مقالات

د.خالد أحمد الحاج يكتب : صوت الشارع والواقع السياسي

تحبير

د.خالد أحمد الحاج يكتب : صوت الشارع والواقع السياسي

 

* حسب العنوان أعلاه قد يبادر البعض بالقول بأن صوت القوى السياسية هو الغالب والمعبر عن الشارع، أقول لهم ببساطة لو كانت بين أيدينا قوائم تحدد ولاء كافة قطاعات الشعب، أو الغالب الأعم منها لهذه الكيانات والقوى السياسية لأقنعني قولكم.

* صحيح أن الرموز والنخب في اللقاءات الجماهيرية تحشد لهم الحشود، لكن ذلك لا يعني أنهم يتبعون لهذا الحزب تبعية كاملة، هناك آليات ومعايير محددة لمعرفة عضوية الأحزاب معمول بها في كافة أنحاء العالم، ويتم اعتمادها عبر مجالس الأحزاب.
* تحديد القاعدة الحزبية يرتبط بقوائم العوضية التي على ضوئها تتحدد جماهيرية الحزب من عدمها، لا عيب أن تكون استجابة الشارع للحزب دون الطموح، إحجام الجماهير عن الانتماء الحزبي مرده لعدة عوامل والتي تحتاج من الأحزاب لتحليلها لتتعرف على موطئ قدمها، وكيف لها أن تحسن صورتها الذهنية لدى الشارع؟

* لذلك أقول لا عيب أن لا تكون معك كل الجماهير، فهذا شيء طبيعي في دول العالم الثالث التي ترزح تحت طائلة غياب الديمقراطية، والكيل بمكيالين إن وجدت، العيب أن تترك قيادة الحزب الخلل التنظيمي يسري في جسد الحزب كما يسري أي مرض عضال بالجسد دون أن تسعى لإيجاد علاج شاف منه.

* الأزمة إما أن تكون في الطريقة التي يدار بها الحزب والتي تجعل العضوية (محلك سر)، أو أن تكون متعلقة بالنهج الديمقراطي المتبع، بمعنى أن التداول الديمقراطي به بعض القصور، هذا القصور إما أن يكون مقصودا، أو قد يكون قد ناتج عن تصرف معين.

* ضعف انفعال الحزب بقضايا الشعب قد يكون سببا وجيها في عدم قبول الجماهير بطرحه، أو رفضهم للأفكار التي يتبناها.
* مدارس السياسة في العالم الثالث مجابهة بعدة تحديات منها: ضعف جانب الممارسة الحزبية الذي يتعلق بالشفافية والتداول السلمي للسلطة، علاوة على عدم قدرة الأحزاب على تمويل برامجها، ناهيك عن تغيير أوضاع الجماعات، ودعم البرامج التنموية التي ينبغي أن تضطلع بها، بجانب التراجع الكبير في تطلعات الجماهير للحصول على عضوية الأحزاب والتي ترجع إلى العديد من الأسباب.

* لذا كان متوقعا أن تتحلق الجماهير حول منظمات المجتمع المدني التي يمكن أن تكون قادرة على تعزيز قدرات الأفراد في العمل العام، بما تتيحه لهم من فرص لخدمة مجتمعاتهم بصورة أفضل من التي يمكن أن يطلعوا بها حال كانوا متحزبين، طال الزمن أم قصر ستكون الأحزاب أمام امتحان الانتخابات، وبينها وبين السلطة (أصوات الناخبين)، إن لم تسع منذ الآن لكسب الجماهير، فلن تصل إلى سدة الحدة.

* إن كان الغرب جادا في دعم السودان للوصول إلى الديمقراطية والحكم المدني فعليه أن يلعب دور الوسيط والميسر كما ينبغي، بمعنى أن الإملاءات الخارجية، وتدخلات المحاور في الشأن الداخلي ستجعل الأوراق مختلطة، وستسهم بقدر كبير في تعقيد المشهد، أقول ذلك من واقع الهشاشة السياسية، وغياب القيادات المؤثرة في الشعوب.

* امتحان الديمقراطية يقوي عارضته التسليم بأن الحرية السياسية تقوم على تعزيز مبادئ العدالة والحرية التي لا يحجر فيها رأي، مع القناعة بأن نصف رأيك عند أخيك.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى