مقالات

د.خالد أحمد الحاج يكتب : ترتيب الأولويات

تحبير
د.خالد أحمد الحاج
ترتيب الأولويات

* ما تقدمت الأمم والشعوب وبلغت ذرى المجد، إلا حين اعتنت بأمر نهضتها، وتمام بنيانها، بالالتزام بنظرية ترتيب الأولويات، هذه النظرية التي وجدت تأييدا دوليا لم يسبق له مثيل، لأنها لامست أس الأزمة.
* هذا التردي الذي تمر به بلادنا ناتج عن عدم الاعتماد على نهج واضح يمكن أن نقيس عليه مدى التقدم، إن كان ذلك على مستوى النموء الذي يبدو في غالب الأحيان بطيئا، أو على مستوى التحسينات التي تتم هنا وهناك، ولا يبدو عليها أنها أحدثت تغييرا يمكن الاعتداد به.
* معايير الجودة والقياس عندنا دائما في مؤخرة الأولويات، فلا تقييم دقيق للبنية التحتية للطرق لا بالعاصمة أو بالولايات، ناهيك عن معايير الجودة التي تتبع بهذا الخصوص.
* ولا شبكة الصرف الصحي بولاية الخرطوم التي قال عنها السيد الوالي في تصريح تناقلته مجموعة من المواقع الإخبارية إنها متهالكة، وإن إصلاحها مكلف جدا، مع هذه الشبكة المتهالكة، وعدم قدرة حكومة الولاية على حل المعضلة لا نتوقع أن يعالج الخلل بالوقت الحالي.
* لكم ان تمعنوا النظر مليا في تجارب الصرف الصحي بكل من مصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، إن المعالجة التي تتم نتيجة لدراسات دقيقة، ومتابعة لصيقة، وتوفير لتكاليف الإنشاء والصيانة، فإنها في الأخير تقود إلى تحقيق الغايات المنشودة.
* ليس بغريب على العديد من المدن الخليجية أن تنافس مدن أوروبية في الأناقة المعمارية، وحسن الخدمات، كل ذلك أنجز وفقا لترتيب أولويات روعي فيه الدقة والصرامة والضبط.
* إصلاح البنية التحتية في المنازل يبدأ بتغيير طريقة السكن من أفقي إلى رأسي، تراعى فيه: شبكات الصرف الصحي، الكهرباء، مسار الغاز، تحديد مساحات الشوارع، الملاعب، دور العبادة، الأسواق النموذجية، الملاهي، دور المسرح والسينما.
* الصراحة التي تحدث بها والي الخرطوم المكلف عن الأزمات التي تعاني منها الولاية في الخدمات تستحق التقدير فعلا، لكنها تحتاج إلى تحرك عاجل.
* لابد من رصد الميزانيات الكافية لتدارك الخلل، ورسم خارطة زمنية لبداية ونهاية برامج الإصلاح.
* انقطاع التيار الكهربائي لسعات طويلة ومدد متطاولة عن المدن والأرياف ضاعف من معاناة البلاد، وادى لخسائر فادحة بالمصانع، وشركات الإنتاج، وقاد إلى إحجام المستثمرين.
* بجانب الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا والذي ضاعف من الأزمة بشكل كبير، الإصلاح المطلوب كلي، يتعاون عليه أهل الحل والعقد، بالاستعانة بأهل الخبرة وأصحاب الدراية.
* معادلة الإنتاج ونتيجة لاجتماع العديد من العوامل السالبة فشلت في دعم وصولنا للأهداف المرجوة، ولحقت الخطط التي تمت المصادقة عليها ب(أمات طه).
* ترتيب الأولويات أقوى عوامل دفعه: رأس المال الكافي، والأفكار المدروسة، بجانب البدائل المتاحة، وتسخير الإمكانات، والاستفادة من ثورة المعلومات، ولكن قبل ذلك لابد من تجاوز حالة الإحباط السائدة وسط شرائح الشعب.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى