د.خالد أحمد الحاج يكتب : متفق عليها
تحبير
د.خالد أحمد الحاج يكتب : متفق عليها
* بطبيعة الحال أن البشر لا يتفقون على كل شيء، وهذا جزء من طبائعهم وتكوينهم، إن كان الأمر متعلقا بالسلوك، أو مرتبط بالمعاملات، بيد أن هنالك جملة من الجوامع
المسلم بها والتي تجعل القواسم المشتركة سيدة الموقف فيما يثار حوله النقاش، وهذا مربط الفرس في هذا التناول، ربما تكفي هذه المساحة ليكون الموضوع وافيا،
وربما يحتاج إلى التناول بشكل آخر، قد يسأل أحد القراء عن سر اختياري للعنوان أعلاه، وإلى أي مدى يمكن أن يكون ذلك موضوعيا ؟ فليس لي إلا أن أترك للقارئ الحصيف الحكم على ذلك، وفق ما يراه صوابا، وما يعتقد به.
* سيادة حكم القانون وعدم الإفلات من العقاب واحدة من المبادئ القانونية المسلم بها، شريطة أن تكون الحاكمية لسلطة قضائية نافذة ومستقلة، تفضل في القضايا بشفافية تامة، وحيدة تجعلها تتكئ على عصا
الحقيقة المجردة لا سواها، وتعمل على احترام كافة الأوساط للقانون والاحتكام له مهما كان حجم الجرم المترتب على الفعل الذي يوحي بجريمة تستحق العقاب، وهذا يتطلب أن تكون الثقافة القانونية مشاعة، وأن
المواطن على وعي تام بما يمكن أن يترتب على أي تصرف يبدر منه، إن انتهك القانون، وظن أن ذكاءه الحاد، وعبقريته ستجعله بمنأى من العقوبة والإفلات من المساءلة.
* حاكمية القانون، وسلطة إشاعة الأمن والطمأنينة وجهان لعملة واحدة، الغرض منهما فرض هيبة الدولة التي يحكمها القانون، متى ما ضعفت وتضعضعت هذه
السلطة شاعت الفوضى، سادت في المجتمع أفعال العنف، وحل محل الاستقرار الاضطراب، بهذه العبارات أختتم هذه الجزئية.
* وعي المواطن بحقوقه والواجبات التي ينبغي أن تطوق عنقه في إطار إحقاق الحق، والتعاطي مع الواقع بما يجعل الأفعال تتكئ على هدى من وعي، وانضباط في
التصرف، الحقوق والواجبات مبادئ بينها المشرع لكي لا يلتبس على العامة الأمر، ولا يشكل عليهم سندان حق، بمطرقة واجب، وهو وعي متقدم يرسخ لثقافة مطلوب رسوخها في ظل اختلاط حابل المفاهيم التي تحتمل
التأويل، بنابل شد الأذهان بموضوعات تصرف الفرد عما يجب أن يتمسك به، ويلتزمه، باعتقادي أن هذه الفرضية مطلوبة، وكلنا بحاجة بأن نقف عندها متأملين.
* إثارة النعرات الإثنية والعرقية واحدة من الآفات التي ابتليت بها شعوب العالم الثالث، فبدلا من أن تقوم هذه الشعوب بتقوية عوامل الوحدة والتماسك المجتمعي، وإشاعة مبدأ التوافق بينها، أضحت الإثنية والشعوبوية
الضيفة فزاعة لكي تنقلب الأمور رأسا على عقب، ويسود التنافر في الأوساط الاجتماعية، لذا لابد أن يظهر دور الرموز الاجتماعية في (لملمة) أطراف الخلاف، وسحب البساط من تحت أقدام الفتنة، باعتبارها نائمة، ورب العزة
تبارك وتعالى من علياء سماواته لعن من أيقظها، والفتنة كما معلوم باب من أبواب الشيطان وهوى النفس، إن كانت أمارة بالسوء.
* إشاعة الإحباط واليأس في الأوساط الاجتماعية نار تأكل في الهشيم ووبال عواقبه وخيم، من نوافل القول أن نقول الإشاعة والأخبار الكاذبة واستغلال بساطة الناس لأجل أن ينهدم البناء على من تحته فعل منكر وجريمة
إنسانية يحاكم عليها القانون إن ثبت على المدان أو المتهم سبق الإصرار على إشاعة هذه الروح وسط المواطنين ليوهن هزيمتهم، ويفت عضد بناعاتهم، ألا يستحق هذا الموضوع أن يكون من ضمن المسلمات المتفق عليها؟
* العمل على خراب العقول بمغيبات العقل والإيهام بأنها سبب لاكتساب عبقرية ونبوغ متأخر مع علم الطرف الآخر بأن هذا محض إدعاء باطل وأن اكتساب الموهبة والتفوق على الأقران ومواجهة صعاب الحياة مسائل لا تعززها
معاقرة الخمرة ولا إدمان المخدرات، لذلك لابد أن ندحض بالحجة والممنطق السليم الترهات، لابد من جرعات وعي كاملة الدسم تقي من مثل هذه الأفكار المسمومة ليذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس.
* إن اتفقنا على أن ما تمت إثارته من موضوعات في عمود اليوم، فعلينا أن نحزم أمرنا على وضع لكل ما يمكن أن يكون وبالا على مجتمعنا، وليكن موثقنا أن نجمع على وضع حد لكل ما يمكن أن ينقص علينا، ولتكن حجتنا في ذلك إعمال مبدأ المنطق السليم والحجة الداحضة.