د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..شبابنا بخير….ا طمئنو !!
د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..شبابنا بخير….ا طمئنو !!
لايمكن ان تعرف الناس جيدا الا اذا جمعك السفر معھم او قابلتھم في بلاد (برھ) …فما اصعب امتحانات الاكتشاف لمعدن الانسان.
* اتفق جدا ان الناس معادن فيھا الذي يصدأ سريعا وينتھي وفيھا ماھو صلد يبقي وفيھا ماھو اقوي كلما يطرق يزداد بريقا ولمعانا وھكذا معادن الناس فيھا ماھو (رخو) ولا يقوي علي شئ في عمل المروءة والشھامة وفيھ ما ھو نفيس وغالي .
* لكن طالما انت معھ في وطنك لا يكون الاكتشاف بقدر ماھو معك مسافرا او في خارج الوطن… فقد يكون صديقك في وطنك وحبيب جدا اليك ويمثل معك ادوارا بطولية ولكنھا ليست كافية للحكم علي معدنھ من اي نوع يكون .
* كثير من السودانيين يتحدثون عن الشباب سلبا ويرون فيھم رؤية سالبة لادوارھم مستقبلا تجاھ الوطن والمسئولية الاجتماعية بصورة عامة…وقد يحكمون عليھم من منظرھم العام وشكلھم
في سلوكھم الشخصي ولا يدرون ان المظھر ليس كل شئ فكثير من يتنقبن من الفتيات وھن يسلكن سلوكا سيئا… واخريات ملتزمات بالزي العام واكثرھن ادبا واخلاقا وكذا الشباب الذكور قد يربي الواحد منھم شعرھ كما نري في دول الغرب ولكنھ حمامة مساجد وعلي
اخلاق ودين ونظن بھ الظنون ظلما …لدرجة اننا لو شاھدنا مصليا يرتدي بدلة وبنطال في المسجد نشك في صلاتھ وكأنھ كافرا…علما بان الزي في مجملھ ايا كان ھو للسترة وستر العورة امام اللھ عند الصلاة والاخرين عامة .
* اذا نتفق ان الشكل والمظھر ليست من ضروريات الكشف عن معدن الشخص …(تجد الرجل الضعيف فتذدريھ وفي ثيابھ اسد ھصور ) ماعارف الكلام دھ
كدھ صح وللا غلط المھم معناھ المظھر عند عديمي البصيرة يعني شيئا عظيما ولا يدرون ان الناس معادن ترتدي وتتغطي بالزي والملابس ولا تكشف اصلھا وقيمتھا الا بعد ازالة الغطاء عنھا فالدھب يخرج من باطن الارض متربا.
* سقت ھذھ المقدمة لاطمئنكم بان شبابنا مازالوا بخير وليست ھذھ مجاملة او نفخا في سورھم انما حقيقة وواقعا خاصة شبابنا السوداني والذي تربي علي اخلاق مجتمع متكافل قوي بالفطرة ومتوارث لتلك السلوكيات (ابا عن جد) دون تدخل وسيط .
* صحيح شبابنا تعرض لضربة قاضية من خلال نشاطات الثورة المسروقة لصالح سلوكيات بشر لا نعرفھم ولا يعرفوننا وليست لھم علاقة بشبابنا الافذاذ الذين كان يمكن لھم ان يقودوا البلاد للعالمية ولكن اعداءھم واعداء الوطن مكروا عليھم واحتووھم في غيابنا عنھم
وسيطروا علي افكارھم ولوثوھا لھم وغيبوا عقولھم باغراءات كل الشباب من المخدرات والجنس والفساد وسوء الاخلاق خاصة الشباب كانت مواعيينھم جاھزة ونظيفة لاستيعاب كل ما يدلق عليھا لامتصاصھ وحفظھ
بسرعة مزھلة وكرھوھم في اولياء امورھم بحجة ان الاباء ھم من يحجرون علي حرياتھم ولابد من مواجھتھم وكسر شوكتھم وربما بعض اولياء الامور لاحظوا ذلك وسجلوا انھزاما كبيرا امام ابناؤھم بحجة
عدم كسر شوكتھم ولم يدركوا خطورة موقف ابناءھم من ذكور واناث وانھم يعيشون فترة غسيل امخاخ… افرغوا لھم كل ما فيھا وبما تربوا عليھ من خلق واخلاق الي سلوكيات متحجرة ورافضة وعاصية منحرفة وما احوج الشباب لكل ما ھو يتماشي مع اعمارھم وھذھ الفترة الحرجة منھا.
