مقالات

د. خالد أحمد الحاج يكتب : الأضحية بين الممكن والمستحيل

تحبير
د. خالد أحمد الحاج
الأضحية بين الممكن والمستحيل

لم يتبق على عيد الأضحى المبارك سوى أيام معدودة، نسأل المولى عز وجل أن يتقبل من الحجيج حجهم، وأن يجعل حجهم مبرورا، وسعيهم مشكورا، وأن يعيد هذه المناسبة على بلادنا وبلادنا المسلمين بالخير واليمن والبركات، وإن كانت مظاهر الغلاء قد تحكمت في مفاصل دولتنا، وأحالت حياة الكثيرين إلى جحيم.
وقد زاد غرق سفينة الماشية التي لم تغادر ميناء عثمان دقنة قبل أيام الطين بله. الخسائر التي طالت قطاع الصادر أخشى ما أخشى أن ترتفع معها أسعار الخراف لتصل إلى أرقام فلكية.
ما قد يجعل عددا كبيرا من الأسر السودانية خارج إطار الأضحية.
وإن كان رأي الدين حول مسألة توفير الأضحية واضحا، لذا قرنت الأضحية بالاستطاعة، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذبح كبشين أملحين أقرنين، أحدهما عن آل بيته، والآخر إنابة عن أمته، ليرفع بذلك عن غير المستطيعين الكلفة رحمة بهم ورأفة، وفي ذلك تأكيد على اليسر الذي نادى به ديننا الحنيف.
وإن كانت هناك سابقة توجب التوقف عندها ونحن نتحدث عن الأضحية ألا وهي عملية توفير خراف الأضاحي التي كانت تقوم مؤسسات ودواوين الدولة بتوفيرها للعاملين تجعلنا نسأل هل بالإمكان أن يتواصل هذا المشروع هذا العام وفقا للطريقة التي كان يتم بها ذلك في السابق، أم أن الظروف التي تمر بها البلاد تجعل ذلك شبه مستحيل ؟
لا زلت مصرا على أن تدخل الوسطاء ظل يساهم في رفع أسعار الخراف، وأن تدخل الدولة بوضع يدها على أسعار الأضاحي سيجعلها في المتناول.
ما بين الشراء المباشر، والشراء بالوزن، تحقق للمواطن الحصول على الأضحية وفقا لظروفه.
إعادة ترتيب أمر صادر الماشية ربما يعيد الاستقرار لهذا السوق، وبمواصلة عمليات الصادر التي صرحت بها الجهات المختصة يمكن للأسواق الخارجية أن تخفف الوطأة بعض الشيء بتغطية العجز والكساد الذي شكا منه التجار. بيد أن أصحاب الدخل المحدود باتوا خائفين من أن يؤثر ذلك في الأسعار ؟
دعوا الصغار يفرحوا بالعيد على طريقتهم الخاصة، (خروف الضحية) كل أسرة تتمنى أن توفره، فكم يعاني الآباء حتى يتمكنوا من تدبير سعر الأضحية؟ لأجل أن يدخلوا على صغارهم الفرحة في هذه المناسبة السعيدة.
لو أن بلادنا في غير هذا الحال، لكان بمقدور الكثيرين توفير خروف الأضحية، عليه فإن مسارعة الدولة لتغطية عجز الموازنة، ومعالجة الإخفاقات الاقتصادية ستنعش الأسواق، وتساهم بقدر كبير في نمو رؤوس الأموال التي تلعب فيها الثروة الحيوانية دورا مؤثرا.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى