د. خالد أحمد الحاج يكتب : يوم تبيض وجوه
تحبير
د. خالد أحمد الحاج
يوم تبيض وجوه
× كل أنظار المسلمين في هذه الأيام تتجه نحو الأراضي المقدسة، أطيب بقاع الأرض التي خصها المولى عز وجل بما لم يخص به سواها، أرض الحجاز التي شرفت بنزول الوحي، واختتم الله تعالى رسالاته إلى خلقه بدين الوسطية والاعتدال والرحمة دين الإسلام العظيم الذي بها كان متنزله.
× في هذه الأيام الطيبة المباركة تتجه الأنظار نحو مكة وما حولها، وحجاج بيت الله الحرام قد استعدوا لأداء مناسك الحج في أعظم موقف يمكن أن يسجله التاريخ لعابد متبتل، في أشرف بقعة خصها الله تعالى بأن شهدت ميلاد سيد ولد آدم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي المكي.
× مهما حاولنا أن نكتب، ومهما اجتهدنا فإننا لا نفي نبينا الأمين حقه، وليس لنا إلا أن نقول، ونشهد بأنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين من ربه تعالى.
× ونقر بأنه تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، ويكفي أن ما دعا له سيد المرسلين هو تمام الدين، وكمال الأخلاق الإنسانية،مصداقا لذلك:(بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، إنه النعمة المهداة، والسراج المنير، ونور الله الأبلج.
× سنظل مع هذه المناسبة المباركة نجتر خطبته العصماء في حجة الوداع، وما تضمنته من رسائل ما أحوجنا إليها اليوم، ونحن نعيش ضياعا وتيها وبعدا عن ديننا الحنيف، سائلين العلي القدير أن يجمعنا على ما يحب ويرضى، وأن يجمع شتات فرقتنا في ملتقى فيه صلاح حالنا وفلاحنا.
× العالم الإسلامي أمام تحد كبير، وحملة شرسة من أعدائه، ما يتوجب أن يتعاملوا مع الموقف بالتي هي أحسن، بيد أننا نقول: رغما عن المكر السيء، إلا أن أمتنا في مأمن من ذلك ما دامت على الجادة.
× ما يجعلنا على ثقة تامة من ذلك أن ديننا الحنيف، ورسالتنا الخالدة هي التي ختم الله تعالى بها الرسالات، وتكفل بحفظ القرآن العظيم من كافة أشكال التحريف، فأي رحمة وأي نعمة هذه التي نحن فيها.
× (كنتم خير أمة أخرجت للناس)، من من الأمم والخلائق اختصهم رب العزة بهذه الصفة، من غيرنا أمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه وآله الطيبين الطاهرين وسائر المؤمنين ؟
× من حكمته العظيمة أن قرن فريضة الحج بالاستطاعة، فكم من مسلم تمنى أن يحج بيت الله الحرام، ولم يوفق إما لعدم قدرة في المال أو في البدن أو ما إلى ذلك من الأسباب، رحمة المولى عز وجل قد وسعت كل شيء.
× نحن في أيام مباركة، الفضل فيها عظيم، وثوابها مضاعف، لمن أراد أن يكون من المرحومين، والأبواب مفتحة أمام المؤمنين يدعون بما شاءوا لهم ولأهلهم ومعارفهم، والناس أجمعين، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر.
× نسأل الله تعالى أن يبلغ الحجاج المقاصد، بالتيسير والرضا والقبول، على أن يصبروا على مشقة التنقل بين المناسك، وأن يلتزموا جانب التلبية في غير أوقات الصلاة والترويح، وأن يتحروا ما كان عليه نبي الرحمة والهدى.
× اللهم إنا نسألك أن تجمعنا بخير خلقك شفيعا يوم تزل الأقدام، وان تديم على أمة الإسلام الخير الذي به بعثت سيد الأنام صلى الله عليه وآله وسلم.
× كيف لا تفرح الأمة الإسلامية بهذه النسك المباركة، وقد حالت ظروف جائحة كورونا عن حج من هم خارج أرض الحجاز منذ ظهور هذا الداء، وبفضل الفاتح لما أغلق فتحت أبواب مكة والمدينة وكافة المقدسات لحجاج بيته الحرام، مثلما تفضل بفتح أبواب السماء والأرض على المؤمنين بالخير منذ أن خلق الخليقة.
× اللهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا، ونظرا إلى وجهك الكريم يوم تبيض وجوه.