مقالات

د.خالد أحمد الحاج يكتب : المتغيرات التعليمية

تحبير
د.خالد أحمد الحاج
المتغيرات التعليمية

* إلى أي مدى تغيرت طرق التعليم والتعلم على مستوى المنطقة في ظل إيقاع الحياة المتسارع، والحاجة إلى نموذج تعليمي مختلف أكثر جذبا وتوليدا للرغبة لدى الطلاب ؟ الانتقال إلى التعليم الإلكتروني بات ضرورة ملحة، من واقع أن الدول بات مطلوبا منها جعل كل خدماتها للشعب رقمية، علاوة على أن هذا النوع من التعليم هو أحد مظاهر التطور التي طالت كافة مناحي الحياة وقطاعاتها المختلفة، بما فيها قطاع التعليم الذي يعتبر رأس الرمح في عملية التغيير من ناحية، ومواكبة آخر المستجدات من الناحية الأخرى.
* لضمان نجاح عملية التعليم الإلكتروني لابد من وضع الأسس السليمة أولاً، عليه فإن قاعدة بيانات وزارة التربية والتوجيه الاتحادية والوزارات الولائية لابد أن تنتقل من النظام التقليدي في التعامل مع الملفات، إلى النظام الآلي الذي يعتمد على طرائق مختلفة بداية بطرق التعليم والتعلم، مرورا بنظم حفظ المعلومات بقاعدة بيانات الحاسب الآلي، أو المستودع الرقمي إن جازت العبارة.
* ربما تتمثل الصعوبة في عدم قدرة الطلاب على التجاوب مع هذه الطريقة لعدم كفاية الحواسيب، أو لعدم قدرة الطلاب على التعامل مع الحاسب الآلي نفسه، بجانب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وعدم قدرة المدارس على شراء الباقات الكافية من الإنترنت، كل هذه المعوقات وغيرها ستظل حاضرة إلى أن توفق الوزارة أوضاعها.
* لكن لابد من إحداث تغيير في البيئة التعليمية، فلا يمكن أن يكون بعض التلاميذ بلا إجلاس!! علاوة على افتقار بعض المدارس للعديد من الأساسيات على مستوى الإضاءة غير الكافية، بجانب ضعف بنية دورات المياه، وتسرب التلاميذ نتيجة للظروف التي تمر بها العديد من الأسر السودانية، بجانب المتغيرات والعادات الاجتماعية على مستوى الريف والحضر.
* وقد تأكد أن أكبر القطاعات تأثرا بذلك هو القطاع الرعوي، حيث لا تتوفر لأبناء الرعاة فرص الاستقرار، وهذا أحد من أكبر التحديات التي تتطلب المزيد من التحرك من قبل الوزارة المعنية لتدارك المسألة، تليها المناطق المتأثرة بالحرب والنزوح من واقع أن ظروفا عديدة حالت دون إقبال التلاميذ على التعليم.
* سبق وأن أشرت إلى احتياج المعلمين للتدريب بصورة مستمرة لضمان الجودة الشاملة، فإن تم ذلك وفقا لما أشرت، فإن المعلم سيتلقى التدريب المناسب، وسيظهر الأثر على أداء الطلاب، ولتكن الأولوية في التدريب لمن هم في مدخل الخدمة. * بيد أن التحدي الأكبر بوجهة نظري يتمثل في عدم مقدرة الوزارة على توفير معينات التعليم الرقمي، لابد أن تتوفر للمدارس المعامل المجهزة والكافية ليتمكن الطلاب من التعامل مع الحاسب الآلي، ويكونوا فكرة متكاملة عن هذه الآلة وما أحدثته من تغيير كبير في نمط التفكير والممارسة، على أن تشكل لجان معنية بتحويل المحتوى إلى رقمي، بجانب ذلك لابد أن تسلم المدارس المنهج عبر أي من الوسائط المتعددة كالأسطوانات والفلاشات، أو الأقراص المدمجة.
* وإن كان ذلك صعبا على الصفوف الأولى، عليه من دراسة الموضوع تحتاج إلى ورش وتقييم دقيق قبل الشروع فيها، ولا بأس من الاستعانة بالهواتف الذكية في تحميل المحتوى لتقليل التكلفة، وإن كان رأي أن تطبيق هذه الفكرة بالوقت الحالي يعد صعبا للغاية، فلا الظروف الاقتصادية تسمح بذلك، ولا بيئة العمل مهيئة بالصورة الكافية، لكن لابد من التفكير الجاد في إحداث تغيير، ولو كان جزئيا، ولتكن البداية بنموذج بحواضر بعض الولايات.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى