مقالات

د.خالد أحمد الحاج يكتب: أكثر من مناسبة

تحبير
د.خالد أحمد الحاج
أكثر من مناسبة

شاءت الأقدار أن يتزامن اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يصادف يوم الثالث من مايو احتفالات الأمة الإسلامية بعيد الفطر المبارك أعاده الله على أمتنا بالخير واليمن والبركات، وكل عام والجميع بخير.
برأي أن الإشادات التي تلقتها الصحافة السودانية في يوم حريتها قلادة شرف، ونوط إنجاز تستحقه بالفعل، من واقع تحملها مسئولية تبني رأي عام موضوعي، بجانب دورها الرقابي والتقويم لأداء الجهاز التنفيذي للدولة، ولكن كيف تحافظ الصحافة على هذه المكانة والشأو هذا هو بيت القصيد ؟
بالرغم من الاجتهادات المبذولة والموثوقية التي التزمت بها العديد من الصحف، إلا أن الإشاعات والأخبار الكاذبة التي ظلت تتناقلها بعض منصات التواصل الاجتماعي، والمنصات غير الملتزمة بضوابط ومعايير الاتصال نبهت إلى ضرورة توخي الدقة في نشر الأخبار، والاعتماد على المصادر ذات الصلة بالأحداث والوقائع المثارة.
وإن كانت الحلقة الأضعف في مضمار الصحافة غياب التدريب عن واقع المهنة وهذا ما شكا منه عدد مقدر من الصحفيين.
ما من شك أن اجتهادات هيئات التحرير في نشر أفضل المضامين واضحة، ومن الطبيعي أن ترصد هنا وهناك بعض الهنات التي لا تقدح في الجهد المبذول، بقدر سعيها للتسديد والمقاربة.
إن كانت جوانب القصور ذات ارتباط بالجانب التحريري، أو من حيث والصياغة، أو حتى على مستوى اللغة واستعمالاتها فهذه الهنات مقدور عليها، وإن حدثت فإن فطنة القارئ كفيلة بإيجاد العذر للقائم بالاتصال، من واقع تسارع إيقاع هيئة التحرير لإلحاق الإصدارة بالسوق.
بيد أني لا أتفق مع الرأي القائل بأن مدخلات الصحافة، وكلفة الطباعة والإنتاج، وضعف العائد وراء تقليص الكادر العامل، فالمصحح والمدقق لا غنى عنهما.
الضوابط الصحفية لا تعني تكميم الأفواه، بقدر ما هي إلتزام بالقانون، مع الوضع في الاعتبار للحرية في كونها لنا ولغيرنا.
حاجة الصحافة إلى الاحترافية لا يعدلها ما سواها من الاعتبارات الأخرى، وهي ضامن لحرية مسئولة ملزمة لكل ممارس لمهنة الصحافة، وضامن للمتلقي في الحصول وقائع وبيانات وحقائق خالية من الأغراض، ومؤكدة في الوقت نفسه على إرساء الصحف لمبدأ الصدق، والتزام جانب الموضوعية.
حرية الرأي والتعبير مبدأ أساسي تم إقراره في أربعينيات الألفية الماضية، وقد د أكد أن قوانين الاتصال التي أجازتها الجمعية العامة للأمم المتحدة هي الحاكمة للاتصال على مستوى الكرة الأرضية، على أن تتفق السياسات التحريرية مع القيم والأعراف والمبادئ السائدة في المجتمعات، مع التأكيد على أن الخطوط الحمراء لا مبرر لتجاوزها، أو التعدي عليها.
التحصين الذي تحتاجه هذه المهنة مبدئي في المقام الأول، وإقناعي لا تجدي معه أية محاولات لفرض أي واقع بالقوة، مهما كانت الدواعي والاعتبارات.
ومن منطلق أن العيد مناسبة للتصافي، وإفشاء روح التسامح، فإن احتفال اليابسة باليوم العالمي لحرية الصحافة سانحة لإفشاء ذات الروح والمبادئ، وبعيداً عن التقاطعات التي تقع بين الفينة والأخرى ما بين الصحف والعديد من الواجهات، لابد من وضع إطار يحكم العلاقة بين الطرفين، على اعتبار أن توطيد الأواصر، وتمتين العرى مطلوب، لضمان استمرارية العلاقة، فلا يمكن لواجهات الدولة أن تستغني عن وسائل الاتصال، ولا مؤسسات الاتصال بمقدورها العمل بمعزل عن مؤسسات ومرافق وكيانات الدولة.
تعزيز الحرية والتذكير بمبادئها يحتاج لنقاش مستفيض، وورش عمل، ودورات تدريبية شبه مستمرة، تعنى برفع قدرات الصحفيين، ووضع الالتزام الأخلاقي موضع التنفيذ.
التهنئة لزملاء المهنة بالعيد السعيد، وباليوم العالمي لحرية الصحافة، المنى أن تساهم الصحافة في تغيير واقع السودان إلى الأفضل، وتمكين الجهاز التنفيذي من معرفة أوجه القصور، وتبنيها لمشروع إصلاحي يزيح عن كاهل المواطن المعاناة ورهق الحياة.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى