مقالات

د.عبدالسلام محمد خير يكتب: البلد البلد.. وأقبل العيد 

د.عبدالسلام محمد خير يكتب: البلد البلد.. وأقبل العيد

كل عام وأنتم (مُعَيدين في بيوتكم)..فالخبر الآن أن المطار فتح بطائرة الرئيس.. الحمد لله.. يقولون إن الحرب مع زوالها جعلت فرحة الناس قريبة.. بإمكانك أن تتفاءل بمن لمس خاطرك بهاجس العودة وأتحفك بدعاء مدخر لك لتعود لبيتك المشتاق إليك مرددا(اللهم أصلح

حال البلاد)..كل من تلاقي بها يصدحون طوال رمضان ثم أقبل العيد والمطار فتح، والحمد لله.رمضان أسلم الناس للعيد (مُسَلًحين بالدعاء).. يدعون للبلد جماعيا..خطاب عام يتجلى روحيا، يضمد الجراح، ويضخ البشرى..( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ)..خبراء علم النفس ينادون بتضميد

الانفس الجريحة أولا، ليستجاب دعاءها..فالنزعات المادية كانت هناك والحرب تختمر، و(إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم)..الانفس يلازمها الآن نداء على كل لسان (الحمد لله)..دليل يقين وأوبة ودعوة للتبصر فى أفق أرحب يوحدهم وجدانا وصفا وخطابا عاما معافى يتراءى مع خواتيم شهر مبارك ومطلع عيد سعيد.. طابعه البشرى.

*0.. مساجد للإستبشار بالدعاء جماعة:*
كيف أمسيت يا مسجد أبو بكر الصديق ببحري حين حلت تراويح هذه المرة؟..ماذا جرى لحديقتك وأنوارك ومآذنك ولجنة تسييرك؟..أسرار الزمان والمكان تتجلى لدى التلاقي في صلاة التراويح..الأمر محبب، يثير

الذكريات..تواصل وتراحم وتلاوة جهيرة ودعاء جماعي شارح للصدور..هكذا ألفها الناس على شاشة التلفزيون منقولة على الهواء لأول مرة من هذا المسجد بصوت الشيخ عبدالقادر الفادني ومن بعده مسجد سيدة سنهوري بالخرطوم بصوت شيخ الزين..ماذا فعلت الأحداث اللئيمة بهذا الإرث المجيد للمساجد حفظها الله وأعز اهلها

وضاعف روادها؟..الدعاء الجماعي طابع المساجد في رمضان وتجاه الشدائد..يتجلى الأمر لدى تأمل الحشود العالمية العابدة بالحرم المكي زاده الله حفظا وتشريفا..الكل يتفاعل وينفعل مع دعاء الشيخ السديس، ولدى مسجد المدينة المنورة لساكنها الصلاة والسلام،

فتحتشد طمانينة بصوت الشيخ الحذيفي.. جماعية الدعاء والعالم حاضر تهز الدواخل تبشر الخلق وتثير الخواطر- ماذا لو بقى اهل القبلة كحالهم لحظة دعائهم الجماعي هذا،في الحرمين وفى العيدين، وعلى امتداد المعمورة.. على قلب رجل واحد؟.

*0.. وتجليات(ناس الموبايل):*
الآن الروحانيات لسان حال(ناس الموبايل)..جاءني الآن عبر جوالي ما يلي(أنت مسلم أنت داعية)!..أنظر في جوالك.. كم من قروبات يتصدرها الدعاء من أناس كنت تعتبرهم(عاديين)!..إنهم يتمنون لك الخير كل صباح ببطاقات وردية خلابة، وتذكرك بفضل الجمعة، سورة

الكهف، تبارك،خواتيم سورة البقرة، الإستغفار، والصلاة والسلام على رسول الله.. يرجعون بك لأمهات المراجع ، يذكرونك بسنن وأحكام ليلة العيد ويومه، وبما يصلح الحال، سامح (وخيركم من بدا).. (جبر الخاطر)،(جدد وضوءك)، (قيام الليل)، (الإنفاق)، (الدعاء عن ظهر الغيب)، برالوالدين، وقت الدعاء، دلائل إستجابة

الدعاء..وأسرار القرآن الكريم على الموبايل.. تلاوة جماعية (أون لاين) لنصرة البلد وجيشها.. بسط السيرة النبوية مقترنة بحاجة الناس، مستعصمة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وبارك وأنعم..بإمكان الكل أن يبتهل من جواله.. الإعلام رائد في هذا المجال منذ زمن الشيخ عوض عمر،الشيخ عوض الله صالح، الشيخ سيف الدين

أبو العزايم، الشيخ محمد أحمد حسن، مهندس الصافي جعفر- رحمهم الله، أجيال متعاقبة أكرمهم الله بالعلم، ضمهم كتاب، قدم له بروفسور محمد عثمان صالح رهين الطبع، بإذن الله..وكتاب عن البرامج الدعوية ومقدميها،الأن بين يدي الأستاذ الشيخ أسامة سليمان للمراجعة،وفقه الله.