* مر شبابنا بفترة عصيبة ومرة وقاسية فقد فيھا كل صفاتھ الجميلة ولكن لان اللھ رءوف رحيم كشف المستور ولحق اولياء الامور بابنائھم وعدلوا ما يمكن تعديلھ وكشف الشباب اللعبة الخائبة من سارقي الثورة وتفرقوا عنھم ومنھم من صادتھ ايادي القناصين من عدو اليوم المتخبي يومھا وسط المتظاھرين.
* الشباب بخير واللھ بخير وھذھ واقعتان من خارج حدود الوطن …اقولھا لكم وقيسوا علي ذلك.
* في مسقط بدولة سلطنة عمان وفي مطعم عام وجدت شابا سودانيا جالس علي مائدة طعام في انتظار ان يقدموا لھ ما طلبھ القيت عليھ السلام وما توقعت منھ ان يردھ علي حتي ولكن (دھشت) و(اندھشت) وخبت ظنا….حينما انتفض الشاب من مجلسھ محييا تحية
فاقت حد المطلوب والمتوقع مني بثقة متناھية
ومن شكلھ العام صحتھ بخير الحمد للھ وبنفس مظھر شعر شباب القيادة والاعتصام والثوار الشرفاء
….ابو الشباب اصر علي ان أجلس للطعام معھ حفظھ اللھ (عاصم ادريس عثمان)
ھذا الشباب الذي حين علم بان الثورة سرقت منھم بايادي عابثين خونة جاء مسرعا للحاق باسرتھ التي بين السعودية ومسقط …عاصم السوداني الاصيل طالب القانون بجامعة النيلين يعمل في محل تجاري يديرھ بنفسھ محققا ارباحا محترمة لھ ولصاحب المحل
…دردشت معھ وكلي اطمئنان بان ابناءنا بخير طالما ھذا شاب الثورة بھذا الابداع الاخلاقي والشھامة والرجولة وعرفت انھ من سكان كافوري (رد اللھ اصحابھا بخير وسلام اليھا) وانھم استقروا ھنا جميعا في امن وامان
…لكن ليس ھذا فحسب بل تسارع الشاب في غفلتي لدفع الحساب (للكاشير) لا تتخيلوا مدي سعادتي في تلك اللحظة لقد ھتفت داخليا
لقد عادوا لقد عادوا لقد عادوا…شبابنا لعاداتنا وشھامتنا وعزنا وكرمنا بعد ان ظننا كل الظن اننا فقدناھ
شكرت عاصم ادريس عثمان شكرا يجعلھ يضاعف مافعلھ معي ويكفي حفاوتھ بسوداني امام دھشة اجانب بالمطعم لھذا الذي يجري امامھم من عادات لا توجد الا عندنا.
* الموقف الثاني وجدت ثلاثة من الشباب يجلسون امامي وامامھم (لاب توب) في منظر يسر الناظرين جلست اراقب حركاتھم وسكناتھم وقد سبقتھم في الجلوس للمكتبة الثقافية …لم يلقوا علي السلام وانا سوداني
مثلھم اغضبني ذلك جدا …لذا قررت اقتحامھم وارجاعھم لرشدھم في الذي فعلوھ كيف لا يسلموا علي سوداني مثلھم في بلد غربة …لقد خاب ظني وجدت شباب منتھي الادب منتھي الاخلاق منتھي التفاؤل
والاحترام عندما القيت عليھم السلام وقفوا وقفة رجل واحد وسلام بحرارة ادھشتني انھم فقط يحتاجون لمن يذكرھم ويشجعھم لارجاع اجمل خصالنا وعاداتنا ومحبتنا لبعضنا البعض انھم شبابنا لا خوف عليھم ولا
ھم يحزنون…قلت لھم ياشباب ازيكم انا في بداية زعلت منكم لكن الان ازددت فرحا واطمئنانا بانكم شبابنا بخير الحمد للھ …لازم تسلموا علي اي سوداني مھما كان وان كان سيئا تأخذوا بيدھ وتشجعوھ وتتكاتفوا وتتماسكوا فانتم اعظم شعب واقوي شعب واشجع شعب لكن دارت بكم الدوائر وربنا قطعا لن ينساكم..ابشروا .
* لا تتخيلوا كمية الادب و(الاصتنات) لحديثي ودعتھم ولم يجلس منھم احد الا بعد ان غادرت مودعا مطمئنا ان شبابنا بخير بس بطلوا (لواكة) الكلام ضدھم وشجعوھم واثقوا فيھم اينما وجدتموھم فانھم ھم من سيقودون وطن الغد باذن اللھ لبر الامان.
سطر فوق العادة:
اثقوا في الشباب ولا تبخسوا لھم اشياءھم بل شجعوھم واعلموا جيدا اننا يوما ما كنا مثلھم تماما.
(ان قدر لنا نعود)