مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : صورة تذكارية مع قارىء صحف ورقية!

د.عبدالسلام محمد خير يكتب : صورة تذكارية مع قارىء صحف ورقية!

  تواردت الخواطر والمفاجآت،من حيث أدري ولا أدري..مناسبات تموج بالأمل..صالات للتلاقي الإجتماعي حالها يتراءى معاكسا لما هو ماثل فى مؤسسات عرفت بالأداء والإنجاز فاصبحت كمن حاصره البرد،بإنتظار المجهول..(المجتمع بخير)-لسان حال،والحمد لله..كشاهد على الحال فاجأ الجميع من دخل الصالة متأبطا صحف اليوم!..قديما المشهد كان مألوفا،بل دليل

تحضر..إنه الآن مثار عجب،لا إعجاب!..هناك من يقرأ الصحف،بل يستصحبها للمناسبات!..الدنيا تغيرت،من يقرأ الآن صحيفة ورقية؟!..بل يتأبطها فخورا!..حب الإستطلاع ذاع وعم الصالة..من هذا؟!..وجدت نفسي أنهض لإستقباله بالأحضان ويدى تمتد لما تأبط،حتى يعلم الناس أنه ليس وحده!..كانت دواخلي مفعمة بالمجد القديم يوم كنا نفعل ذلك وينظر حولنا الناس بإحترام

كوننا نقرأ الصحف!..هذه(رشفة)من ذاك النهر القديم،لا تفوت على مدمنها..الكاميرات تتلفت بحثا عن حظها،ربما راقها هذا المشهد التاريخي مع شخص يبدو كأنه هبط توا من القمر،بينما هو مجرد قارىء لصحف ورقية- لا أكثر!.
0 – (وآية هذا الزمان الصحف)..صدق من قالها..كنا بانتظار القادم للتحول من جدل يائس إلى موضوع ذي بال يتعلق بالقراءة أصل الحضارة..تمدد حوار الموائد الحافلة بالمطائب، من إنتظار الغائب، وإختفاء الكتاب من الأيادي،وهواجس الصحافة

الإلكترونية،ونكران فضل القراءة..كأنما فى الأمر مفارقة تتجاسر بدسائس مدسوسة بين عزيزين،من يكتب ومن يقرأ..إن الهدف لا خلاف حوله وهو التطور!..تطور دليله ثورة تقنية يراد بها أصلا تسهيل النشر والتحفيز على القراءة،ففيم المفارقة؟!..تظل القراءة هي الأصل(إقرأ).

0 – سيرة الصحافة الورقية والقراءة(الزمان) تعاود فى المجالس من قبيل الذكريات الصادقة ونبيلة،وتستأسد بالدوائر العلمية من قبيل مواكبة(العصر)..معظم الدراسات تبحر الآن فى فلك(الموضة)- الرقمنة..علها لا تنسي الماضي(الأصل).
0 – الصحف مرجع سخي للداراسات العليا..فى دراسة دكتوراة أجيزت فى الأسبوع الماضي حول التوثيق لرموز الإعلام وجدت

إشارة للصحف تزاحم المراجع العلمية..فوجئت بمقال لي أصبح مرجعا.. إن ما يكتب اليوم مرشح للغد.
0 – طبيعة الأشياء تقول إن الصحيفة الورقية باقية وإن إكتسحت الالكترونيات الكون..هي روح الحياة ونزهة العقل والوجدان وشفاء للضمائر بالشفافية.

0- الآن(القراءة من الورق) يحتفي بها كأروع ما يكون..الدليل معرض الخرطوم الدولي.
0- (الإنسان الذى يقرأ لا يهزمه شىء..من يقرأ ينفع نفسه وأهله ووطنه والعالم..ترتفع مكانته عند الله تعالي)- تغريدة لشابة معجبة بكتابات أبيها،وما أكثرهن وأبركهن- التعليم يقول .

0- يعرفونك من كتاباتك،و(يجيبوا سيرتك)ويقررون بشأنك وفقا لتقديراتهم،اللهم إجعله خيرا.
0 – الأستاذ أنيس منصور زار الخرطوم يوما فهاتفني(أرجوك،أريد أن أقابل رحمي سليمان وموسي يعقوب)- رحمهم الله..سألته هل تعرفهما؟!..قال (لا!.. بس قرأت لهما اليوم)!.

