الأخبارالسودان

د.خالد أحمد الحاج يكتب : صفحات تطوى

تحبير

د.خالد أحمد الحاج يكتب : صفحات تطوى

* لا تزال الظروف القاهرة هي المتحكمة في المشهد السوداني، وهي العلامة الفارقة في كل ما يمكن أن يدرج تحت هذه القائمة، دعوني أبدأ بالأحداث الدامية التي شهدتها منطقة بليل بجنوب دارفور خلال الأيام الفائتة،

والتي خلفت عددا من القتلى والجرحى، وقادت لعمليات نزوح وتهجير جديدة ستكلف المواطن المغلوب على أمره هناك الكثير، ويضاف ذلك إلى المعاناة التي لا يزال يكتوي بنارها أهلنا بدارفور.

* هذه الأحداث أعادت إلى الذاكرة أزمة دارفور التي حدثت أوائل هذه الألفية، ولا تزال آثارها متحكمة في المشهد السياسي إلى هذه اللحظة، على مستوى العدالة، وعلى مستوى إعادة تأهيل ما طاله الخراب والدمار من منشآت ومرافق وأملاك خاصة بالمواطنين، وغيرها.

* أيام وتنطوي حقبة ذاق فيها السودانيون الأمرين جراء الضبابية في المشهد السياسي الذي نتج عنه ما يعانيه كل بيت في القدرة على توفير لقمة العيش، وفي تحمل نفقات العلاج، وتوفير احتياجات المدراس والجامعات،

وفي القدرة على توفير أبسط مقومات الحياة، في ظل تضاؤل فرص العمل والكسب الحلال نتيجة للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

* من الملاحظ أن نسبة الاحتجاجات من كافة مكونات المجتمع قد ارتفعت بصورة لافتة خلال هذا العام، إن جاز لي أن أقول إن احتجاجات هذا العام لم يسبق لها مثيل في الوقت القريب.

* يمضي العام ولا تزال العديد من القضايا والموضوعات الملحة(عالقة) إن كان ذلك على مستوى السلطة، فلا رؤية واضحة حول عملية التحول الديمقراطي، والحكم المدني الذي لا تزال تفاصيله في رحم الغيب، ولا يزال الشارع

يطالب بحكومة انتقالية قادرة على انتشاله من حالة التوهان هذه، لا نزال بين جدلية أن نعود إلى الحكم الإقليمي، أم نواصل على ذات منوال ونهج النظام السابق؟ الأسئلة حائرة، وما يمكن أن يطمئن لا تزال تلفه الضبابية.

* أيام وتنطوي من أعمارنا صفحات، حملت معها جملة من الأحلام والأماني، بعضها تحقق، والبعض الآخر عجزنا أن نحقق فيه شيء، ولكن قبل أن يمضي العام لابد أن نجرد حسابنا كأفراد وجماعات، أحزاب ومكونات مدنية، حكومة وشعبا، لابد من ذلك لنعرف إن كنا قد سرنا بالفعل في السكة الصحيحة، أم سلكنا الطريق الخطأ !!.

* الصفحات تطوى، والأيام تمضي، والعمر يتناقص، إلا أن التاريخ يحفظ الأحداث والوقائع والأفعال، وتحفظ ذاكرة الأيام كل ما جرى،(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم)، لابد أن نفطن لمواطن الضعف والقصور، لكي لا تتكرر مرة أخرى، وكذا الحال بالنسبة لنقاط القوة كيف يمكن نحافظ عليها، لكي لا تختل الموازين.

* الأحداث تصنع بعضها، لذلك أقول إن هناك رابط بين أخطائنا على مستوى الممارسة، والصواب الذي لم ندركه بعد، ما صدر عن الشارع من رفض لجملة من القرارات لا يمكن أن يكون قد حدث بمحض الصدفة، لذلك لابد من الاتفاق على معادلة تقلل من حدة الخلاف، وتسهم في

ذات الوقت في ردم هوة فقدان الثقة فيما بين القوى الحزبية، وما بين الشعب والدولة. * من باب التحليل سودت بقلمي هذه المساحة، ربما يكون ما دونت صائبا، وربما لا يكون كذلك، المهم عندي ألا يمر العام ٢٠٢٢م مرور الكرام دون أن نمعن فيه النظر لنعمل فيه أدوات الجرح

والتعديل ما أمكن، ما أود أختم به أن أمانة الكتابة حتمت علينا أن نساهم في تشكيل رأي عام متزن يعزز خطوات الوحدة والاستقرار لبلد تكالب عليها أصحاب المصالح من كل جانب.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى