د.خالد أحمد الحاج يكتب : السودان _ أمريكا تطور في التمثيل الدبلوماسي
تحبير
د.خالد أحمد الحاج
السودان _ أمريكا تطور في التمثيل الدبلوماسي
* (٢٥) عاما مرت دون أن يكون للولايات المتحدة الأمريكية سفير بالسودان بالرغم من الجهود الدبلوماسية التي بذلت من القائمين بالأعمال الذين تعاقبوا على سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالسودان، إلا أن علاقات البلدين كانت دون طموح شعبي البلدين، ودون تطلعات رجال الأعمال والمستثمرين الأمريكيين، من واقع العديد من العقبات وأكثرها وضوحا الصورة الذهنية غير الجيدة عن السودان من ١٩٩٣-١٩٩٧م، ما قاد إلى إحجام العديد من البيوتات التجارية، وكبرى الشركات الأمريكية العاملة في مجالات الاستثمار الصناعي والزراعي والتجاري، ناهيك عن المكاسب الاقتصادية والسياسية، بجانب تبادل المصالح والمنافع المشتركة.
* منذ العام ١٩٩٣م والذي شهد بداية تأزم العلاقات السودانية الأمريكية، وما تلاها من تراجع في التمثيل الدبلوماسي، علاوة على ما ترتب على الحصار من نتائج كارثية على الشعب السوداني، بجانب الأحداث التي توالت تباعا.
* علاقات البلدين مع هذه المتغيرات طرأت عليها العديد من المتغيرات، ويعد الحصار الاقتصادي من أكثر القرارات التي ألقت بظلال سالبة على السودان وشعبه.
* الحصار الذي فرض كان أكثر المتضررين منه الشعب السوداني، ونتيجة لذلك توقف الدعم الدولي الذي كان يتلقاه السودان، والمناصرة الدولية التي يحتاجها السودان في المحافل الدولية في بعض الأحيان، العديد من المصالح السودانية تعطلت نتيجة للسياسات التي اتخذها النظام في ذلك الزمان.
* عندما كان السودان بحاجة إلى تطوير مشروعات البنية التحتية، وتفجير طاقاته ليصبح سلة غذاء العالم، نتج عن الحصار انهيار البنية التحتية، ولم تتحرك عجلة التنمية بالصورة المطلوبة، ونتيجة للحرب التي راح ضحيتها الآلاف بدارفور، زاد التضييق على البلاد والشعب.
* ومع التباين الحاد في وجهات النظر، والعديد من الأخطاء التي ارتكبت، والتي استغلها النظام الأمريكي، ونتيجة لغياب، أو محدودية المعلومات لدى أمريكا والغرب، جابه الشعب السوداني ظروفا قاهرة، وأصبح بين عشية وضحاها ضمن الدول الراعية للإرهاب!!
* بعد مرور هذه الفترة الطويلة يراد للمياه أن تمر تحت جسر الدبلوماسية السودانية الأمريكية بعد أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية تعيين سفير لها بالسودان، فهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟
* تأمل أمريكا في نقطة تحول كبرى في السياسة السودانية على مستوى الداخل وعلى المستوى الدولي، وفي تبني السودان لديمقراطية ليبرالية متوازنة.
* تخوف الإدارة الأمريكية من التمدد الروسي في القارة الأفريقية حقيقة لا يحب إغفالها، لذلك من الطبيعي أن تغير أمريكا في شكل علاقاتها مع العديد من دول الشرق الأوسط، والسودان على وجه الخصوص، هناك العديد من الملفات التي تحتاج إلى تحرك عاجل من قبل الأمريكان لإثبات حسن النوايا.
* الكرة الآن في ملعب السفير الأمريكي على اعتبار أن السودان بحاجة إلى مساعدة في تجاوز الأزمة السياسية التي أوصلت الفرقاء إلى طريق مسدود، بجانب حاجته إلى إسناد دولي في إعادة صياغة الاقتصاد المنهار، والمساهمة في جعل السلام واقعا ملموسا في ظل التفلتات التي وقعت بالعديد من المناطق السودانية.
* التمثيل بدرجة سفير لواشنطن بالخرطوم خطوة تأخرت كثيراً، وأضحت الآن الفرصة مواتية للتطبيع ما بين البلدين، تبادل المصالح يحتاج إلى خارطة طريق واضحة المعالم، بحيث تعزز الثقة، وتضع الأمور في نصابها.
* تعافي الاقتصاد السوداني أحد الركائز التي تمهد لعلاقات وطيدة مع أمريكا والغرب، من واقع أن جوهر الأزمة السودانية اقتصادي، إقامة بورصة للذهب واحدة من المقترحات التي إن أنجزت نتوقع أن تخفف من حدة الأزمة الاقتصادية، إلى أي مدى يمكن أن تدعم أمريكا هذه الخطوة ؟
* انهيار البنية التحتية للمشروعات الزراعية والصناعية ساهم بقدر كبير في تدهور الجنيه السوداني، فهل من دعم أمريكي لإعادة تشغيل المصانع وتحريك المشاريع الزراعية بكفاءة عالية ؟
* تؤرق أمريكا ملفات الهجرة غير الشرعية، وتأثيراتها السالبة اقتصاديا وأمنيا…إلخ، بجانب ملف الإرهاب الذي يمثل أكبر المؤرقات للدبلوماسية الأمريكية، وتسعى الإدارة الأمريكية جاهدة لحشد الأصدقاء لدولة الكيان الصهيوني، لذلك تدعم خطوات تسريع التطبيع ما بين دولة الكيان الصهيوني والدول العربية، على اعتبار أن عدم استقرار المنطقة وتزايد المواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين سيجعلها في موقف لا تحسد عليه، ويبدو ملف الخرطوم وتل أبيب واحدا من الملفات التي نتوقع لها أن تحرك مع مقدم السفير جون غودفيري .
* برأي أن هذه الملفات ستكون حاضرة بصورة أو بأخرى، فكيف ستتعامل معها الخرطوم التي تود الاندماج في الأسرة الدولية، علاوة على رغبتها في طي ملف دارفور، إلى أي مدى يمكن أن تدار هذه الملفات في ظل أدق مرحلة سياسية يمر بها السودان؟
* ما بين إدارة متبقي الفترة الانتقالية، وهندسة طريق الانتخابات، علاقات السودان الخارجية المتوازنة يمكنها تعبيد الطريق لتواصل السودان مع المجتمع الدولي.