير متعدد الأبعاد..إن بهجة المشهد

تطلق الخيال لإذكاء ذاكرة العالم وتزكيتها وتحفيزها لإبتكار ما يجعل البشر فى أمان منتج- كما فعلت قطر..هذه التعليقات المبتكرة الذكية هي ما يبقي  حين ينسي الناس أيامهم البهيجة،ومناسباتهم التى توصف بانها تاريخية.
أفلحت دولة قطر فى إشاعة إحساس بأن الكل هنا وإن بقي فى بيته(يباري)الشاشات..المشهد يوحي بأن العالم ليس كله دسائس ومساومات ومفاوضات لا تهز الشباك..إن قطر اليوم على كل لسان،الريادة والقيادة،دولة جديدة،أبهرت العالم،إستضافت مليوني مشجع تتغير نظرتهم نحو العرب

والمسلمين،وجعلت الدول العربية تتقارب أكثر..كم من رسالة تتشكل وعينها على مستقبل قطر والعالم العربي وطريقة تفكير المجتمع العربي وقياداته..هل يتعلم العالم من(عالمية قطر)؟-المبادرة،التخطيط،التنفيذ،المتابعة،وحصاد لتجربة بلا مثيل..كم من رسائل تتراءى،عبر الشباك، وغيرها.

(رسائل الشعوب)الصامدة والطامحة كانت الأبلغ..من أبرز الرسائل(هيبة الدولة)،(تجاوب القادة)،والنظر للرياضة ببعدها الدولي الرسالي وقدرتها على  التنظيم وتطبيق القانون وتأليف القلوب و(تشبيك)الرأي

والرأي الآخر..بين الرسائل ما يدعو للإحتفاء(بعقلية عربية) تبنت مبادرة عالمية، فتصدت للتحديات،كرست الإعتدال،أشعلت نوازع الاقدام،نقلت العلاقة بين العربية لمربع جديد أرحب وراءه(عقلية)تفكر بإنفتاح لتكسب الرهان..إن(نظام الحكم والإدارة) و(العلاقة بين البلاد الإسلامية والعالم)و(نصح القيادة

المحفز)رسائل ضامنة للتميز دوليا..فلتكن(قطر الجديدة)منارة تثري العقل والروح عبر(منديال)عربي مستدام، يتنادى إليه المتميزون دوريا،يكرس(التفكير بطريقة جديدة) تستوعب(الأصل والعصر)- معا.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى