مقالات

د.خالد أحمد الحاج يكتب : لا بواكي عليهم

تحبير
د.خالد أحمد الحاج
لا بواكي عليهم

* العنوان أعلاه يشير بشيء من الدقة والتحديد إلى فئة محددة اختارت لها سكة ووجهة وهدفا غير الذي اختطه شعبنا الصابر لنفسه، من ماتت ضمائرهم ولم يعد يفرق معهم أن تهدر كرامة شعبنا، أو أن يفقد المجتمع بأسره أسمى مبادئه التي ظل محتفظا بها، ومحافظا عليها على مدى الحقب والأزمنة الفائتة، من باعوا ضمائرهم لأجل نزوة أو مكسب، لا يقارن بفداحة ما ارتكبوا من أفعال، من حرقوا سفن عودتهم بعد أن تيقنوا بأنهم قد تخلصوا بالفعل من حمل ثقيل لم يقدروا عليه مثله مثل الحمل الذي أشفقت منه الجبال، وليته كان كذلك!!
* “لا بواكي” على من عملوا على هدم القيم الفاضلة التي ظل الشعب مرتكزا عليها جيلا بعد جيل، والمثل النبيلة التي عدت من ممسكات الأمة، وأهم أسباب وحدتها الاجتماعية، لا لشيء سوى أنها تعارضت مع مصالحهم، “لا بواكي” على من كان جل همهم الثراء السريع، ولو على حساب شعبنا المبتلى الصابر على المكاره، من يروجون للمخدرات بشتى أنواعها ليغيب جيل كامل عن الوعي ويضعوا النهاية لأحلام وطموحات ناشئة لم يجدوا من لذة الحياة ونعيمها سوى ركوب سكة المستحيل ليضمنوا بذلك الوصول إلى أهدافهم “لا بواكي عليهم”، ولا” بواكي على” من ظلوا يتلاعبون بمقدرات البلاد مستغلين الظروف الحرجة التي تمر بها الدولة، ومن لا هم لهم سوى انهيار العملة الوطنية لتكون بحوزتهم العملة الصعبة، ولا تهمهم معاناة فئات الشعب المسحوقة جراء انفلات الأسواق، والكساد الذي أصبح أكبر معيق للاقتصاد السوداني، والتضخم الناتج عن الأزمة الاقتصادية، “لا بواكي” عليهم.
* “لا بواكي” على من وضعوا أياديهم بأيدي أعداء الوطن، وأي ثمن هذا الذي قبضوه ؟ “لا بواكي” على من لم تحرك فيهم شعرة مظاهر الجوع والفقر والتخلف وقسوة الظروف التي يمر بها شعبنا الأبي من يتهربون من المسئولية ويضربون بحق الشعب عرض الحائض غير آبهين لدعوات المظاليم ومن قسى عليهم الزمن، “لا بواكي” عليهم.
* كل الذي يتمناه الشعب هو “حرية” تجعل الجميع قادرين على التعبير عن حقوقهم وإبداء آرائهم حول ما يجري دون أن يكون لذلك أي رد فعل مضر بهم، أو بمصالحهم، و”عدالة” تأخذ بيد المظلوم على الظالم، وتعيد له حقه المسلوب، “عدالة” لا يفلت منها كل من انتهك حقا للشعب يدين عليه القانون كفعل محرم، أو تلاعب بمكتسباته، و”الأمن” الذي يجعل الجميع تحت كنف الاستقرار دون ما ترويع ودون أي من مظاهر التفلت والتسلط وضياع الأخلاق وانزواء الحق، و”العيش الكريم” الذي لا يجعل الشعب في هم وغم من غد محفوف بما لا تحمد عاقبته.
* الشعب يتطلع للمستقبل بعين واثقة بأن القادم أحلى، رغم قسوة الحاضر، فهل بالإمكان محو صورة “لا بواكي عليهم” برسم خارطة طريق جديدة تزيح عن أعين الشعب غشاوة البؤس والإحساس بعظم المصيبة، وعن كاهله العنت والمشقة وبؤس الليالي المدلهمة، ليقول الجميع بأن الابتسامة لا محالة ستحل محل الحزن، وأن الفرصة ما زالت مواتية لأن تحيا الضمائر الميتة من جديد ؟

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى