د.عبدالسلام محمد خير يكتب: رسائل من طرف أوكرانيا
رسائل من طرف أوكرانيا
د.عبدالسلام محمد خير يكتب:
النيران تحكي أين وصل العالم إنسانيا،فلعله يستحي!..إنها حرب ضد الأطفال!..جرى إنتزاعهم من بيوتهم الدافئة بلا ذنب،كما تفصح أم هاربة بطفلها وكما تنبىء بطاقات على السيارات الباحثة عن النجاة(هنا أطفال)!..من كان يصدق أن العالم الذي وحد وجدانه طفل مغربي ينسى بهذه السرعة؟!..كم من(ريان)تائهون فى أوربا يفترسهم البرد والمصير المجهول؟!.وضح أن الغفلة باقية،نتائجها كارثية يتعرض لها العالم كله!..الغرب بذل وعودا ويبحث عن خلف لرئيس صامد بين الأطلال يبشر مواطنيه بالعودة و(يتجه للسماء)..للحرب عدة رسائل،وزير خارجية روسيا يعلنها صراحة،إنهم يريدون أوكرانيا(محايدة صديقة)!..فهمنا أنهم يريدونها(حماية) للشرق من الغرب،مهما كلف الأمر!.
بعد الذى حدث لوطن بسبب موقعه(الحساس)أصبح كل شىء(مكلف) وارد!..ولا مناصرة إلا بقائمة من التنديد والعقوبات!..تجاه ذلك خرج علينا خبير سوداني يذكرنا بأن الحذر واجب،فإنه نفس العالم!..لقد أتى بنصيحة غالية فى حوار مبتكر مع إن الموضوع مكرر إستدعاه برنامج بقناة النيل الأزرق طاقمه شجاع يتحرى وبذكاء ما هو إستراتيجي فى(حديث الناس)..ضيف لماح أتي بمبرر لإعادة فتح ملف(سد النهضة)فى هذه(الآونة)فيعتبر ذلك من باب تجنب(الغفلة)!..فى الأمر أذان فى الوقت الصحيح،كل شىء وارد بعد الذى حدث لأوكرانيا!.
كأنه يقول لأهل السودان وبصراحتهم المخلصة(ابقوا عشرة على حاجاتكم)!..هكذا فهمنا..قطعا هو يقصد الإنتباه لما بين أيدينا-(الوطن)بموقعه وثرواته وتميزه،سيرة على كل لسان،بانتظار الأفعال..ما الذى هدد الأوطان الآمنة غير تربص الآخرين بتميزها؟!..رسالة إعلامية ناصحة،لعلها تصل وسط رسائل تعززها(النية الحسنة)ينقصها(الفعل الحاسم)..ما أعظم أن يكون لأهل السودان إعلام يذكرهم بوصفاتهم المجربة(ابقوا عشرة)..وعلى ماذا؟..على وطن واعد،محسود،نخبه مدعوة للحسم، لا شىء غير الحسم.
الكل بانتظار(تسوية حاسمة)!. هذه حرب بين الشرق والغرب وارد إنها عالمية ثالثة ظلت مبيتة ضلت طريقها إلى أوكرانيا،فهل يحسمها السلاح؟!..الحكمة تقول إن وجود القوة يغني عن إستخدامها..خرج رئيس دولة نامية نووية بزي المنقد(يقدل)أمام الكاميرا،يباهي بإلتزامهم جانب الحكمة ضالة الشرق!..فهمنا أنه بإمكان أي قائد واثق من شعبه أن يخيف دولة كبرى بقوة لا يضطر لإستخدامها..ألقى كلمة أمام جنوده قائلا بثقة مخيفة:(الزر النووي فى مكتبي سئمت من رؤيته دون تشغيله)!..يدوي هتاف،كأنهم فعلوها بلا زر وعادوا!..داهمنا أمل البحث عن طوق نجاة فى عالم مصيرة على شاشة(متربصة).