0 – هناك صحفيون يحتفظون بوثائق نادرة للصحافة منهم صلاح التوم من الله..يأتيك بمستندات لما تطلب..سالته عن(أبو الصحف)- رحمه الله،فدلني على مرجع (صديق البادي).
0- لم أصادفه يوما فى مقر صحيفة،ولا أعرفه إلا من كتاباته..هاتفته..فاجأني بكتاب له حوى كلما أريد،وزاد: إنه قرأ كل مقالاتي!..عجبت وسكت!.

0 – مجلة الإذاعة ومجلة الشباب..مدرسة للكتاب الجدد الذين أصبح لهم شأنا فيما بعد،منهم من تولوا قيادة أجهزة إعلامية ومؤسسات صحفية وكليات إعلام،ومن أصدروا صحفا..يا للبهاء.

0 –الأمين العام لمجلس الصحافة، د.هاشم محمد صالح الجاز،عليه رحمة الله، قدم لأحد كتبي بقوله إنه كان يقرأ لي قبل أن يراني!..أما خلفه،د.عبدالعظيم عوض فكشف أن أول مقال له نشر بصفحتي مدعوما بتعليق(يرجي منك)!.
0-مجلة الإذاعة–أوتذكرون؟..الوحيدة بلا مرتجع،(الفيتوري)رحمه الله،بين رؤساء تحريرها يكتب(أفكار لها سيقان)..الآن مرشحة للصدور إلكترونيا..إعتذرت،فلست إلكترونيا لهذا الحد!.

0- على هامش دراسة حديثة قال(قارىء)إنه مهما تغلغلت الصحافة الإلكترونية فهي لن توصف يوما بأنها(صاحبة الجلالة)!.. أو إنها(سلطة رابعة)!.

0 – تنساب الذكريات من باب البحث عن سلوى لوداع الصحافة الورقية..كان للصحافة والمجلات دور رائد فى مجال تقديم الوعي الصحي والخدمات الطبية..كانت عبارة(الحضور لمقابلة الطبيب وبيده نسخة من هذا العدد) وحدها(روشتة)- شافية نفسيا،بإذن الله..

0 – الصحف المصرية ما زالت تقاوم وتباهي بمكانتها وتقول(من لم ينشر خبر خطوبته بصحيفة(الأخبار)لم يخطب!..ومن لم تنشر(الأهرام) خبر زواجه فإنه لم يتزوج)!.

0 – الزعيم عبدالناصر زار الخرطوم بعد النكسة،تجاوزا لآثارها النفسية..قرأ صحف الخرطوم فور هبوط طائرته..إستهل خطابه الخطير للأمة العربية بإفتتاحية(الرأي العام)وعنوانها(فليقل لنا عبد الناصر)- لرئيس تحريرها الأستاذ الفاتح التجاني،رحمهما الله.

0 – دراميا الصحافة مدهشة..مسلسل(زينب والعرش)- الأطول والأعتي والأروع..أرخ لمجد الصحافة وسطوتها وقيادتها لدفة المجتمع والدولة والتغيير بلا منازع.

0 –  الدكتور صلاح محي الدين،عليه رحمة الله، رسالته لنيل الدكتوراة حول تأثير الصحافة على الحركة الوطنية..خلاصتها(الإستقلال صناعة صحفية)..الصحفيون أججوا النضال.

0 – و(إمتداد الصحافة)صناعة صحفية..سكان إمتداد جديد جنوبي الخرطوم أرادوا أن يكرموا صحيفة(الصحافة)لتبنيها قضيتهم فأطلقوا إسمها على هذا الإمتداد الجديد،الأنيق.

0 – تنفرد بآخر خبر..(أخبار اليوم)منذ أيام (أحمد)رد الله غربته،ربما هي المطبعة في اليد،او خاصية(سهر الليالي)أوكلاهما..الآن تنفرد بالتوزيع إلكترونيا لتختم بها يومك،بدل أن تبدأه بها.

0 – (مؤسسة الفرد الواحد)عاصفة تلاحق الصحافة منذ أطلت التكنولوجيا..سكرتير التحرير الذى كان مكتبه قبلة الأنظار يبدو كالناجي الوحيد..سعدت بحفاوتهم طوال تعاوني مع الصحف إلى أن حل عصرهذا(النادر حلفاوي)فليس بيننا سوى واتساب،ومودة(إفتراضية)بلا حدود.

0 – المقال القادم بإذن الله:(لا زلازل كهذه فى السودان)..سبق صحفي يتراءى فيما إنفردت به(النيل الأزرق) وهي تستضيف صاحب(الكون ذلك المجهول)..حفظ الله بلادنا،وله الحمد.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى