د.خالد أحمد الحاج يكتب : المدارس على الأبواب
تحبير
د.خالد أحمد الحاج
المدارس على الأبواب
* أخيراً ستفتح المدارس أبوابها، وسيعود الطلاب إلى معانقة كتبهم رغما عن الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض الولايات جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة بالبلاد، علما بأن العديد من المدارس بالولايات قد تهاوت كليا أو جزئياً.
* العودة إلى التمدرس لاغنى عنها، واستقرار أبنائنا وبناتنا التلاميذ في الدراسة أمر لا اختلاف حوله، بغض النظر عن الظروف الاقتصادية التي تمر بها الأسر السودانية ونتيجة لذلك ترك العديد من التلاميذ فصولهم ليقدموا يد العون لأسرهم التي تعيش حد الكفاف، حرام أن يفقد المجتمع عنصراً مهماً يمكن الاستفادة منه مستقبلاً ليكون هذا الشخص طبيباً بارعاً، أو مهندساً فنان أو معلما مهمته محو الأمية عن الأمة.
* ستفتح المدارس أبوابها وسط تحديات جسام، بعضها ذو علاقة بالبنية التحية، والبعض الآخر منها ذو صلة بضعف القوى العاملة، بجانب ذلك فإن الملاحظات العديدة التي أبداها بعض التربويين حول المنهج لابد من النظر إليها بعين الاعتبار، مع ضرورة لفت النظر إلى كافة جوانب الضعف والقصور.
* سررت بخطوة جزيرة وأهلها يتبنون مشروع “رغيفة أم الخير” الذي أثبت نجاحاً منقطع النظير، وساهم بقدر كبير في سد رمق آلاف التلاميذ من الأسر ذات الدخل المحدود، علما بأن المشروع قد تم إنجازه بمباركة من أهل الجزيرة، ألا يمكن أن تعمم هذه الفكرة لنضمن لتلاميذنا من ذوي الدخل المحدود توفر وجبة تعيد الأمل إلى محروم، والبسمة إلى مكلوم !!
* من الأهمية بمكان أن تراعي الدولة أوضاع المعلمين، فالأجور الزهيدة التي يتلقاها المعلمون لا تفي باحتياجاتهم، فبدلاً من أن تعتبوا على المعلم الذي يؤدي دروساً خصوصية، ساهموا بتحسين أجره ليبدع في أداء مهمته.
* ما أقدمت عليه المدارس الخاصة من زيادة فلكية في الرسوم هذا العام سيولد هجرة عكسية للمدارس الحكومية، كيف لأسرة لديها ما بين ثلاثة إلى أربعة أطفال في المدارس أن تدرسهم بالقطاع التعليمي الخاص والرسوم فوق التصور!!
* دعم كيانات المجتمع ومجالس الآباء للمدارس إن كان بالمواد العينية أو الدعم المادي مطلوب من واقع أن مئات المعلمين قد تركوا المهنة لأنها لا تغطي أعباء المعيشة، وبذات القدر الحكومة ملزمة بمتابعة الأمر ليتحقق التكافل، هنيئا لأبنائنا وبناتنا ضالتلاميذ بفتح المدارس لينهلوا من معين المعرفة، ويتزودا بالعلوم لنبني الوطن.