د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..حلفا الجديدة المدينة القادمة….!!
د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..حلفا الجديدة المدينة القادمة….!!
من المدن التي تعتبر اجمل مدن السودان تخطيطا
وتنسيقا واستقرارا هي مدينة حلفا الجديدة..المنطقة التي جاءت عوضا لوادي حلفا او حلفا القديمة هكذا يسمونها بعد انشاء حلفا الجديدة.
* تم تهجير اهل حلفا القديمة الي حلفا الجديدة في عهد الرئيس ابراهيم عبود وعبد الله خليل (الحلفاوي) بعد انشاء السد العالي في مصر لتخزين مياه النيل لمصر وليس للسودان .
* اهل حلفا وهم الحلفاويون
ملوك النيل هكذا يسمونهم.. لم يكونوا في بداية الأمر راضون عن هذه الهجرة ولكن حكم القوي علي الضعيف …اغروهم بكل مقومات الحياة في حلفا الجديدة كهرباء ومياه ومنازل شيدت بمستوي رفيع في فن المعمار
وبمساحات مريحة وكبيرة ولكن اهل حلفا القديمة لم تقنعهم هذه الاغراءات …ومن الطرائف التي وردت في تلك المرحلة وعدم قناعة اهل حلفا بها قالوا لهم ان الارض خصبة وبكر ومنتجة والبصلة هناك كبيرة ولعدم
قناعة الحلفاوي بكل هذا قال لهم و(افرد عاوزين نعمل قاورمة) معروف طبعا القاورمة بتتعمل بالبصل الدقاق الصغير جدا…وهذا دليل واضح بعدم الرضاء .
* تم تهجيرهم بالقطار من هناك لحلفا الجديدة وهنا اكرموهم بالمواد التموينية المجاني فترة من الزمن حتي استقروا .
* الارتباط بالارض امره عجيب وحنينه متفرد خاصة ارتباطهم يالنخيل والزراعة وكانت حياتهم باسطة لكن افسدوها عليهم بالهجرة القسرية في العام ١٩٦٤م .
* لم يطب لاهل حلفا المقام في حلفا الجديدة خاصة
الحلفاويين الذين اختاروا السكن في القري بعيدا عن المدينة ومشاكلها وكانوا محقين في ذلك…حيث الحلفاوين اهل حضارة وعادات وتقاليد تخصهم في كل شئ .
* رغم وجود المدارس المحترمة التي اصبحت جامعات اليوم في حلفا ومنها المدرسة الزراعية الثانوية العليا فكانت تجمع كل طلاب الولايات في داخليات مميزة
وصارت كلية الزراعة اليوم ….لكن الحلفاويون بعضهم هاجروا هجرة عكسية لوادي حلفا ومنهم من ذهب للخرطوم وغيرها من مدن السودان الاخري.
* وهذا سر عدم تطور حلفا
حيث ظلت علي حال بيوت التوطين ذات الاسقف (الاسبستوس) (السرطاني) الذي هلك غالبيتهم وقتلهم وماتوا.
* الان حلفا تحتفظ ببعض جمالها التخطيطي لكن الحكومات في السودان تأتي دائما خصما علي مواطنيها وليس اضافة لهم حيث اعادة تخطيط المدينة مرة اخري
بصورة اضرت بمواطن حلفا اكثر من صالحه….حيث كان الهدف مصلحي ذاتي ولخزينة الدولة زمن كانت الحكومات اقل فسادا وانانية وتسلطا …فضاقت الطرق
وارتفعت المباني وعرف مواطن حلغا العمارات التي قلبت حياته جحيما وهو المتعود علي حياة الطبيعة…ما علينا….لكن لم يعد انسان حلفا هو ذلك المواطن الذي انشئت له حلفا خصيصا حيث اختلطت بهم قلائل اخري
كثير من مختاف بقاع السودان فتعايشوا وتزاوجوا وتعاشروا واصبحوا يلقبوا بالحلفاويين بالنسب الي حلفا رغم انهم ليسوا من الحلفاويين الذين تميزهم رطانة تخصهم واظنها اصبحت لغة رسمية تدرس في بعض
الجامعات تعرف باللغة النوبية….وتعلموها الذين نزحوا لحلفا الجديدة واتقنوها حتي لا تفرق بينهم والحلفاوين الا بالسؤال .
* لم تهتم الحكومات التي تعاقبت علي حكم السودان لا بحلفا الجديدة ولا بغيرها من مدن السودان بل ركزوا علي العاصمة الخرطوم التي دمرت اليوم لسوء التقدير وقصر
الرؤية …وكانت الفكرة في التركيز علي الخرطوم خصما علي كل الولايات التي اليوم دمرت هي الاخري.
