د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..وداعة الله….في ذمة الله..!!
د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..وداعة الله….في ذمة الله..!!
العين تدمع والقلب يحزن وانا لفراقك يا عوض لمحزونون.. رحل من ھذھ الفانية الي ربھ تعالي الفريق ش عوض وداعة الله الحسن بعد معاناة وصراع مع المرض استمر معه زمنا ليس بالقصير..حيث لحق به مرض الكلي الي ان اوصله مرحلة الفشل.
* توفي وداعة الله بدولة يوغندا التي جاءھا من القاھرة بعد ان شردتھم الحروب من وطن الجدود السودان… فبكته كل الاسافير ووسائط الاعلام المختلفة لان الفريق عوض كان نجما (مجتمعيا)..صنع لنفسه بجهوده الكبيرة
(كاريزما) اقرب ما تكون هي الافضل لرجالات الاعلام لتناولها في كل موضوعاتهم الصحفية لما له من مواقف لا يفهمها إلا هم .. فكان ماعونهم الذي (غرفوا) منه (غرفا).. وهو الرجل الحكاي عليه الرحمة يجيد فن الخطابة المباشرة وليست الجماهيرية الواسعة.
* رحمة الله علي الفريق عوض…كان شخصية غريبة له مقدرات عجيبة لا يمكن ان تحكم عليه بأنه سئ لان ما يفعله في الخير يحيرك وما تسمعه عنه من الناس يجننك… لكن الشريعة عليها بالظاهر.
* لم اسمع يوما واحدا ولو بالخطأ ان تحدث عنه احدا قادحا في اخلاقه وشرفه وعفته
ابدا والله ولم يحدثن احد انه أخذ مالا للدولة او تلاعب فيه او له ميول فاسدة اخلاقيا .. شخصيا لم اسمع يوما ان له ميول تجاه المال النتن.
* عوض تربي في مجتمع عجيب هو الآخر ..مجتمع الري المصري في الشجرة وهو من المجتمعات التي يمكن ان تضرب بها مثلا حيا انها افضل المجتمعات النموذجية في السودان من حيث الترابط الاسري رغم ان مجتمع الري يتشكل من كل القبائل السودانية …من الشوايقة
والجعليين والحلفاويين والدناقلة والنوبة والجنوبين علي عهد ذلك الزمن والدارفوريين …لكن بعد كل هذا الخليط القبلي هم اسرة واحدة
لا يفرقون بين بيت النوبة والجعليين ولا الشوايقة والمحس شبابهم لا يكملون تربيتهم في منازلهم كما العادة بل من كل بستان وردة تربوية واي اب في اي بيت من
بيوت الري هو اب للكل في المجتمع من شباب حي الري ذكور واناث حين وجود الشباب…فالكلمة عند الموجود في اللحظة من الكبار وهكذا تتنزل.
* كل بنات الري اخوات وكل الشباب الذكور هناك اخوان للبنات..
* الفريق وداعة تربي في هذا المجتمع وهذا الجو ويصادف اسبوع كامل يتجول في منازل الري اين نعست عيناه نام وهكذا هم جميعا لا يفرقون بين كل البيوت في الري ومعروف لاسرهم هذا النظام فاليقين لاسرهم ان شبابهم في امان .
* خرج عوض من هذا المجتمع قويا اثقلته تجاربه بالثقة والأمانة والصدق وقول الحق وان كان علي نفسه ظلما… لذا جاء عوض بهذه الشكلية للشرطة وكتب له النجاح فيها فكان مبدعا جادا منضبطا.. قوي الشكيمة ولعلمي هي صفات العسكرية الحقة المعدومة اليوم في كثير من اهلها والقائمين عليها .
* الفريق عوض وداعة الله الحسن عسكري بكل ما تحمل الكلمة من معني ومضمون ..رحمه الله كان لا يخشي ان يقول لاي من مرؤسيه انك ضابط فاشل او لا تصلح للعمل في الشرطة او انت شرطي غير منضبط وكان يتبع القول بالفعل جزاءا عقوبة وحتي فصلا وكانت للشرطة نكهتها
وطعمها وهيبتها وشخصيتها وهذا دليل كافي وواضح ان من يفعل كهذا ليس هو بفاسد وكفي…لذا كان كثيرون يرون فيه ما لم نر.
* مات الفريق عوض وقد ازهلني اللواء محمد الحسن جاد الله حين نعاه بتسلسل تاريخي مهني مدهش.. ان كان وداعة الله حيا لتعجب وازهل كما الحال انا فقد ازهلت… لذا لم اذهب اين عمل وداعة الله واين نقل ومن ظلمه ومن ظلم ولكن السرد في مقال ود جاد الله خفف علي
كل من قرأه مرارة الفقد الجلل …لقد مات عوض وداعة ولكنه لم يمت كتاربخ بل سيظل تاريخا شرطيا عريقا مقدرا تعتز به اسرته كلها وقبيلة الشرطة .
* كان ضابطا غيورا علي الشرطة محبا لها مجتهدا بامكانياته المتوفرة لديه في خدمتها …ولم يتم نقله
موظفا في اداراتها مرة بقدر ما طاف في ساحاتها عسكريا حتي ترجل… وحصد النجمات والاوسمة كما قال قانون الدولة وليست كما قالت قوانيين مراسمها.
* … سطر فوق العادة
ارهقني مقال اللواء محمد الحسن جاد الله في مجاراتھ المقال الذي نعي فيه عوض بل اعجزني في ان انعيه كما نعي.. لله دره..رحم الله عوض بقدر. ما كان محبا للشرطة مجتهدا فيها ساعيا للحفاظ عليها
وتيقنت تماما من القول ( ان شاء الله …يوم شكرك ما يجي)..انه يقال في حالة الفقيد الفريق عوض وداعة الله …بفهم عميق اذكروا محاسن موتاكم.
(ان قدر لنا نعود)