مقالات

د. خالد أحمد الحاج يكتب : ما يمكن توقعه

تحبير
د. خالد أحمد الحاج
ما يمكن توقعه

ببداية الحوار المباشر بين قوى الداخل الذي تقرر له أن يبدأ هذا الأسبوع يتضح أن المجتمع الدولي عازم على إنجاز المهمة التي لأجلها تقرر أن تباشر بعثة (يونيتامس) مهامها في السودان، لمساعدة السودانيين على استعادة الحكم المدني الديمقراطي.
بوصول (مولي في) المبعوثة الأمريكية الرفيعة إلى الخرطوم أول من أمس الأحد يتأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة مع أصدقائها على إنجاح مهمة فولكر بيرتس رغم العقبات العديدة التي اعترضت مسار التفاوض غير المباشر. والحملة الشرسة التي تعرض لها بيرتس من قبل بعض التيارات الرافضة لهذا النوع من التفاوض، والتي اعتبرت أن ما نادى به المبعوث الأممي يعد بمثابة تدخل في الشأن السوداني، وهو أمر مرفوض حسب ما ترى.
وكان لابد من وضع حد للأزمة التي بدأت بوادرها تظهر منذ قرارات ٢٥/أكتوبر ٢٠٢١م التي اتخذتها المؤسسة العسكرية.
الامتحان الذي قررت أن تخوضه الآلية الثلاثية المكونة من: البعثة الأممية والاتحاد الأفريقي والإيغاد ليس بالهين، من واقع الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد، وانسداد الأفق السياسي الذي تولد نتيجة للخلافات الحادة بين المكونين المدني والعسكري.
القناعة بأن هذه الفرصة ثمينة، وتكرارها ليس بالأمر السهل، هذه الفرضية لابد أن نسلم بها، وبضياعها قد تفقد البلاد أضمن الفرص لحل أكثر الأزمات ضراوة منذ فجر الاستقلال.
من خلال الحوار المباشر سيتمكن الجميع من الإدلاء بآرائهم حول ما يطرح على مستوى التداول في ملف السلطة، وعلى مستوى المشاركة في مستويات الحكم المختلفة، وعلى المستوى العدلي بوجه خاص، والذي يعد من أهم ملفات التفاوض التي تحتاج إلى عصف ذهني في المقام الأول، ورؤية مشتركة تعزز خطوة استقرار البلاد.
كيف يحكم السودان؟ سؤال جوهري يحتاج إلى إجابة عملية، نابعة من الرؤية السياسية التي ستتبناها مائدة الحوار، ويقود مباشرة إلى السؤال المفتاحي الآخر والذي لا يقل أهمية عن سابقه: من يحكم السودان؟
امتحان الديمقراطية في دول العالم الثالث هو الأصعب، من واقع التفاصيل المعقدة التي فرضت نفسها على شعوب العالم الثالث، والمواقف المتباينة للمكون المجتمعي المحلي.
إن راعت الآلية الثلاثية تفاصيل الأزمة بكل أبعادها، وتعقيدات المشهد التي دفعت جميع أطراف الداخل والخارج للبحث عن حل مرض، وعملت وفقا لذلك الآلية على توظيف إمكانياتها لخدمة مشروع مدني متوافق عليه.
حال فرضت أجندة غير متوافق عليها على أصحاب المصلحة فلن يكتب لهذا الحوار النجاح.
وبما أن الحلول يتم التداول حولها مع أصحاب الشأن، من الأفضل الأخذ بمبدأ التداول البناء، وبإعمال الجرح والتعديل على الأجندة محل النقاش، خاصة التي تشكل على أطراف التفاوض.
حشد الرأي العام للحوار مهم للغاية، مع ضرورة استلهام الحل من الرؤى التي تسلمتها الآلية من القوى السياسية، ولا بأس إن أصبحت هادية للمتحاورين.
على أن تكون وسائل الاتصال عين الشعب وسمعه ويده التي تدون كل شاردة وواردة، فذلك توثيق لمرحلة مفصلية، وكتابة للتاريخ بأشواق الحاضر، وتمنيات المستقبل، رغم ضبابية المشهد، وليس لي في الختام سوى ترديد عبارة:(تفاءلوا بالخير تجدوه).

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى