د . حسن التجاني يكتب : ..وهج الكلم.. كله لي خير…..!!

د . حسن التجاني يكتب : ..وهج الكلم.. كله لي خير…..!!
مهما كانت قساوة الحرب وما سببته من دمار وقتل وسرقة وخراب واغتصاب …لكنها جاءت لي خير كتير للسودان والسودانيين …بالطبع لا يمكن حصر هذا الخير بدقة متناهية ولكن بصورة عامة كشفت شباب الجيران
الخونة اللصوص الذين كانوا عونا وارشادا لهؤلاء الاوباش من المليشيا المحلولة….وسرقوا ونهبوا كل المنازل …ايضا عالجت كتير من حالات اللامبالاة من السودانيين
تجاه حياتهم كلها..واوضحت لهم سوء التخطيط الذي كان يلازم حياتهم ومستقبل ابناءهم .
* اوضحت لهم الحرب قيمة الأمن الذي كانوا يعيشونه
وحقيقية ان الامن كالعافية في الجسد لا يعرف الانسان قيمته الا حين يفقده…وعلمتهم الحرب من هو الشقيق ومن الحبيب ومن الجار ومن العدو
* الحرب بلا شك شر مستطير وكارثة شأنها شأن السيول والزلزالات والفيضانات فحصيلة نتائجها موت وهلاك ودمار وخراب …ولكن لا فكاك منها لتأديب المعتدين
والخونة والقتلة والمغتصبين الارهاببين لعنة االه عليهم.
* ولكن نهاية الحرب يأتي عادة الاستقرار والامن والسلام بشرط ان يعي الانسان الدرس جيدا.
* علي الصعيد الاجتماعي يحدث في الحرب الصراع بين الترابط الاسري اوالتفكك والتشتت خاصة بين الاسر الممتدة الكبيرة
وتظل الاسر النووية الصغيرة اكثر ترابطا وتماسكا في ازمات الحرب وكارثة الاسر الكبيرة تتمثل في كشف الحقوق في حالات البحث عن سد الحاجة والمأوي هروبا
من جحيم الحرب وهذا يجعل الكثيرون يبحثون عن الورثة في حقوقهم المؤجلة في زمن السلم فقد حان وقت (الحاجة الماسة) لها …وهنا تتصدع العلاقات الاسرية وتتوتر..
انها الحاجة اللعينة التي دخلت كل بيوتات السودانيبن في ظروف الحرب واشعلت نيران المسكوت عنه زمنا…وبذا تمتلئ المحاكم في هذا الجانب وتقف الاسر من زوي صلات الرحم امام القضاة والقضاء …ولعلمي انها اسوأ حالات التصدعات الاسرية .
* وكثيرا تكون الحرب ضارة نافعة بتقسيم الحقوق بين الاسر وبذا يتساوي الناس في حقوقهم وقد يختلفون فيها وهنا يقع الضرر لان الصراع في امر الدنيا امر (تافه) لا يستحق كل ذلك لو كان الناس يدركون فقط بالنظر
للحالة العامة من فقد الاعزاء وموت الابرياء وفناء البيوت واغتصاب النساء كل هذه الاشياء كفيلة لجعل الانسان ينسي ويتناسي كل هذا الهم وامر هذه الدنيا الفانية.
* لكن هل سيستفيد انسان السودان من هذه الحرب لاقصي حد للاستفادة ومعالجة كل الاخطاء قبلها واثناءها وبعدها ؟ هل سيستفيد؟ ام ستمر بذات الاخطاء وذات
المشاكل وكأن شيئا لم يكن فور عودة الناس لحياتهم العادية وتتكرر نفس الاخطاء و(كانك يا اب زيد ماغزيت).
* اعتقد الحرب في تلخيصها النهائي ما حبابه وليست امنية ولكنها كانت واقعا يجب ان يكون لخير كثير مهما الناس فقدت الكثير من كل عزيز وغالي
فالحرب كشفت الكثير للناس وكل الذي كان مجهولا عندهم.
* اهم ما في الحرب انها كشفت مواقع الخلل وكذلك القوة والمتانة في الجيش وقوت شوكته وهو تدريب
غالي الثمن لكنه مفيد جدا واوضحت وكشفت ان في اوساط كل الشعب خونة ومرتزقة في كل القوات النظامية والشعب اولا واوضحت ان شعار شعب واحد
جيش واحد هو حقيقة مهما كان الطابور الخائن ماثلا وموجودا في اوساطهم .
* كشفت الحرب للسودان مدي التامر عليه من دول كان يحسن الظن بها كثيرا والتعامل معها خيرا كشفت له الحرب كم كانت خائنة هذه الدويلات وفاجرة في نواياها الحاقدة تجاه السودان.
* فقط هذه النقاط التي وردت من مئات النقاط المهمة في وهج اليوم و التي كشفتها الحرب للسودان والسودانيين لو استفادوا منها سيعود السودان دولة قوية
ذات سيادة وذات مكانة وسط كل دول العالم و(ليحسن علاقته مع امريكا) مهما كان الثمن فقط بألا يتعارض و ما لا يرضي الله ورسوله
عدا ذلك لكم (دينكم ولي دين).
سطر فوق العادة:
التجربة القاسية المرة التي مر بها السودان والسودانيون لهي كافية لتصحيح مسار السودان نحو ما هو افضل
مستقبلا…وستحدث طفرة ونهضة عمرانية غير مسبوقة تتذكروني… ولي خير ….والله جد.
(ان قدر لنا نعود)