د.عبدالسلام محمد خير يكتب:التغيير يتلاحق والزمن يستعصي.. فمن للمعاشيين وأسرهم؟!

د.عبدالسلام محمد خير يكتب:التغيير يتلاحق والزمن يستعصي.. فمن للمعاشيين وأسرهم؟!
الدنيا تتغير،وكذلك الزمن والأنفس..نحتاج لمن يذكرنا بذلك فنحن مشغولون عن ما يوقظنا لندرك ما ينتظرنا،الأسرة والمجتمع والدولة ذاتها!..أوقل نحن نعاند أنفسنا!..بدليل ما هو شاخص الآن، فقديما قيل(التسوي بى إيدك يغلب أجاويدك)!..غالبا ما نجد لأنفسنا العذر فيما أضر بنا والزمن يتغير!..كأننا جبلنا على(لاحقين شنو؟!)منذ أيام(نبني فتهدمها الرياح..فلا نضج ولا نثور)!..براءة زايدة،وإحساس غارق فى رومانسية اللحظة..مع ذلك،المفاجأة واردة!..فلقد تكشف أنه لا يستهان بالنتائج ما دامت(النوايا)مخلصة..إنه ذات الجيل الذى قال عنه شاعره(إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلا بد أن يستجيب القدر)..عاشوا حياتهم بنوايا مخلصة حتى رأوا ما اشتهته القصائد يتحقق،بل يؤجج نوازع الصمود فى أجيال قادمة ترث جيل شهرته(حصريا)أنه ملهم(التحرر الوطني)..يا للبهاء!..لاداعي لأحكام مطلقة بشأن نوايا الآخرين، فسر البركة فى زمان الناس وارد،وهو متصل بالإخلاص فى العمل، وبالرزق الكفاحي، وبالعمل الصالح..سر ذلك كله عند الله تعالى..تظل الإيمانيات هي الغلابة والناس تلاحقها الأزمات، بارك الله فى أوقاتنا ونوايانا وأعمالنا..فلنرفع الهمم والأكف ونتوكل.
هناك ما يجبر الخاطر..أن نتجاوز مرارة الشكوى بفعل نتحرى فيه إلهام الأزمات ..صدمت بشكوى ممن فقد وظيفة هي مصدر رزق أسرته..كنت أعلم بتميزه،فدعوته لنحمد الله على ما قدم للمهنة وللبلد، لأذكره بأن المجال مفتوح فهناك دول جعلت المؤسسات أولى بخبرات متقاعديها المتميزين،لا الأسواق والبيوت..هذه(حالة)لجدل قديم يتجدد بانتظار أذن صاغية..إن وضع(الصحفي)يختلف من حيث التعاقد ونظم إدارة الصحف..لقد وجد نفسه بعيدا،قيد البيت المؤجر والذكريات الجميلة والمجد الذى كان..لاعزاء لمهنة بلا ضمانات،فمن يعالج مسألة الحقوق الآجلة للعاملين؟..النتيجة ماثلة،مآلات محبطة بانتظار معالجات حاسمة، تنهي تعسف الهياكل والرقمنة وغيرها،وتنصف من أفنوا العمر عطاء للبلد.
(هل إنتهى عصرنا لنعيش على هامش حياة أخرى مع من لا نعرفهم)؟!.أقوال مأثورة لمعاشي، فكأنها موعظة تستدعي الإحساس بالزمن وبمهن يفاخر بها من أصبحوا مشفقين على مستقبلها فى خاتمة مطاف مجدهم المهني ليواجهوا(حياة أخرى يعيشون على هامشها)-كما ورد!..هناك متغيرات..تباعد،أسر ممتدة تتراجع،المناهج على الورق..التغيير يلاحق الكل،فى العمل،البيت،السوق،العملة،المعاملات،والموبايل..فمن للمعاشيين؟!..الدعوة هي لمحاولة فهم الزمن وعدم معاندته،بل الإستثمار فيه، بدلا من الشكوى منه أخيرا على باب المعاش.
