مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب :فرصة للحكمة ولتلك (الفينا مشهودة)!

فرصة للحكمة ولتلك (الفينا مشهودة)!
(وهكذا حتى الخالدين يذهبون)!..جاهرت بها لندن فى خبرعاجل عن رحيل إمبراطور شكل فرقة خاصة لحمايته أسماها(فرقة الخالدين)تعلقا بملك ظنه لا يزول،والبقاء لله..أي شىء هي الحكمة؟..يقولون إنها(ما يتذكره الناس حين ينسون كل شىء)..هذه الحكمة ذاتها تخترق الذاكرة اليوم لعل العالم يعتبر فينجو من نزعات التعالي..الأباطرة و(الخالدون) والمتعالون يرحلون تباعا ليتعمق فى البشر الشعور بأن البقاء لله(وحده لا شريك له)..الرحيل يتكرر ليرعوى الخلق بحكمة الزوال،كأصل فى الحياة وإثراء لها(الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)- تبارك..هناك من يذهبون مخلفين عملا صالحا وحكمة تسعف الحال..إن ضالة الحياة الحكمة وعمل لاينسي..وتبقى العلة كامنة فيمن لايعتبرون برحيل كبارهم..تمر الحكمة أمامهم بكلما حفلت من فطنة وأوحت من ذكاء فلا يتبينون أنها الحل(إلا ضحى الغد)!..الناس مشغولون، فلا الحكمة تحظى بفرصة،ولا المفاهيم الحلوة، ولا الكلمة الطيبة التي قيل إنها(بخور الباطن)..وإنها(معطت شنب الأسد)..وإنها ترياق(خطاب الكراهية)!.
(الحكمة ضالة المؤمن)..العالم بكامله مشغول بفرد،كرست القنوات الفضاء لنعرف أنه كان (حكيما)وأنه أرسي قيما متصلة بالدين..ما قيل عن ملكة بريطانيا إنعاش لفكرة الحكمة والقيم فى البشر التى أضاعها العالم فى ركام سناريوهات سيئة النية..نلاحظ تغييرا فى النوايا،فرئيسة الوزراء الجديدة تجاوزت ما كانت أفصحت به يوما تجاه فكرة(النسب)كأساس للحكم، فأفاضت  تنثر الحكمة:(لقد بنت لنا وطنا على صخرة)!..وظهر الملك الجديد ينطق بالحكمة ويستنجد بقيم الدين لحماية عرشه من المقارنات،وغيرها..من أورث الحكمة وقيم الدين لم يرحل..سناريو(الحكمة والقيم) يتقدم،ليشغل العالم وينسف كل البروتوكولات القديمة،بدء بطريقة التعامل مع القادة..لقد جاء بروتوكول المشيعين مفاجأة!:(لا كبير إلا بتواضعه)!.
بهذه المناسبة وبغيرها، العالم يميل نحو(قيم) الدين،لا البروتوكولات..وسائل التواصل تضج برسائل لقادمين عن يقين، هاجسهم مكمن الخير فى البشر..ولقد رأينا حين شنت روسيا حربا على أوكرانيا كيف أن الأمين العام للمنظمة الدولية إستعصم بقيم اليقين لمواجهة كارثة النزوح،فأعاد للأذهان سورة(براءة)وقال إنها(أفضل وصفة لحماية اللاجئين فى تاريخ العالم)..وإنها(تنزلت على البشرية قبل قرون عديدة من صدور ميثاق الأمم المتحدة لرعاية اللاجئين..قرأ بالإنجليزية الآية(وإن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون)وبين أنها(نموذج فريد للتسامح والحماية وعدم التمييز بين المؤمنين وغير المؤمنين)..هكذا(إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم)- التكوير.
.! Make religion work   العالم فى مخاض..(الإستقامة)هاجسه، فقط(دعوا الأديان تفعل)
وللخواطر بقية :
– العالم والحكمة،أين الصين؟!..وأنا اكتب أطل الرئيس الصيني يملأ الشاشة:(رأينا أن نشكل مع روسيا قوة عالمية مسؤولة)..أليست هي الحكمة المرجوة لإعادة التوازن للكون؟!.
– رافقت فى الأيام الماضية أشخاصا مولعين بالتدريب..خرجت بمفاهيم أقرب للحكمة منها:(عدنا من الخارج لنفاجأ أن التطور التقني تجاوز ما تدربنا عليه)!.المواكبة،وإلا!.
– العلوم الحديثة أصبحت كبسولات من الحكمة فى شكل مفاهيم،ما قل ودل..علم الجودة تلخصه حكمة(إفعل ما تقول)!.وأصلها من الدين(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه).
– صحفيون إشتهروا بأقوالهم..راقني أن فريقا فاز لأنه طبق مقولة(قفلوا الخطوط، وأضربوا فى العمق)!..ما سرها؟!..قال الراوي( سمعت مأمون الطاهر يقولها فى التلفزيون ولفحتها)!.
– مسؤول أوصى دون أن يتكلم..أشار بيده إلى كتفيه،فتذكرنا الآية(يعلمون ما تفعلون)-سورة الإنفطار.. ومن لا يحسب حساب(الملكين) وهو يؤدي عمله؟!.
– من ترافق والعزلة قائمة؟!..أنت وحظك من الحكمة!.
– مختص معلومات لاحظ أن الكبار فى البيت مشغون دائما بإغلاق الأشياء،الأبواب، ماسورة المياة،أزرار الإضاءة،الشاشة، وهكذا..قلت له إنه(العقل الباطن)!..إنهم حريصون لأن يتركوا الأشياء وراءهم مؤمنة!..تمنينا لو أنها كانت سلوكا قوميا..كل الأشياء مؤمنة.
– وسائل التواصل تفيض بالحكمة والأمل..قرأت وأنا أكتب ما يثلج الصدر:(كن بابا يدخل منه الخير،فإن لم تستطع فنافذة ينفذ منها الضوء،فإن لم تستطع فجدارا يسند رؤوس المتعبين)!.    – (قد تأتيك الحلول من نافذة كنت نسيت وتركتها مفتوحة)!..تمنيت لو أنها وصلت كل من يوصدون الأبواب والنوافذ وينتظرون حلا..أو توافقا.
– هذا السياق يذكرنا رسائل تربوية كنا نطالعها على الغلاف الأخير للكراسات كحكم من قبيل(لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد)لكنها إختفت..هل سبب إختفائها أننا أبطلنا(عادة) التأجيل؟!.
–  فى هذه الأثناء راقتني مقولة مما يصلح وضعه على كراسات الأجيال(إعرف شيخك، وحب الكل)!..وردت عن السيد عبدالرحمن، فعجبت كيف لا(نفعلها)؟!..إنها سر التعافي مما يسمى(خطاب الكراهية)وأساسه(الإقصاء)؟!.
– (السودان بألف خير،بالكلمات الجميلة يخرجن من عتمة الظنون)- قالها نزار قباني..إن الأفضل من لعن(خطاب الكراهية)أن نوقد شمعة، وأن نذكر بالمحاسن(الفينا مشهودة).
د.عبدالسلام محمد خير

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى