د. حسن التجاني يكتب:..وهج الكلم..يا سعادتو جبريل ارحمنا يرحمك الله…!!

د. حسن التجاني يكتب:..وهج الكلم..يا سعادتو جبريل ارحمنا يرحمك الله…!!
علي عهد الإنقاذ شغل الاستاذ علي محمود منصب وزير المالية …الرجل احترمه جدا لانه مثقف وصاحب عمق في فهم السياسة العامة ولذا كنت اخاطبه بذات الفهم الذي كان يعمل به وهو رجل محب للإعلام ويحترم الرأي
الاخر فكان ان زاد الأسعار في سلعة الخبز ايام كانت الإنقاذ تترنح في سياساتها العامة بعد ان اوسعت مواعين قاعدتها بما يعرف بالمؤتمر الوطني الذي ضم عناصر اضاعت الإنقاذ بجشعها وغيرت استراتيجية الإنقاذ التي بدأت قوية وحكيمة في سياستها مع المواطن وكانت رحيمة معه جدا.
* كتبت في الوهج ان الاستاذ علي محمود شرح المواطن بمشرط دون بنج بما فرضه من زيادة في الأسعار المقال وقع علي عين الرئيس الأسبق البشير واستدعاه يومها صباحا مستفسرا عن الذي كتب في الوهج…فغضب الاستاذ علي وتقدم لرئاسة الشرطة بشكوي ضدي كيف اكتب فيه هكذا وما كان له ان يكتب هكذا ولكن حكمة
الفريق اول هاشم عثمان الحسين قبل الشكوي بهدوء وقال إن الدكتور حسن يكتب بصفته الصحفية وليست الشرطية وهو صحفي معروف ولا يمكن سؤاله في الذي يكتب الا اذا كان في امر يضر بسياسة الشرطة باعتباره احد منسوبيها وهذا رأيه الصحفي في الشأن العام لكن لا مانع من نصحهه وبالفعل استدعيت من رئيس هيئة
الإعلام والتوجيه المعنوي بحكم اختصاصها وكان حينها المرحوم الفريق الهادي الشاهر رحمه الله وسألني عدة أسئلة وكانت اجاباتي واضحة وصريحة في الذي كتبت واني اكتب من منطلق قناعة في قضايا كل ما يهم المواطن وهذا لعلمي انه دور الصحافة التي يجب أن تقف لجانب المواطن وتصحيح مسار الخطة التي يجب ألا يتضرر منها المواطن…وانتهت القصة .
* اليوم بذات القلم وما اشبه البارحة باليوم ان اكتب لوزيرنا الذي اوقره كثيرا واحترامه لانه ايضا زول فاهم وواعي جدا علي حد تقديري …إن د جبريل وزير المالية تحامل علي المواطن اكثر من اللازم وهو الوزير الذي يشهد في عهده الحرب اللعينة التي قضت علي الأخضر واليابس لما كان لدي المواطن من مال وممتلكات وحياة …لكن جبريل عينه مباشرة علي جيب المواطن دون رحمة ولا شفقة حتي مزق للمواطن جيبه .
* جبريل الذي نحترم كنت اظنه واحسبه انه الأكثر رحمة بالمواطن في الذي ذهب اليه من زيادة في الرسوم في كل شئ لكن فعلها بأكثر قسوة وبلا رحمة أقربها زيادة رسوم التوثيق للشهادات والمستندات الرسمية الضرورية لحياة المواطن واشتعلت الأسعار نارا علي المواطن وضيقت حياته فصار في حيرة من أمره.
* د جبريل الذي يعلم تماما أن المواطن الان أصبح فقيرا بما الحقته الحرب به لم يراع ذلك في الوقت الذي كنا نظن انه هو من يجب أن يكون اكثر توازنا في قراراته وان يقف لجانب المواطن لكنه تناسي كل ما قدمه الشعب
السوداني من سند ووقفة صلدة مع قواته المسلحة حتي انتصرت قواتنا الباسلة مقدما روحه رخيصة لاجل ان يبقي جبريل نفسه وحكومته في موقعه السيادي الذي كان يجب أن يكون به تكريما ووفاء للمواطن لكن خاب الظن فيه وبه.
* مهما كانت الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد ويديرها د جبريل كان يجب عليه ان يوسع تفكيره خارج الصندوق وان يقف لجانب المواطن إضافة له وليس خصما عليه كما فعل.
* هناك حلولا كثيرة في مفاهيم الاقتصاد لمعالجة الحالة المعيشية لشعب السودان بدلا عن التفكير الضيق ان جيب المواطن هو الحل والمواطن لا حول له ولاقوة .
* واضح ان جبريل يظن ان الشعب السوداني هو الحل دون مراعاة لظروفه السيئة التي يعيشها متناسيا ان هذا الشعب لم يكن طرفا في هذه الحرب الشعواء ولا ذنب له فيها حتي يدفع الثمن غاليا بدلا ان تراعي حكومة جبريل ظروفه التي قادته الي التشريد و السكن في الايواءات التي لا تشبهه ولا تليق به بعد ان فقد كل شئ .
* جبريل يعيش حياة كريمة وعائلته تنعم بكل ما هو طيب ومتيسر من سكن فاخر وعيشة رغدة خارج وداخل السودان فلم تسكن أسرته في الايواء السكن البائس ولا هم من ينامون (القوا) ولا هم من فقدوا مدارسهم ولم يتأثروا بويلات الحرب كما تأثر بها كل الشعب السوداني المغلوب علي أمره.
* الم يفكر د .جبريل لحظة في وضع مقارنة بين عيشته هو وأسرته وبين حال محمد احمد المسكين هذا فأنبه ضميره بأن حتي يراعي لحال الشعب فيرحمه والذي يرحم هو الله وحده ولكن عند الله تجتمع الخصوم.
* المواطن اليوم حاله سئ وكان علي جبريل ان يصرف النظر عن كل سياساته المالية الجائرة في حق المواطن وان يقف رحيما في كل ما يساعد المواطن ويسهل له مأساته ويخفف عليه الامه بدلا عن ان ينكئ جرحه الأليم الباكي دما وهو لا حوله له ولاقوة ….لمن يشتكي المواطن واين يحتج ؟ ولمن؟ ومن يملك قلم القرارات هو ذاته جبريل .
، البلاد لا تحتاج لمزيد من الغضب ولا تحتاج للاحتجاجات التي ما عادت تأتي بحل ولا حلول فالشعب انخرط مدافعا وناصرا ومستنفرا من باب رد الجميل أن يلاقي في وطنه تعليما جيدا وصحة منقذة لحياته وماءا نقيا يشربه وطعام يسد عليه جوعه …كل هذا لايجده ونعلم ان د جبريل يبرر هذه الزيادات لأسباب غير مقنعة وغير (مبلوعة) بالحرب فالحرب يدفع ودفع ثمنها
المواطن غاليا ومازال علما بأن هذه الزيادات المفروضة لن تحل مشكلة يعاني منها اقتصاد البلاد …فالبلاد غنية بثرواتها ومنتجاتها في باطن الأرض فثط تحتاج الي أفق واسعة وتفكيرا سليما في من اوكلهم الشعب عليها ليعيش عيشة راضية من خيرات بلاده دون التفكير الضيق لاخذها من جيب المواطن بحكم القانون الظالم الذي يشهره جبريل في وجه المواطن ويقهره به .
* كلنا امل في ان الحرب ارادها الله أن تكون خلاصا لمحمد احمد من الظلم والقهر وانها ستطهر النفوس من الفساد والظلم وان السودان سيعود اكتر استقرارا وامنا بعد ان طهر جيشه وشعبه وطنهم من الذين نهبوا أموالهم وسرقوا ممتلكاتهم واوصلوهم حد الفقر وان الوضع سيكون غير ما كان عليه قبل الحرب ولكن بقرارات السيد الوزير الأخيرة هذه لن يحدث هناك جديدا بل الحال سيكون أسوأ مما كان عليه قبل الحرب سوءا.
* رسالتنا الأخيرة للسيد جبريل ان يرحم شعبا ذل ومغلوب علي أمره ولا حول له ولاقوة فإنه شعب ينتظر الفرج من عند الله وحده لا من سواه ولكن نقول لجبريل ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .
سطر فوق العادة :
اخي دكتور جبريل ماذا قدمتم لمحمد احمد السوداني من تعليم وعلاج ومعيشة حتي تطالبوه بالمستحيل بمقابل ما تفرضوه عليه من رسوم لا طائل له بها وهو يري ذهبه يهرب وقوته يسرق وثروته تذهب لغير حاجته لها ….بالله عليكم ماذا قدمتم وهو الذي قدم لكم كل شئ حتي روحه رخيصة ليبقي الوطن وتحكمونه انتم ؟
السودان يلومنا كل العالم في اهمالنا له ونحن من نملك كل موارد الحياة بوفرة ولكن عقولنا تحجرت وصدئت في غير ان تنظر فقط لجيوبنا فتاخذه دون رأفة ودون رحمة وان كان في الجيب شئ تبقي غير ركعتين في جوف الليل نشكو لله بها ان يفرج كربنا ويحل ضائفتنا وينصرنا علي من ظلمنا ولنا في الله ظن لا يخيب.
(ان قدر لنا نعود)