* مدينة حلفا الجديدة نالت حصة كبيرة من هذا الاهمال
الذي اثر علي تخلفها وعدم تطورها فساءت مياه الشرب فيها وكسدت اسواقها وفشلت زراعتها …الحواشة في حلفا الجديدة ذات الخمسة فدان تنتج اكثر من اربعين جوالا من القمح وهو غذاء اهل حلفا الرئيس الان في
حواشات تنتج نصف شوال قمح فقط خلال العام
الله المستعان فهجرها اهلها لان الحكومات اهملت المزارع في اعانته بل ظلت تلاحقه يوم الحصاد فتأخذ كل المحصول وتجعله يقعد ملوما محسورا ما علينا نمشي قدام.
* لم يعرف اهل حلفا خبز المخابز وكان شراء العيش من المخابز شبه صورة من صور العيب فلا يخلوا بيتا من بيوت حلفا الا وكان به فرنا بلديا خاصة منازل أهلنا البصاولة الذين هاجروا هم مع الحلفاويين من وادي حلفا
فتملكوا منازلا معهم في حي كامل يعرف بمربع ١٢ ولكنهم انتشروا بعد ذلك في المدينة في مربعات اخري مربع عشرة ومربع اربعة وسبعة وهذه مربعات حديثةلكن اقدمها مربع عشرة غالبية سكانه من البصاولة حتي اليوم
لكن هم الاخرون باعوا وذهبوا وتخرطموا في الكلاكلات واركويت وبعض الصحافات والدروشاب …وبعض مناطق
الخرطوم الجميلة لكن تمركزهم هناك وهنا قلة .
* الان اهل حلفا اصبحوا يسمونهم بالنازحين حين عادوا لمدينتهم حلفا الجديدة
بعد ااحرب ولكن حقيقة ظهرت بعض المشاكل حيث طالب بعضهم بورثتهم في بيوت اباءهم واجدادهم وللاسف امتلأت بقضاياهم المحاكم وهذا ما يحدث في كل الولايات وليست ولاية كسلا وحلفا الجديدة موضوع حديث الوهج اليوم وحدها.
* امتلأت حلفا بنازحي اهلها الأصليين وغيرهم …واحدثوا تغييرا ابجابيا في انعاش اقتصاد حلفا الذي كان كاسدا بل جاءوا بثقافاتهم التي تعلموها هناك في الخرطوم ومعروفة الخرطوم بانها بوتقة شعوب السودان كلها…انعشوا سوقها
حتي ان في حلفا شارع رئيس يعرف بشارع الدكاترة لزحمة الكافتريات الراقية فيه وتكدس الشباب خاصة يوم الخميس اسموه بشارع ١١٧ شبيها بشارع الرياض الشهير بالخرطوم اعاد الله غربته.
* وفي حلفا لاول مرة في تاريخها يتم إقامة مهرجان حلفا التسويقي الاول الذي كان اول نشاط موفق علي حد تقديري كان ناجحا جدا باعتبارها تجربة جديدة تشابه فكرة معرض الخرطوم الدولي شاركت فيه الشركات
ذات النشاطات المختلفة ومراكز البيع المخفض من المحلات التجارية ومستسفي يشفين الطبي وهي من أكبر المستسفبات الطبية الحديثة في حلفا شاركت بعيادات مجانية من اختصاصين واطباء عموميين وطاقم تمريض مما اكسب المهرجان رونقا
وجمالا ورضاء جماهري طيب….ايضا اقيمت ليال ثقافية ومسرحية وغنائية
وخيم للتعريف بعادات وتقاليد القبائل التي بحلفا
وهذا عمل جميل يعرف الشباب بتراثهم وفلكلورهم الشعبي الذي ربما كانوا يجهلونه اولا.
* الامن فلح جدا في ادارة الاسبوع امنيا حيث انتهي الاسبوع بأمان تام …التحبة لجيش حلفا وشرطة وامن ومخابرات واستخبارات حلفا الجديدة لقد ابليتم بلاءا حسنا يومها ونهنئكم اليوم السبت بحضور السيد الوالي
وانتم تخرجون دفعة اولي من مستنفري ابناء حلفا في طابور كان في غاية الروعة والجمال والانضباط رغم اننا ام نكن محظوظين بالحضور لعدم وصول بطاقات الدعوة لنا لحضوره
ولكن سعدنا لكم طالما هو عمل مشرف يصب في خانة الدفاع عن الوطن و كاننا حضرنا …ولاهميته شرفه السيد والي ولاية كسلا وقد اكبرت فيه هذا الحضور الانيق الذي اضفي علي الحفل جمالا واهمية.
سطر فوق العادة :
اهل حلفا ناس طيبين وعشريين يستحقون كل خير لبت السيد الوالي يعيرهم كثير اهتمام.
(ان قدر لنا نعود)