مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب:  شهر البشريات.. وإبتكار الحلول

د.عبدالسلام محمد خير يكتب:  شهر البشريات.. وإبتكار الحلول
يستبشرون برغم ورغم..ورغم(موقف)الكهرباء مع بداية شهر شهرته أنه كريم!..تصريحات لا تتعهد بقرار(شهم)يتحلى بروح الشهر..(فال الله ولا فالهم)!..ربما قالها(واحد صائم)معجب بمحفزات الشيخ الشعراوي(إستقبال رمضان بما يليق به من جنس ما يحبه الله)فمضى فى حاله مستبشرا بشهر(الإنتصارات)..وقد كان!..وفى غير مكان!..بما يوحي بإنفراج..ظهرت الدولة بقضها وقضيضها أمام الكاميرا وأعلنت أن هناك حلا!..لابد أن يكون هناك حل فإن ثقة الناس فيما يقويهم أمام الأزمات ليست فى إمتحان جديد وهم صائمون يتعالى يقينهم برغم المعاناة!. قالوا ما قالوا والمصداقية على المحك..ولأن إدارة الدولة شىء متكامل، فليتهم بنفس الوقفة والوصفة يخرجون للناس بحلول أخرى لمعضلات أخرى تتربص، والله المستعان.
هات من الآخر..يقولون ويكررون أن رمضان شهر الغزوات والإنتصارات،وفيه نحتفل بغزوة بدر الكبرى،فهل نعي الدرس؟!..درس مواجهة الصعاب بالتجرد، بالصيام فى شهر صفته أنه أنزل فيه القرآن..التاريخ حافل بالدروس المفيدة لمن أراد أن يحسن صنعا..وغالبا ما يخطر على البال فى هذه الأثناء تجربة العمل ضد الإستعمار بوسائل ذكية تستعصم بإلهامات شهر رمضان حيث شهدت البلاد إبتكارات الحركة الوطنية لإيجاد(مخرج) لتصعيد الكفاح..يروي المؤرخون كيف كانت مجالس الشهر وتجمعاته الآمنة مسرحا لجمع الكلمة والتخطيط والعمل للمواجهة..فماذ غير ذات الوصفة(جمع الكلمة والتخطيط والعمل) لمواجهة أزمات تتطاول منذ رفع العلم؟.
رمضان يعلمنا الحلول..قصة حسم الخلاف حول إختيار ثالث الخلفاء الراشدين تبدو كأنها مهداة فى رمضان هذا لأهل السودان..قوامها التراضي واعتبارمقامات الاخرين وادوارهم والثقة المتبادلة..ويظل تأثير الصوم على العمل العام وعلى حياة الناس مدار حديث بالقرائن المحفزة،حيث الدعوة على كل لسان وطني هي لتوحيد المشارب وطمأنة القلوب فى مجتمع جبل على الشهامة واليد العليا والأخذ بالمرجعيات..الناس يبادرون بما عندهم عن نية خاصة ليباركه الله فيكفي وزيادة ليدركوا معنى قولهم(الله أكرم)..(الحاصل)هو أن المزاج العام يتغير فى رمضان لمن أراد أن يستثمر فيه خيرا أو يصدر قرارا حاسما..فبرغم العزلة يعلو شان التلاقي ،مراعاة الآخر،الإيثار،التكافل،الإقتداء،الاضافة والتجديد، والمصداقية والحكمة..فى رمضان يعتدل المزاج العام فتتسارع القوى الوطنية لتتشبه بالمجتمع،تتلاقي فى ساعة صفاء حول مائدة مستديرة وعلى قلب رجل واحد،فتأتي المبادرات بحلول عملية لمشكلات أرهقت البلد.
غير مشكلة الكهرباء و(تجربة)تحرك الدولة لتقف أمام الكاميرا مبشرة، كم من شأن خطير يشغل الناس وينتظر حسما!..المأمول والمتاح هو التحلى بروح الشهر،الصفاء،الإقدام،جمع الكلمة،التوافق،وعمل يصلح الحال..هناك أمثلة لتحولات لاتنسى صاحبت رمضان وظلت باقية بين ذكريات يتبارى فى تداولها رواد المجالس وضيوف البرامج هذه الأيام..فى مثل هذه الأجواء ليت جديدا مطمئنا يداهم المؤملين فى الخير من الأفراد والجماعات وقادة البلد، متى خلصت النوايا..والصوم يفعلها.
مثل هذه الخواطر تؤججها(نفسيات) رمضان وهو شهر(توبة)محفزة للإستدراك ولتجديد العهد مع الغير عن صدق،وتوقع المزيد بدلا من التراجع..إن (ترقب)الخير القادم باذن الله معتاد فى رمضان، فنرى تواتر مبادرات إجتماعية سخية غايتها تفقد الأحوال وتوسيع مواعين الإنفاق والتكافل ومساعدة الغير..كم من فكرة جديدة تراود أجواء رمضان، لو أنها تغتنم روح الشهر فتشكل عملا ملموسا يسرى ويعم..بهرتني مشاريع(سلة رمضان)وقد إنتشرت هذا العام، وفكرة(تدريب)الناس على الإنفاق حتى فى الشدائد و(الجود من الموجود) فى كل حال..إن تنمية فضيلة الإنفاق بمشروع(عملي)تتجلى آثارها مما ورد في الأثر..وسنجد إنها ممارسات بسيطة منها(تبسمك في وجه أخيك)..فهي تسهل طريقك لكسب رضاء الله وتوفيقه الذى هو من رضاء الآخرين وإسعادهم .. تدرب عليها وحدك وانتظر النتيجة قبل نهاية رمضان.
قرأت أن الإمام الطبري تناول مفاهيم الإنفاق باعتباره من الفضائل(العملية) كالبر وعمل الخير والقول الحسن وإصلاح ذات البين وإخلاص النية لعمل صاحبه يبتغى وجه الله.. كله إنفاق،تكفل الله بثوابه..إنه يذكرك بمقولة ذلك الداعية المستبشر(رمضان؟!..الجنة ببلاش)!..وهو مفهوم قريب من الناس فلقد صادفت فرقا إعلامية وصحافية تعمل بانهماك للتعريف بمشاركات عملية لمنظمات المجتمع وديوان الزكاة ومشروعات الأسر المنتجة..يقولون إنهم( يفعلون)ما يفعلون من واعز الإنفاق(من أحب ما يملكون)- الإبداع المهني.. وأفضل برنامج فى رمضان قدمته قناة عربية إهتمت بالإنفاق وبالمبادرات الإجتماعية(الفلتة)!..فكان البرنامج نفسه(فلتة) شغل الأسافير..تفاصيل وتفاصيل عن كرم رمضان سارت بها الركبان وشبكة الإنترنت..كل عام وأنتم بخير، وكرماء.
د.عبدالسلام محمد خير

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى