د.عبدالسلام محمد خير يكتب : بالأدراج كم من مبادرات.. والآن (إقران القول بالعمل)

د.عبدالسلام محمد خير يكتب: بالأدراج كم من مبادرات.. والآن (إقران القول بالعمل)
فى أجواء شعبان،وكل عام وأنتم بخير،تتجلى عظمة(رصد الأعمال)إهتداء بسنته صلى الله عليه وسلم ومرضاة للخالق وتسامحا مع خلقه،وله الحمد..ليلة تفردت ببركات ليلتين،الجمعة والنصف من شعبان،لتسطع الأرجاء..بشريات فى التسامح والإحسان والعمل الصالح وقبول الدعاء..أفاض(بروف)حميم التواصل يتصدر مواقع الدعوة لله،فلعله بحكم موقعه يمضي ليبتدر مبادرة تشكل(مبادرة المبادرات)تعزز(عمليا)مسار الخطاب العام وتشيع(ثقافة العمل بما قيل)وتجسد فضائل المروءة واليد العليا،سلوكا يمشي بين الناس..كلام كثير تفيض به وسائط تعددت وتميزت بتفاعلها مع الجمهور،فماذا غير تجسيد(ما قيل)(عمليا) لينصلح الحال؟!.
الأمر باهريستدعي وقفة، فهذا تحديدا ما تحتاجه البلاد الآن(خطاب عمل) يتعهده الناس جميعا والحكومة فى مواجهة كلام كثير مكرر لا يقابله عمل مواكب،والدليل هذه المبادرات وهذه المشاكل وهذا الجمود..تكشف الأخبار أن خطاب العمل هذا كهاجس أصبح يتسلل لمواقع الأداء العام ولمكمن المشاكل،فينبغي تشجيعه وتعزيزه ليصبح(حالة عامة)..فى الأخبار مسؤول بولاية الخرطوم يقبل التحدي أمام الجماهير:(نحن هنا ليس لنقول وإنما لنفعل)!..وقال مثلها والي القضارف لجماهير منطقة نائية(أمس حلمنا بالمياه والآن أصبحت حقيقة)!..وأضاف أمام الكاميرا:(أي حلم تحلمونه سيصبح حقيقة مادمنا نلاحقه بالعمل)!..فى سائر الولايات(المشهد العملي)هو الغالب،دليله(الرؤية)المجردة للإنجاز وقرارات عملية وقوفا أمام الجماهير، كما تحكي الكاميرا.
فكأنما الدعوة وصلت..داعية إستخلص من شعبان فضيلة العمل كأصل فى العبادة فأطلق مبادرة(إقران القول بالعمل)من وحي الهدي النبوي المتداول بعشم وترقب لنتائج تفيض خيرا على الكافة، فقط لو أننا نقدم القدوة ونتحلى باليقين..ماذا لو أن كل المساجد وكل وسائل الإعلام وكل المنصات تناولت ذات النداء(إقران القول بالعمل)كخطاب عام غايته تجفيف منابع الكلام المكرر بلا نتيجة؟..نداء للكل،يعززه إعلام دعوي مؤسس على(مرجعية)و(مصداقية)و(بالتى هي أحسن)..الإعلام الدعوي أمضى فى التذكرة بمغبة(يقولون ما لا يفعلون)- الشعراء،ضمن مهددات الخطاب العام لوجدان أمة تصنف بأنها(خير أمة أخرجت للناس)- آل عمرن..إن ما نهض به الاعلام الدعوي تجاه(اللهم علمنا ما ينفعنا)يؤهله لدور أعظم نحو(وانفعنا بما علمتنا)..ومن وطدوا لمنهجه الوسطي ينتسبون لكامل المجتمع بقيمه وهم عنوان لما هو مرجو التباري فيه بنية الإضافة بشكل(عملي) لسباق الدعوة إلى الله،بإذن الله.
فلتكن وقفة..تفقدا لمسار الإعلام نحو دور(عملي)أساسه (القدوة)المحفزة لإقران(القول بالعمل)عبر مؤسسات الثقافة والاعلام والدعوة والفقه،والمنابر الصادحة بتوسلات الإفئدة المتجهة صوب السماء(اللهم أصلح الحال)..وهناك الجامعات وباحثون تثري دراساتهم وسائط التواصل الإجتماعي..صادفت تغريدا فى ذات الفلك من زاوية(البناء الفكري والروحي والنفسي السليم كقاعدة مركزية للتغيير)..وهي دراسة لخبير الإتصال،دكتور عبدالمولى موسى، ترى أننا عندما نحسن البناء الداخلي،فالله سبحانه وتعالى يحسن البناء الخارجي(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)- الرعد..تنتهي الدراسة للقول:(البناء الداخلي السليم هو الذى يقود إلى النجاحات الخارجية والتى تتمثل فى الجوانب الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والأمنية..بغير ذلك سوف نحصد السراب،فالشكوى من الغلاء بدون فعل إيجابي لتغيير البناء الداخلي لن تفيد صاحبها إلا خبالا(كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وماهو ببالغه)-الرعد. عاقبة القول بلا عمل وخيمة حذر منها المولى عز وجل(كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)-الصف..هذه مرجعية للكون كله الآن(إفعل ما تقول)وقد إستنجد بها خبراء الجودة، ونجدها على جدران الوزارات والهيئات،فهل هم به يعملون؟.
الأمر يحتاج لورشة تنظمها جهة معنية..نحن أمام خطاب متعدد المداخل،قيمي فكري إداري..منظومة ثلاثية بالإمكان أن يتبناها المجتمع والدولة كإستراتيجية- كهاجس،العمل العمل..فى الإمر محفزات تنير الطريق أمضاها الطاعة(وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)-التوبة، خطاب رباني تحفيزي للكافة،ولأهل المبادرات خاصة ليجني الناس الثمار وهم يرددون(اللهم أصلح الحال)..هي دعوة للإستعصام بالله وعمل الخير والإصلاح جبلت عليها المنابر ووسائل الإعلام،وكلاهما يبشر بدور مؤثر تجاه إثارة الإهتمام بقيم العمل(الناجية)مما يشكو منه الناس..هناك تاثير بالغ لمنابر الجمعة تجاه(إقران القول بالعمل)..كذلك(الاعلام الدعوي)عبر الإذاعات والقنوات والصحافة وقد اتسعت مشاركة العلماء ورموز التصوف والباحثون فى أسرار الخلق ونظام الكون..يتزايد المتابعون،خاصة فى أوساط الأسرة والشباب والطلاب وجمهور شغوف بالمعرفة بأسرار القرآن الكريم والسيرة النبوية المطهرة والفقه والتجديد والدعوة للعمل بإلحاح.
إنداحت الرسائل الإعلامية الدعوية تحفز للمزيد من الإهتمام بها كمداخل لإشاعة مفاهيم حديثة أصلها ثابت فى المجتمع،التعايش،حسن المعاملة،أدب التنازلات،الإنفاق،التكافل،العمل الصالح،التفقه فى الدين..المنتظر أن ينعكس ذلك على روح الخطاب العام وممارسات الناس وميولهم وإشاعة الفضائل وقبول الآخر وتحريك الحلول لمشاكل المجتمع وتهيئة الأسباب ليصبح(إقران القول بالعمل)سلوكا،يلازم كل مبادرة وخطة،يعززها شعار مشترك على الشفاه والأمكنة والأفئدة(إذا أراد الله بقوم سوء منحهم الجدل ومنعهم العمل)- قول مأثور لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب.. حمى الله البلاد من كل جدل لا يقترن بعمل،والله المستعان.
د.عبدالسلام محمد خير