كيف يعيش المعاشيون والمشاكل تتعقد بمرور الزمن؟..من يحميهم وأسرهم مما أربك الحياة التى ألفوها آمنة؟..المنتظر حلول حاسمة من عدة أطراف،إتحادهم أعانه الله، ،الصندوق،العاملين والمهنيين، مؤسسات الدولة والوزارات المختصة بالتشريعات والقرارات لتطوير المهن ومراجعة الوضع الوظيفى للعاملين ومعاشهم بما يواكب متغيرات السوق ومآلات العملة،وتحريك الحقوق الآجلة وإنصاف الأسرة لدى فقد الوظيفة..تحرك هذه الأطراف معا كفيل بحلول تسعف الحال وتواكب العصر..علماء الإدارة يقولون لابديل للتغيير إلا التغيير(بمحفزاته)..تشرئب الأعناق نحو التغيير الأفضل بالفرص المتاحة..فى دول أخري أصبح العاملون ينتظرون قرار(الإحالة للمعاش)بفارغ الصبر!..فكم من مزايا فى إنتظارهم!..المسؤولون ألا يسافرون ويطلعون على تجارب غيرهم؟!.إن النظام المعاشى متصل بهيبة الدولة ومستقبلها،بل هو عنوان إستقرارها وتحضرها.
العاملون فى الخدمة أولى بابتدار التحرك نحو مشاكل ما بعد الخدمة،فالقلم بأيديهم..هناك حراك مطلبي يمكن الإستثمار فيه بتحريك إنفعال صاحب القرار لإنصاف المعاشيين،فهو أقرب للإحساس بهم،والدور ينتظره ليعاني مثل ما عانوا،لا قدر الله،إن بقي الأمر كما هو بعيدا عن متخذ القرار..بعيدا عن الإعلام..قريبا من النسيان..للصحافة والإعلام دور تجاه تحريك ملف المعاشيين وصندوقهم..هناك فرصة لسبق صحفي وللإنفراد بمعلومات مثيرة حول المسكوت عنه،بلا قصد،ومنه مكاسب العاملين الكامنة فى أموالهم التى تم إستقطاعها من مرتباتهم،ومنه إزالة الفوارق بين معاشات المؤسسات والوحدات،ومعالجة القوانين التى تضر بأسرة المعاشي بحجج من قبيل(الترقية الأخيرة لا تعتمد لدى تقدير المعاش)!..لماذا؟!.
وجود صندوق للمعاشات إنجاز متقدم للدولة، يهزمه الصمت..هلا خرج وجدد الآمال فى إستثمارات سخية تسعف حال من لزم داره بعد أن أعطى ما استبقى شيئا،بورك فيه؟..إن أموال المعاشيين المدخرة عبر السنين وبأعلا العملات تشكل ضمانات لمشروعات سكنية وأخرى مدرة للدخل محفزة لحياة أفضل لمن أعطوا البلاد أعمارهم وخير ما أودع الله فيهم من ملهمات الكفاءة والتميز..الصندوق مجهول المدى ماليا كما ورد فى وقفة إحتجاجية صنفته رديفا للبنك المركزي،وذكرتنا بعهد(الصلحي)أكرمه الله، يوم كانت سيرة المعاشات على كل لسان،فكل البيت فى كنف معاشي،بورك فيه..بالإمكان إعلاميا أن تتصدر قضاياهم المشهد، بأخبار عن مراجعة القوانين وتحسين الأوضاع وإستثمارات الصندوق لصالح الأسر ومجتمع العاملين نحو رفاهية مستحقة بعرق السنين،تؤمنهم من عواقب التضخم وتراجع الزمن الأليف والأسرة الممتدة وتواصل الزملاء والبيت الملك(الماهو عرية).
من للمعشيين وأسرهم؟..(الله)..يهتف الجميع من دواخلهم!!..إن من خدموا وطنهم بتجرد جعلوا صفوة القول فى كسب المهنة(الحمد لله)..نعم على نعمة الزمن،وعاء حياة غايتها(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)-الذاريات..بالحمد نستزيد فنرضى(لئن شكرتم لأزيدنكم)-إبراهيم..إن الحياة تكفل بها الخالق(أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)..وبالعمل الصالح تستطيب..أفاض فى ذلك القرآن الكريم(من عمل صالحا من ذكر أوأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)-النحل..فليتعاظم التناصح فيما يسعف الحال(صدقة جارية،علم ينتفع به،ولد صالح يدعو له)- الحديث،رواه مسلم،وصلى الله على سيد الخلق المبعوث رحمة للعالمين.
د.عبدالسلام محمد خير