(للكون رب يحميه)..الخطر ماثل لكن مصائر الشعوب بيد خالقها..هناك من يستعصمون بالحكمة والقيم تجاه حرب طائشة.. يبدو أن الحرب ستنتهي قريبا لأنها(منكورة)..وأنها(توازن قوى)..و(مصالح مشتركة)..و(حاجة ماسة للتعامل بالقيم)..حوار القيم طابع مداولات المنظمة الدولية..إن المندوب الروسي يذكر أمريكا بسوابقها ويقول(من الصعب علينا منافستها فيما فعلت)!..ويتساءل(هل يحق لمن هذا ملفه قراءة دروس الإخلاق علينا)؟!..إنتهت الجلسة بتفوق(القيم)على(الفيتو)!..الأمين العام للأمم المتحدة ظهر يطمئن العالم بالرجوع لقيم السماء واستشهد بسورة(براءة)وقال إنها(أفضل وصفة لحماية اللاجئين فى تاريخ العالم)..وإنها(تنزلت على البشرية قبل قرون عديدة من صدور ميثاق الأمم المتحدة لرعاية اللاجئين1951)..فتح قوسا وقرأ بالإنجليزية الآية(وإن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون)وبين أنها(نموذج فريد للتساح والحماية وعدم التمييز بين المؤمنين وغير المؤمنين)..هكذا،المنظمة الدولية مرجعيتها كتاب الله(إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم)سورة التكوير.
هذه(طمأنة) بمرجعية إلاهية تمسح على الجراح،وتحفز للتعلم من خالق البشر كيف ندير البشر..تترى الآيات محفزة للبحث عن الجديد الشافي(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)الإسراء،و(فوق كل ذي علم عليم)يوسف..أهل العلم ببواطن الكون ينشطون الآن بكل اللغات والمرجعيات القيمية والعلمية،كما نلاحظ فى وسائل التواصل..عالمنا دكتور أنور أحمد عثمان بالتلفزيون يطمئننا(علميا)بأن الكون فى رعاية الله،ناهيك عن الأرض فهي(ولا حاجة)!-كما قال..نظرته(كونية)ويستأنس بجيل مفتون بعلوم العصر يسامرون الناس بأشواق الطاقة الشمسية وبستنة(أرضنا)بشمسنا!..قلت له إن البلد فى حاجة لمن يخططون عن(سعة أفق)ويستثمرون فى مواردنا،ثم حرضته ليعجل بالنتائج،لكن عذره أنه مقيد بآخرين- ينظرون تحت أقدامهم!..هو منذ السبعينات يقاتل من أجل(التصالح)مع الكون،وأعلن عن زيارة للمريخ مستكشفا!. تذكرت أنه أحد أقطاب معهد أبحاث الفضاء فسألته كيف يرى أوكرانيا وهي قيد إنفعالات تستفز المفاعلات فى محبسها؟!.إنه غير قلق على مصير الأرض..يردد(هذا أمر الله).
سبحان الله..عدة رسائل تذكرنا بأن للكون رب يحميه،تبارك وتعالى،لنمضي فيما يلينا،العمل الصالح..إن طاعة الله تنير الطريق لنحسن العمل فننجوا(تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدير الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)سورة تبارك..هي رسالة ليمضى البشر فيما يقوي إيمانهم بالله..هذه الحرب بعد(كورونا)بمثابة إنذار آخر..فمتى الإستغفار والإذعان لإرادة الخالق لتتعافى الحياة؟..العالم يتوحد تجاه إستهجان حرب يدفع ثمنها الأبرياء حيث تتكدس جموع اللاجئين الجدد،بإنتظار التنقيب عن قيم العالم المنقذة من بين الأطلال،التعايش والتراحم والسمو فوق العصبيات والألوان..تكشف هذا(التنقيب) فى حوار بين رئيسين على طرفي النزاع حسمته مسألة القيم(أنتم من أبحتم كذا وكذا)!..وتسجيل لروسي متخصص فى دراسات الأديان يفجر مفاجأة:(نحن وأوربا سننتهي قريبا)!..يذكر أدلة منها البعد عن الدين(إنهم يحبون الراحة،يذهبون للحفلات بدلا من الكنائس)..كأنه يراهن(النهاية فى التخلى عن قيم الدين)..يضيف(سينتشر الإسلام،فالمسلمون يتكاثرون،ويحبون الأطفال،وهم الآن يملأون الساحات فى الأعياد.)!.يعيد القول(البقاء للمتمسكين بقيمهم)!.
رسائل(القيم المنقذة للحياة) تتناثر على أطراف أوكرانيا..حتما ستشكل القادم على يد من يخططون لبدايات مختلفة لعالم هاجسه الأمان والتعايش وإعتبار(الإنسان)خليفة لله فى أرضه..كفى رسالة من هذا كله أن(نرجع للسماء)..نخطط للبقاء لا للفناء،نصلح لا نضر..كم هو رائع أن يقترن التخطيط للبدايات(بنية مخلصة)..عن يقين بأن للكون رب يحميه..وله الحمد.
د.عبدالسلام محمد خير