*0.. العيد.. و(قَشرَة) ما بعد الحرب:*
خواتيم الدعاء توحد المشارب (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)- سورة البقرة..وهناك أدعية تلازمنا كذكرياتنا.. سمعت باكرا المذيع على شمو فى ابتهالات رمضان (اللهم جملني بالعافية وزيني بالتقوى)..ذكرته بها أمس، فشعرت إنه يهاتفني بذات النبرة باركها الله (وليه ما تذاع الآن؟!)..تذكرت الأستاذ

إبراهيم البزعي، المدير العام للإذاعة والتلفزيون، وحال المكتبة، وسألت الله العافية لإبن الإذاعة البار أسامة حسن شريف، وكنا ندخره لمثل هذه الوصايا.. شغلني البزعي بظهوره على الشاشة..سهرة أشبه بمؤتمر ثقافي(زمان)..طلة (مخدومة)ثقافيا،إعدادا وتقديما، وديباجة متقنة مكتوبة بنفس ثقافي معتق فتذكرنا المؤتمرات الثقافية التى أشاعت فكرة (ما هو دائري لا

يستثني أحدا).. إنها حاجة البلد بعد الحرب..سرحت معه إلى مداولات شهيرة في(التمكين الثقافي) وعبارات من قبيل (إستعراض العضلات الثقافية)!..يبدو أن البزعي من أنصارهذا (التمكين) وهذه العضلات كمدخل إلى (أيدولوجية ثقافية)هي الأقرب لمزاج (الهوية السودانية) الجامعة (الحلم).. ولربما بادر بتبني الدعوة لمؤتمر ثقافي

يسترد عافية (الدوائر المستديرة) في البلد بعد الحرب.. بزعي قليل الإفصاح لكنه يجيده (عند اللزوم).. قلت له إن ذلك من خصائص القيادة، في علم الإدارة الحديث يقولون إن القائد يختزن..أي(ما أفطح)!..فلقد حدث فى آخر مؤتمر للهيئة، قبل الحرب، أنه تجلى وهو يقدم البروفسور على شمو بقوله إنه (قَشرَة مَرقتنا)!..رمز

إعلامي مدخر للمناسبات (قشيبة الأزياء) منذ يوم رفع العلم على سارية هذا القصر الأسطورة الآن، له المجد..إني ما صادفت مثلها بلاغة على كثرة ما سمعت من أوصاف تفرد بها بروفسور على شمو، وبه ضاقت ولله الحمد.. فما أروعها (طلة) و(نحن مارقين) للعيد (قاشرين) نردد (اللهم جملنا بالعافية وزينا بالتقوى)..اللهم احفظ بلادنا واكرم شهداءها وانصر جندنا فالعهد بهم أنهم أقوى من عصر الإستقلال (وأقوى الجند جندينا).

(القَشرة) ثقافة سودانية..عنوان لما بعد الحرب – جديد، مهيب، عزة بلد وأهل..عطاء غير مسبوق..تحية من على البعد وتهنئة بالعيد لأستاذنا على شمو، الحاضر دائما..فهو وإن هاجر مضطرا مع غيره وجدناه مشغولا بالبلد وإعلامه ودراسات بنيه، ليتحفنا بفضل هذا الدعاء والدنيا عيد ومطلع سلام زاده (العافية.. والتقوي)..بهما تنبري العزائم، تنتصر البلاد وتمضي، بإذن الله.

*0..أنت في العيد..أنت في البال:*
في هذه الأجواء ستصادف من يسامرك في الدين لتنوي خيرا وتسدى معروفا وتحمد الله وأنت ماشي..هناك من يترجى(ضموني في دعائكم فإني أحبكم في الله وأحب مجاورتكم في الجنة)..سبحان الله.. وفى (ليلة 27)

وصلتني باقات من دعاء فيما يؤمل الناس فيه وهم يسألون الله جل وعلا بعد (العافية) و(اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا)..وهذه عينة من باقة (اللهم أحسن فيمن أحسن إلينا، دعا لنا بظهر الغيب، أدخل السرور على قلوبنا، وقف معنا في شدتنا، سامحنا،أحسن الظن بنا)..اللهم آمين..وكل عام وأنتم بخير، تحسنون صنع الخير.

*د.عبدالسلام محمد خير*

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى