د .حسن التجاني يكتب:..وهج الكلم..عقيدة سايرين الجديدة …!!

د .حسن التجاني يكتب:..وهج الكلم..عقيدة سايرين الجديدة …!!
يبدو أن عقولنا أصبحت لا تقوي علي فهم و مواكبة المستحدث من الافكار والأمور كلها …حتي صارت لا تفهم ما اتي به الفريق شرطة وليس اللواء متقاعد خليل سايرين كما ورد في كثير من صحف الأمس ولا ادري هل هي مقصودة ام وردت من باب عدم الفهم للرتب العسكرية او من عدم المواكبة و(التحديث الفكري).
* السيد الفريق خليل.. شخص هادئ جدا وبالو طويل غير متهور وبذا نحسبه من علماء الداخلية والشرطة ..لذا تصبح مهمتة ليست مهمة وزير فحسب تأتيك كل مهام الوزارة علي صحن من ذهب ما عليك إلا أن تحرك ملاعقه وتغرف منه ما شئت واحببت دون أن يكون لفكرك نصيب او هكذا كانت تدار الوزارات دون أي مجهود ولا ابتكار ولا رؤية مع أن وزارة الداخلية تحديدا تملك كل شئ واي شئ.
* التطور المقصود والذي يجب ان تصبح وتمسي عليه الوزارة في الداخلية ليس تطورا معقدا ويحتاج لعقلية اكثر تعقيدا لتفهمه إنما أمرها أسهل مما يتخيل اي شخص فقط مبادرات تطور عملها وتجعل القائمين علي أمرها قدر المسئولية وهي مسئولية إدارية أمنية هجرية فقط .
* عندما جاء السيد خليل للوزارة استبشر الناس في قبيلة الشرطة جميعا بمقدمه وظنوا أن خليلا جاءهم بعصا موسي ولن يترك ملفا (متخلفا) الا وأعاد له عقله وفهمه الذي فشل في إعادته الكثيرون من قبله .
* لكن لا اكذبكم قولا السيد خليل وعد السواد الأعظم في ضباط الشرطة بأن يرفع الظلم عنهم طالما هو قد عرف مرارة طعم الظلم وتذوقه كثيرا من قبل….لكن يبدو أن سعادة الفريق بمجرد اعتلائه مقعد الوزارة تذوق طعما اخرا أضاع عليه طعم مرارة الظلم فلم يعد يشعر بمرارته …وبالطبع (تفرق كتير طعم الحلو لو يبقي مر) حينها يعود الإنسان لصوابه ولكن قد يكون متأخرا في ذلك.
* ولاننا في الوهج نحترم المناصب السيادية لن نبحر في الحديث عن تفاصيل الامور ونكتفي فقط في الذي يوصل الحق لأهله دون ضوضاء وشوشرة….السيد سايرين ترك الأهم وانشغل بالمهم….والأهم يا سيد سايرين حل جميع المشاكل التي مازالت ملفاتها تعاني مرارة الصبر علي تحمل درجات (برودة) مكتبك و(تبريده) الذي كاد يتلفها رطوبة واهمالا.
* اخي سعادة الفريق للمرة الالف لك ولكل قراء الوهج وقسما غليظا ليس لي صالحا شخصيا في الذي اكتب فقط نصرة لك وللحق لان اعلم الندم الذي لحق بالكثيرين قبلك والذين مازالوا يرددون (ليتنا ليتنا وليتنا) ولكن سبق السيف العزل.
* لا اريد ان يسبق السيف عزلك ولكن لا أريدك حين ترتدي جلبابك الأبيض وتجلس علي كرسي قماش البلكونة في منزلك (عشان ما تقول انا عملت في نفسي كده ليه؟)…ولماذا تجاهلت امر هذا وذاك والحل ماهو الا جرة قلم تصدر عنها فقط اربعة أحرف( ت..ص..د..ق.) بالاجراء …وترتاح الي ان تقبر بعد عمر طويل مبارك.
* لكن يبدو أن سايرين ذهب لما يراه اكثر أهمية وهو موضوع التدريب ….لكن الذي أود أن اقوله يا سيد سايرين ب(الله عليك ما تبوظ لينا شرطتنا دي من الله خلقنا وبعد جينا الشرطة دي وقعدنا فيها عشرات السنوات عندها (عقيدة واااااحدة ) وهي (عقيدة الضبط والربط وطاعة التعليمات حتي لو ادي ذلك للمجاذفة
بحياتي)..يكفيها الصدمات واللكمات التي لاقتها من جماعات (قحط) وما جاورها …اخي سعادة الفريق سايرين ان قوات الشرطة السودانية تعد من أعظم الأنظمة الشرطية العاملة حول العالم ان اردت لها تطويرا فلتبحث لها عن ما يعينها في أداء مهامها من لوجستيات واليات ووفر لها ما يعينها لإنزال مالديها من أفكار وإمكانيات ونظريات تدريب توارثتها عبر أجيال متلاحقة جيلا بعد جيل وما برحت وما انفكت .
