د خالد أحمد الحاج يكتب: تستحق التقدير
تحبير
د خالد أحمد الحاج
تستحق التقدير
أرى أن ما تبذله وسائل الاتصال من جهد في أيام العيد يعادل ضعف جهدها في غير هذه المناسبة، وبالفعل مناسبة العيد تستحق ما يبذل وأكثر، من واقع أنه أحد المناسبات العظيمة للأمة الإسلامية، وأن اتجاه وسائل الإعلام لتقديم أميز ما عندها من برامج فلأن العيد فرصة لاعتلاء صدارة الاتصال، والحصول على أعلى درجات التميز التي تحسب بنسب المشاهدة مرة، وبرجع الصدى مرات، علاوة على تقييم العلماء والخبراء للمضمون وهو الأعلى تقديراً ، أضف لذلك البعد الجمالي لوسائل الإبراز المستخدمة كالديكور الذي يمثل علامة فارقة، بجانب الإبراز في الألوان، وانتقاء اللقطات ذات التعبير المؤثر.
من خلال الترويج الذي يسبق العيد تحفز وسائل الاتصال جمهورها للتحلق حول الوسيلة استماعا أو مشاهدة.
لذا تجد برامج الأعياد اهتماماً متعاظما من المراكز البحثية والجهات المهتمة بالمحتوى، فهي تدرس أول ما تدرس اتجاهات الظواهر ومدى تأثيرها على العرض، وسلوك القائم بالاتصال وهو أهم فاصلة، بجانب طبيعة الوسيلة والمتغيرات التي تطرأ على الوسائل من ناحية، والبرامج من الناحية الأخرى حسب أبعاد الدراسة.
لذا تلجأ المحطات التلفزيونية والإذاعية لوضع خارطة برامجية للعيد، المحفز فيها أن غالب نجوم المجتمع المستهدفين في المتناول، وغالباً لا يمانعون في التواصل مع الوسيلة والاقتراب أكثر من الجمهور، علاوة على جديد أهل الفن والدراما الذي يجد متابعة منقطعة النظير، فوق هذا وذاك فلأهل الرسم والتشكيل نصيب لا يقل عن نصيب غيرهم من قبيلة الإبداع إن جازت العبارة.
ومع التنافس المحموم لوسائل الاتصال في كسب الجمهور يجد المتلقي نفسه محتارا بين أن يستقطب اهتمامه هذا الوسيط أو ذاك، وإن كانت معظم برامج العيد متقاربة في التناول، وإن اختلفت بعض الشيء في زوايا وأبعاد العرض.
وبما أن العيد فرصة لا تتكرر للوسائط، فإنها تسعى جاهدة لأن تقدم محتوى متميزاً، من حيث تخيل المعد وبراعة المنتج، علاوة على لمسات المخرج. لذا فإن الاحترافية في إنتاج برامج العيد إن لم تعف وسائل الاتصال من النقد المحتمل، فإنها تقلل كثيراً من النقد الذي يطال البرامج في غير العيد.
ما تعكف عليه الوسائط الاتصالية ليكون الأميز يمر بحلقات نقاش مستفيضة، وتقييم وتقوييم عميق الدلالة من كبار المخرجين والمعدين، يستحق عليه كل أعضاء فريق العمل التقدير والإشادة، وإن كانوا بحاجة أكثر للدعم المادي، من واقع الظروف التي تمر بها البلاد، وقبيلة الإعلام جزء أصيل منها.
من يعملون في صمت، وتحكي أعمالهم الجليلة عن جهودهم برأي يستحقون التقدير.
وعلى مستوى الاتصال التفاعلي تتقافز إلى الأذهان صورة هذا النمط الاتصالي الذي استطاع في فترة وجيزة أن يسيطر على عقول الجماهير، وأضحى منافسا توضع له كافة الاعتبارات، وبما أن الفضاء مفتوح فليس أمام إدارات البرامج بالفضائيات والمحطات الإذاعية سوى اختيار الأجود من الأفكار، والبحث عن أبعاد مختلفة لاستنطاق نجوم العيد، وكل عام وأنتم بخير، وتامين ولامين.