د.خالد أحمد الحاج تعادل بطعم الهزيمة
بالتعادل الإيجابي بهدف لكل الذي انتهى عليه لقاء الهلال السوداني وماميلودي صن داونز بالجوهرة الزرقاء في
الجولة الخامسة للمجموعة الثانية يكون الهلال قد صعب على نفسه المهمة في العبور لدور الثمانية، وأرجأ تحديد
الفريق الثاني الذي سيرافق بطل جنوب أفريقيا للجولة الأخيرة. مع العلم بأن صن داونز قد حجز أولى بطاقات
الترشح للمرحلة التالية منذ الجولة الرابعة عقب فوزه الكاسح ٥_٢ على الأهلي المصري، بالتعادل الذي انتهى
عليه لقاء الهلال وصن داونز يكون الهلال قد منح الأهلي المصري الأمل بعد أن عزز آماله بإنزال هزيمة قاسية
بالقطن الكاميروني بقاروا وصلت إلى أربعة أهداف نظيفة، ووصل بذلك للنقطة السابعة، على اعتبار أن المباراة
الحاسمة بأرضه ووسط جماهيره. تعادل بطعم الخسارة، ونتيجة مخيبة للآمال، قد تلاحظ من خلال اللقاء التراجع
الكبير في الأداء، وعدم التحرك بإيجابية في مناطق الخصم، علما بأن التقني فلوران قد صرح في المؤتمر
الصحفي الذي سبق اللقاء بساعات بأنه سلعبها هجومية كاسحة للظفر بالنقاط والعبور للمرحلة التالية؟ كأن من
أدوا المباراة هم غير اللاعبين الذين نعرف قدراتهم وطموحهم، أداء متواضع بشوط اللعب الأول، وأسوأ في
الثاني. ربما تكون الإصابات المفاجئة قد أربكت حسابات الجهاز الفني، خاصة وأنها حدثت في شوط اللعب الأول.
عودة الغربال للأجواء التنافسية وإحرازه لهدف التعديل الذي أعاد به الفريق لأجواء التنافس أكد بما لا يدع مجالا
للشك بأنه لاعب كبير ويرجى منه الكثير، إلا أن المدرب أخطأ حين أخرجه، وأخطأ مرة أخرى حين منح فرصة
تصويب ضربة الجزاء لأطهر الطاهر الذي لا يجيد مثل هذه المهام، وفي الفريق من هم أجدر منه بالتصويب المحكم.
من الواضح أن الشد الذهني، وتعقيدات المجموعة قد أثرت على أداء اللاعبين، وقد إدرك ذلك مدرب صن داونز،
فلجأ لإحكام السيطرة على منطقة المناورة، ونتيجة لتراجع الهلال لمنطقته انتشر الخصم في الملعب طولا
وعرضا، وشكل خطورة بالغة على دفاع ومرمى الهلال على مدار الشوطين. أبو عشرين حامي العرين ورغم فدائيته
وتصديه للعديد من الكرات الخطرة عن مرماه، إلا أنه أخطأ خطأ فادحا حين صد تصويبة المهاجم الجنوب أفريقي
لداخل الملعب، ولم يجد أقرب المهاجمين صعوبة في تحويلها لداخل الشباك. على لاعبي الهلال أن يدركوا أنهم
قد أدخلوا أنفسهم والفريق في دوامة حسابات معقدة بعد أن فرطوا في نتيجة الجولة الخامسة، ليتأجل الحسم
للجولة الأخيرة، مع العلم بأن اللقاء لم يتبق عليه سوى أيام قلائل. لابد من إعادة النظر في طريقة الأداء، والحذر ثم
الحذر من الأهلي بالقاهرة، ربما يكون الهلال معتادا على اللعب مع الفرق المصرية، وقادر على مجاراة الأهلي، لو
لعب بشيء من التركيز لتمكن من قلب الطاولة عليه. الأهلي في القاهرة شرس، وحيل اللاعبين المصريين ليست
بالخافية على لاعبي الهلال، نحن من وضعنا أنفسنا في هذا الموقف العصيب، ونحن من نتحمل النتائج. نال عدد
من اللاعبين كروتا ملونة ما كان لهم أن يتحصلوا عليها لو أنهم لعبوا بهدوء وتركيز، ربما نعذر فارس عبد الله الغائب
عن أجواء اللعب لفترة طويلة، لكننا في ذات الوقت نحمل أطهر الطاهر مسؤولية النتيجة، كان بالإمكان أن يسدد
جون مانو، أو عبد الرؤوف، أو ياسر مزمل الذي ارتبكت معه المخالفة. الشرود الذهني، وأخطاء الاستلام والتمرير،
وترك المساحة للخصم، أكبر علل الهلال، نتمنى أن يتدارك الجهاز الفني ذلك قبل فوات الأوان، والحذر ثم الحذر من
حكم لقاء جولة الحسم الذي لا نتسبعد أن ينحاز لأصحاب الأرض، مع ضرورة عدم الاستجابة لاستفزازات لعيبة
الأهلي، والأهم من كل ذلك إغلاق المنافذ على الخصم، مفاتيح اللعب في الأهلي معروفة، ولابد من التضييق
عليهم. إن تحرر الهلال من طريقة اللعب العقيمة التي أدى بها أمام صن داونز، وامتلك منطقة المناورة، بالإمكان
العبور، على اللاعبين مراجعة أدائهم، وعلى الإدارة أن تدرك أن بناء فريق قوي تحتاج منهم إلى جهد مضاعف، وأموال
طائلة، فضلا عن طريقة تفكير مختلفة في استجلاب المحترفين، لما لا يفكر الهلال بالحصول على خدمات
لاعبين على مستوى لاعبي صن داونز ؟ في الأخير الهلال ارتضى هذه التعقيدات، وعليه تحمل النتائج، أخيرا وليس
آخرا من حق جمهور الهلال أن يفرح، فأرجو ألا تبخلوا عليه بذلك.