* افضل نظام إداري لإدارة مفاهيم العمل الإداري يصلح لإدارة دولة كاملة هو الآن تعمل به الشرطة السودانية وكثير من الوزارات سعت للتدريب والتعلم من نظامها هذا واخذه نظاما لها..اذا اي عقيدة حديثة متطورة تريد اخي الوزير ان تأتي بها للشرطة.؟؟..فالنظرية التطويرية في الشرطة تأتيها في إنتاج ذاتي داخلي
من أفكار كوادرها لذا كل يوم تجدها في حال افضل مما كانت عليه رغم الضغوط والمؤامرات التي تحاك ضدها علي مدار السنين لتكسير تروس دورانها لتتوقف عن مهامها ليحلو الجو للمجرمين وشواذ الأفكار ليجدوا ضالتهم… لكن لان بنيتها قوية قاومت هذا الفيضان الكاسح ضدها…. فكان لها الثبات.
* الفكرة التي أطلقت عليها عقيدة
سيدي الوزير ليست بعقيدة ولكنها فكرة تدريب في جزئية منه يمكن تقديمها في محاضرة ضمن المنهج التدريبي للطلاب بالكلية او الأكاديمية وتعرف بالخطاب الاعلامي الذي يقدم لرفض خطاب الكراهية …ولعلم سعادتك الطالب الشرطي بالكلية يتعلم مفاهيم وعلوم رفيعة المستوي واي تدخل في تغيير المنهج سوف يلحق بالطالب والكلية (أمات طه)..هذا في الذي يخص الكلية لكن لك ما شئت في غيرها.
* لم يضر شئ بالضبط والربط وعقيدة الشرطة غير إدخال الكلية ضمن كليات جامعة الرباط الوطني وهذا اكبر خطأ وقد أصبح خصما علي مفاهيم الضبط والربط وعقيدة الشرطة التي تعنيها بفهم ليس وارد في مفاهيم عقيدنها الحقة سعادتك.
* التفكير سعادتك بعقلية ضابط الشرطة وبدلة الوزير يختلف جدا عن الفرق الشاسع بين مهام كل منهما… هناك في عقلية الشرطة يكون كل التفكير منصبا في الخروج بقوات قوية متينة مسلحة بالقانون تستطيع أن تكافح الجريمة وتأمن المواطن وفق الدستور والقوانين…بينما الذي يرتدي البدلة يفكر بعقلية السياسي الذي يجب ألا يفهم فيها شيئا ولا يأخذ بفنياتها حرفا وعلما غير السياسات العامة لها ….إنما كل العمل المهني فهو لمدير عام الشرطة
وهذا النهج كان قد انتهجه الوزير الاسبق للداخلية البروف الزبير بشير طه علي عهد الفريق اول محجوب حسن سعد وهذا سر نجاح الشرطة علي تلك الفترة حيث قال له الشرطة لكم والسياسة لي….انتهي.
* الضابط الذي لا يستطيع أن يخرج من جلباب العسكرية حين يصير وزيرا سيظل متمسكا بعقلية وخانة تلقيه للتعليمات فقط وتنفيذها دون أن يطلق العنان لامكانياته للإبداع والمبادرات في الذي يضيف وليس الذي (يفرتك) كيان الذي صممته أجيال لن تتعوض ولن يأتي الزمان بمثلها .
* حقيقة حتي لا أظلم السيد الفريق خليل باشا في الذي ذهب اليه… لكني بكل ما أوتيت من فهم وعلم وخبرة لم أفهم مفردة واحدة من الذي ذهب اليه سايرين خلال لقائه بالجنرال الكبير مالك عقار نائب الرئيس …وعن اي عقيدة تدريبية تحدث سعادته ليته قال مفاهيم ولم يذكر عقيدة …(عارف يا سعادتك تغيير العقيدة زي شنو زي تغيير دم الإنسان بدم اخر لكن في مثل حالتك هذه بدون سبب يعني دون أن تتلف العقيدة وتفسد كما المتبع في تغيير الدم).
* الذي كنت اتوقعه في لقاء السيد الوزير بالسيد نائب الرئيس ان يأتي السيد الوزير بخطاب سياسي يبهر به السيد مالك حول الأجانب واللاجئيين والدفاع المدني هذه ميادين السيد الوزير ويترك امر الشرطة وعقيدتها وتدريبها للسيد الفريق محمد ابراهيم عوض الله المدير العام بالنيابة هذه الأيام لكان الوضع مختلفا تماما …مجرد ان يوجه السيد عقار او غيره ويصدر تعليمات لأي مسئول في لقاءاته هذا يعني أن المسئول قاعد (ساكت) …وعليه ان يتحسس موقعه الجديد بقناعة .
سطر فوق العادة:
لقاءات القيادات العليا في الدولة ما ينبغي أن تكون فيها أي توجيهات وتعليمات بقدر ما يجب أن يكون تقديمها مبهرا ومبدعا ومقنعا من الوزير اوالمدير العام أو غيرهما من اي جهة اخري كانت لأنها مهمتها التي اوكلا عليها والا فليذهب للجلوس علي مقعدها المسئول الأعلي الذي يجب أن تكون مسئول عن حسن إدارتها أمامه او كما يقول القانون…..السيد سايرين ما (تشطح) فوق المتبع لأكثر من مائة وعشرين عاما فأكثر عقيدة الشرطة بخير ….فقط عالج ملفاتها المظلومة التي أمامك ينعدل حالها .
(أن قدر لنا نعود)