د. خالد أحمد الحاج : يكتب : الشهادة الثانوية.. قراءة أولى
تحبير
د. خالد أحمد الحاج
الشهادة الثانوية.. قراءة أولى
تعد امتحانات الشهادة الثانوية حصاد سنوات من التعلم لأبنائنا وبناتنا الطلاب، وهم في هذه الأيام يستعدون لخوض أهم امتحان ليعبروا إلى مرحلة الجامعة.
ونسبة لأهمية هذه الامتحانات فإن ضرورة تضافر الجهود، وقبول التحدي بإنجاح العملية ليس على مستوى الوزارة المعنية وحدها بقدر ما جميع قطاعات المجتمع معنية بهذا الشأن.
وتكمن أهمية هذه الامتحانات في الرسالة العظيمة التي تحملها، وقد عرفت امتحانات الشهادة السودانية على مر الزمان بكونها واحدة من إشراقات شعبنا، وشرف لا يدانيه شرف، بل قلادة يتمنى الجميع أن تعتلي صدورهم، ويكونوا جزءا من نجاحاتها، فهي تمثل كافة بيوت السودان، وتحمل أحد أهم مظاهر الوحدة الوطنية، ويكفي أن أهل السودان جميعا مفاخرون بتاريخ هذه الشهادة الناصع، وسفرها المرصع بالجواهر، رغم بعض(الهنات) التي وقعت في بعض الأعوام الماضية، بيد أنها وعلى قلتها لا تقدح في الجهد المبذول، والرؤية المتقدمة للجهات المختصة ضمانا لسلامتها بكامل الإجراءات التأمينية، وإحكاما للرقابة المطلوبة باتخاذ الحيطة والحذر اللازمين منذ طباعتها، مرورا بترحيلها، ومن ثم الإشراف على توزيعها على مراكز الامتحانات، وجمعها مرة أخرى، وحتى تصحيحها، وصولا إلى مرحلة إعلانها.
مع العلم بأن عددا مقدرا من الطلاب من خارج البلاد يجلسون للامتحان، علاوة على المراكز التي تقع تحت إشراف سفارات وقنصلياتنا بدول المهجر، كل ذلك يدلل على أهميتها، وعلى ضرورة أن يضطلع الجميع بما يليهم من مسئوليات وتكاليف، وصولا إلى الغايات المرجوة .
لا اختلاف على أن قطع الإنترنت منذ بداية الجلسة الأولى وحتى الجلسة الأخيرة فيه مزيد من الحماية والتأمين للامتحان، على أن تشدد الإجراءات بالمراكز، ويضيق نطاق من يقع على عاتقهم نقل الامتحانات من المخازن إلى المراكز والعكس، الأوفق أن تكون هذه الخطوة معززة بكاميرات مراقبة عالية الدقة، ودوائر رقابة تتابع كل صغيرة وكبيرة، ويقع على عاتقهم تدوين كل شاردة وواردة، علما بأن سمعة الشهادة الثانوية من سمعة الدولة، وتتطلب المصلحة العامة أن يكون الجميع فريق عمل واحد، على اعتبار أن جميع قطاعات الشعب السوداني هم شركاء مصلحة.
بغض النظر عن بعض إفرازات الماضي، وضلوع بعض ضعاف النفوس في (تسريب) بعض الامتحانات، إلا ذلك يجب أن يكون دافعا لمزيد من التجويد.
القوات النظامية الموضوعة لحماية الامتحانات تدرك تماما أن بعض مناطق التماس تحتاج إلى تأمين كافي، وقوة قادرة على تأدية المهمة على أكمل وجه، على أن تعمل الإدارات الأهلية وحكومات الولايات على دعم هذه الجهود.
أوصي الأسر بالحرص على تهيئة الأجواء للأبناء والبنات الممتحنين، بتجنيبهم قدر الإمكان ما يعكر الصفو، ويكدر عليهم، وعلى الجهات المسئولة عن الإمداد الكهربائي مراعاة هذا الظرف، ولا بأس من حصص التركيز التي يمكن تنفذ عبر الشبكة العنكبوتية باعتبارها تمثل منصة التواصل الأولى على مستوى البلاد، وكذا الحال بالنسبة لجهازي الإذاعة والتلفاز.
التركيز مهم لأبعد الحدود، وعدم تحميل النفس أكثر مما تحتمل مطلوب للغاية في مثل هذه الظروف، ولا بأس من الاستعانة بالطلاب المتفوقين في السنوات الأخيرة، للأخذ بيد إخوانهم الممتحنين.
كل المنى أن يوفق أبناؤنا الطلاب في اجتياز الامتحانات بامتياز، وأن تكلل كافة الجهود بالسداد، وبالله التوفيق، إنه ولي ذلك والقادر عليه.